المركزية- قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، إن هناك تقدماً كبيراً أُحرز مؤخراً نتيجة الضربة التي نفذت ضد إيران، معرباً عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق. وأضاف "أعتقد أننا سنسمع أخباراً جيدة بشأن غزة قريباً"، مشيراً إلى أن الضربة على إيران ساعدت في دفع جهود إطلاق سراح المحتجزين، وأن مبعوثه ستيف ويتكوف أبلغه بأن اتفاقاً يوشك أن يبرم في هذا الشأن.
غير أن صحيفة "هآرتس" نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إنه لا يوجد أي تقدم في الاتصالات حول تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، وأن الخلافات بين الجانبين ما زالت على حالها. بدورها، كشفت القناة السابعة الإسرائيلية عن جهود مصرية قطرية مكثفة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأفادت القناة بأن حماس أبدت استعدادها المبدئي للمشاركة في هذه المحادثات. وأوضحت القناة أن القاهرة والدوحة تنسقان خطوات دبلوماسية لوقف القتال، وتُعدّان مقترحات جديدة سيتم طرحها على الطرفين في الأيام المقبلة.
وأكد مسؤولون مصريون أن مصر تعمل على استئناف المفاوضات غير المباشرة، خاصة بعد انتهاء التصعيد بين إسرائيل وإيران. وأشار التقرير إلى أن القاهرة تأمل أن تؤدي الخسائر الإسرائيلية الناتجة عن الهجمات الإيرانية الأخيرة إلى تخفيف الموقف الإسرائيلي في ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، تلقت أطراف النزاع دعوات للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، حيث أبدت حماس ردود فعل أولية إيجابية. كما عبّر رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية عن تفاؤلهما بإمكانية استئناف المفاوضات قريبًا.
ما بين هذين الجوين المتناقضين نوعا ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية"، إن الحقيقة تكمن في ان واشنطن عاودت في الايام القليلة الماضية التي اعقبت وقف اطلاق النار بين اسرائيل وايران، ضغوطها من اجل احياء مساعي وقف القتال في غزة. فبينما اهل القطاع يموتون جوعا بفعل منع تل ابيب شاحنات المساعدات من العبور اليه، وبينما يستعجل الرئيس الاميركي التهدئة في الشرق الاوسط، بدليل تدخُّله المباشر العسكري والدبلوماسي، في حرب الـ12 يوما، من اجل إنهائها ومنع تحوّلها حربَ استنزاف، طلب ويتكوف بالنيابة عن ترامب من القاهرة والدوحة، تشغيل محركاتهما من جديد مع حماس من اجل العودة الى "الطاولة"، على ان تتولى واشنطن، إقناعَ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. الحركة متجاوبة شرط انهاء الحرب وفك الحصار بينما نتنياهو يكابر ويرفع السقف. من هنا، فإن ترامب شخصياً يعمل على تقليم اظافره وقد بدأ صدره، وفق المصادر، يضيق بتشدُّد الحكومة الاسرائيلية. هذه المرة، ضغوطُ ترامب، لا تشبه المرات السابقة، فهو يريد التسوية ووقف الحرب لو مهما كان الثمن ولو كانت كلفتها ازاحة نتنياهو من المشهد السياسي. بالتالي، تتوقع المصادر ألا يطول الوقت قبل اعلان التوصل الى اتفاق في غزة يُسكت المدافع ويحرر الرهائن...