Jul 4, 2025 11:34 AMClock
خاص
  • Plus
  • Minus

طبخة التطبيع بين دمشق وتل ابيب على نار هادئة..هذه مراحل نضوجها

لورا يمين

المركزية- اشار موقع "أكسيوس" الإخباري مطلع الأسبوع الى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت محادثات تمهيدية للتوصل إلى اتفاق أمني محتمل بين إسرائيل وسوريا. وفي حديث للموقع الأميركي، صرّح مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، لم يتم الكشف عن أسمائهم، بأن الهدف من المحادثات ليس التطبيع، وإنما خفض التوتر وضمان أمن الحدود. وقال المسؤول الإسرائيلي إن تل أبيب تريد ضمانات بأن هذه المحادثات ستفضي إلى اتفاق سلام كامل وتطبيع. وأفاد مسؤول آخر بأن إحراز تقدم ملموس في المحادثات سيستغرق بعض الوقت. ووفقا للمسؤولين، فإن هدف إسرائيل هو التوصل إلى اتفاقيات مع سوريا على مراحل، بدءا بنسخة محدثة من اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 بين سوريا وإسرائيل، التي تحدد حدود المنطقة العازلة والمنطقة منزوعة السلاح.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الولايات المتحدة بحاجة إلى القيام بدور وساطة أكثر فاعلية حتى تتمكن الحكومة الجديدة في سوريا من المشاركة بجدية في المحادثات. وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل تعتبر الأراضي التي احتلتها من الأراضي السورية، بما فيها جبل الشيخ (حرمون)، ورقة ضغط رئيسية لها في المحادثات، وزعموا أن إدارة تل أبيب لن تنسحب من هذه المناطق إلا مقابل السلام الكامل والتطبيع. وأكد المسؤول الأميركي أنهم أجروا "محادثات تمهيدية هادئة جدا"، وأن ترامب كان داعما للغاية. قبل هذه المعلومات بأيام، نقلت قناة "آي 24" الإسرائيلية عن مصدر سوري قوله إنّ إسرائيل وسوريا ستوقعان "اتفاقية سلام" قبل نهاية عام 2025، معلناً أن مرتفعات الجولان ستتحول بموجب الاتفاقية إلى "حديقة سلام". وأضاف المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، أن من شأن هذه الاتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل، موضحاً أنه "بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في الثامن من كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ".

مصدر رسمي سوري أكد في الساعات الماضية أن "التصريحات المتعلقة بتوقيع اتفاقية سلام مع الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن تُعدّ سابقة لأوانها". لكن لا دخان بلا نار، وثمة ما يُطبخ، على نار هادئة وبعيدا من الاضواء، على الخط السوري - الإسرائيلي، برعاية اميركية. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فان واشنطن الساعية الى ارساء استقرار ثابت في الشرق الأوسط، تعمل بجد وزخم على وضع قطار التهدئة بين تل ابيب ودمشق على السكة، على ان يُتوَج هذا "المشوار" بانضمام سوريا الى اتفاقيات ابراهام. الاكيد ان دمشق انخرطت في هذا المسار، ففازت برفع أميركا العقوبات عنها، لكن ما تتم مناقشته اليوم مع واشنطن هو الوجود الإسرائيلي جنوبي سوريا ومصيره وشكل سوريا المستقبلي بحيث لا يحبذ احمد الشرع مثلا تقسيم بلاده ويفضّل ان توقف إسرائيل استمالة دروز سوريا... وفي وقت تشير الى ان الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك يناقش هذه التفاصيل مع السلطات السورية، تلفت المصادر الى ان ملف العلاقات الإسرائيلية-  السورية سيكون على طاولة مباحثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الأسبوع المقبل. فمقابل تجاوبه المرتقب مع مطالب ترامب لوقف الحرب في غزة، يريد نتنياهو الحصول على هدايا في سوريا وغيرها كلبنان مثلا. هدايا يقدّمها الى شعبه لتبييض صورته امامه فيقول لهم انه حقق انجازات بالجملة: قاتل حماس واسترجع الرهائن وقضى على نووي ايران وأيضا أمّن حدود إسرائيل من خلال اتفاقات مع دمشق ومن خلال ما يتطلع هو وترامب الى حدوثه لناحية تحويل حزب الله الى حزب سياسي مجرد من السلاح، بحلول الخريف المقبل وفق ما تنص عليه ورقة برّاك، تختم المصادر.

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o