المركزية- يُعتبر ضبط الحدود اللبنانية السورية وترسيمها من الشمال الى الجنوب وإقفالها بإحكام، والذي وصف وزير الخارجية يوسف رجي مسارَه أمس، بـ"المعقّد، مِن أبرز بنود الورقة التي حملها الى بيروت الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك في ١٩ حزيران الماضي. الا انه ايضا اولويةٌ سعودية، حيث رعت المملكة منذ أشهر لقاء على مستوى وزراء الدفاع بين لبنان وسوريا في الرياض.
امس الثلثاء، نقلت وكالة "واس" عن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبد المحسن بن شلهوب، أنه "في ضوء المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية التي تمتهن تهريب المخدرات، أحبطت وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات من خلال معلومات قدمتها لشعبة مكافحة المخدرات في جمارك جمهورية لبنان، محاولة تهريب أكثر من (5,000,000) قرص من مادة الإمفيتامين المخدر، مخبأة في أدوات مائدة من زجاج وبورسلان، في داخل حاوية قادمة من إحدى الدول لدولة لبنان". ونوه "بالتعاون الإيجابي مع الجهات المختصة في الجمهورية اللبنانية في متابعة وضبط المواد المخدرة"، مؤكدًا أن "المملكة مستمرة في متابعة النشاطات الإجرامية التي تستهدف أمن المملكة وشبابها بالمخدرات، والتصدي لها وإحباطها، والقبض على المتورطين فيها". وكانت مديرية الجمارك في لبنان اعلنت في بيان الاثنين، أنه "نتيجة للتنسيق والتعاون بين وزارة المالية - مديرية الجمارك العامة - شعبة مكافحة المخدرات وبين وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات، التي زوّدت بمعلومات عن شحنة قادمة من الجمهورية العربية السورية بطريقة الترانزيت، والاشتباه بأنها قد تحتوي على ممنوعات، تم رصد الشاحنة السورية وتحديد موقعها. وتم توقيف الشاحنة، حيث عُثر بداخلها على كمية 866 كلغ كوزن إجمالي من الكبتاغون، مخبأة بطريقة احترافية داخل أدوات مائدة من زجاج وبورسلان. وقد تم توقيف ح. ك.، سوري الجنسية والعمل جارٍ لملاحقة باقي المتورطين بإشراف القضاء المختص".
اما في صورة دورية، فيتم ضبط شحن اسلحة خلال محاولة تهريبها بصورة غير شرعية على الحدود من سوريا الى حزب الله في لبنان.
امام هذه المعطيات، يمكن فهم لماذا يشكل ضبطُ هذه الحدود اولوية اقليمية - دولية، سعودية- عربية - اميركية، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية". فتركُها كما هي، في الشكل الذي رسمه لها المحورُ الإيراني ونظامُ بشار الأسد البائد وحكمُ الممانعة في بيروت، يتهدد امن الدولتين اللبنانية والسورية وامن المنطقة ككل، في آن معا. فالواقع السائب يتيح نشر الممنوعات في دول الاقليم كما ويساعد في ايصال عائداتها ومعها السلاح والصواريخ والمال، الى حزب الله في لبنان بما يعيق من جهة قيامَ دولة فعلية، ومن جهة ثانية تطبيقَ إتفاق وقف النار، ومن جهة ثالثة خططَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للمنطقة، وعنوانها الهدوء والاستقرار والسلام والازدهار.
من هنا، تتوقع المصادر، التزاماً وضغطاً اميركيين سعوديين اقوى في المرحلة المقبلة، لترسيم وضبط الحدود اللبنانية السورية بإحكام.