Feb 15, 2025 3:50 PMClock
خاص
  • Plus
  • Minus

خطة ترامب بالونات اختبار للوصول إلى "حل الدولة"...مفاعيل زلزال المنطقة مستمر واليد على الزناد!

جوانا فرحات

المركزية- بإصرار وجدية يستمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعي لتحقيق خطته غير المسبوقة التي تتمثل في تهجير سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر بعد حرب استمرت خمسة عشر شهراً بين إسرائيل وحماس أدت إلى تدمير القطاع بشكل كامل.

خطة ترامب تُلزم مصر والأردن استقبال المرحّلين الفلسطينيين من سكان غزة ، لكن كلا البلدين رفض ذلك. وحين سئل ترامب في 30 كانون الثاني عن كيفية إقناع القاهرة وعمان باستقبالهم أجاب ببساطة وثقة : "سوف يفعلون ذلك، أليس كذلك؟ نحن نفعل الكثير من أجلهم، وسوف يفعلون ذلك".في إشارة إلى المساعدات الأميركية لهذين البلدين، بموجب عدة اتفاقيات تعاون، بعد توقيع معاهدتي السلام مع إسرائيل وقعتها مصر عام 1979 والأردن عام 1994.

واللافت أن هذه الخطة لاقت رفضاً في عهد الرئيس السابق جو بايدن وفق ما صرح وقتذاك وزير الخارجية في إدارة بايدن أنتوني بلينكن، بأنه "لا يمكن، ولا يجب إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة". إلا أن هذا الموقف الأميركي تغيّر وبشكل لن يرضي الفلسطينيين ولا دول الجوار.

مستشار الاتحاد الأوروبي في قطر والخليج والمتخصص في الشؤون الجيوبوليتيكية جورج أبو صعب يعود إلى صفقة القرن التي وضعها ترامب في عهد الرئاسة الأولى وتتضمن التطبيع العربي-الإسرائيلي الشامل. ويقول لـ"المركزية" "مع انتهاء عهد الرئاسة الأولى واستعداده للثانية تعمّق ترامب أكثر في السياسة، وتبين له أن صفقة القرن التي طرحها لم تكن واقعية فلجأ إلى أسلوب ديبلوماسية المواقف الصادمة" المتعارف على أنها تولِّد ديناميكبة في الحياة السياسية".

حتى الآن لا يزال مقترح ترامب في إطار المناورة السياسية بحيث يتقدم بطرح اتفاق عالي السقف للوصول إلى السقف الأدنى. وهنا يضيف أبو صعب "لا بد من  التوقف عند المعارضة التي يواجهها ترامب من داخل الإدارة الأميركية وتحديدا من غالبية الجمهوريين، وعليه لا يمكنه الذهاب إلى أبعد من ذلك. أضف إلى ذلك أن الطرح الذي تقدم به غير عملاني ولا يمكنه أن يُلزم مصر والأردن، بدليل اعتراف ترامب نفسه بأنه فشل في إقناع ملك الأردن. إنطلاقا من ذلك لا تزال عملية التفاوض على مصير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية والعمليات القائمة للقضاء على آخر معاقل حركة حماس في مرحلة "ديبلوماسية المواقف الصادمة" للتوصل إلى الضمانات التي يمكن إعطاؤها لإسرائيل حتى لا تتجدد الحرب. على أن ترامب يدرك أن حماس ليست مجرد حركة مسلحة إنما هي فكرة وعقيدة ولا يمكن تصفيتها سواء في غزة أو الضفة الغربية. لذلك يحاول ترامب خلق ديناميكية إقليمية جديدة لتعزيز قاعدة لا ترتكز على حل الدولتين إنما دولة واحدة يكون فيها للفلسطينيين سيادة منقوصة واستقلالية معينة في إدارة شؤونهم. وما سوى ذلك يبقى مجرد بالونات اختبار".

الرفض الأردني لاستقبال الفلسطينيين الذين سيتم ترحيلهم من قطاع غزة ينسحب أيضا على الموقف المصري حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تشرين الأول الماضي أنه يرفض أي تهجير قسري للفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، وأن الحل الوحيد هو إنشاء دولة مستقلة لهم. وبحسب الأمم المتحدة  يعيش اليوم في الأردن أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني ، وقد تمكن العدد الأكبر منهم الحصول على الجنسية الأردنية. كما لجأ الآلاف من الفلسطينيين إلى مصر مع بداية الحرب مع إسرائيل، إلا أن السلطات المصرية لا تعترف بهم كلاجئين هناك.

وعلى الرغم من رفض القاهرة وعمان لخطة ترامب هذه، إلا أن قدرة البلدين على المعارضة قد تكون محدودة. ذلك أن كليهما يعتمدان بشكل كبير على المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأميركية لضمان استقرارهما الأمني والاجتماعي والاقتصادي.

وتعتبر الأردن واحدة من أربع دول تتلقى أكبر قدر من المساعدات الأميركية في العالم، إذ تستفيد سنويا من 1,4 مليار دولار أميركي كمساعدات ثنائية من واشنطن. في حين تتلقى مصر 1,3 مليار دولار كمساعدات عسكرية في إطار اتفاقيات كامب ديفيد. إلا أن هذه المساعدات لا تكفي لمواجهة الصعوبات الاقتصادية المستمرة في كلا البلدين، مما يعني صعوبة الاستغناء عنها.

حتى الآن هناك تحييد للبنان في خطة ترامب لاستقبال المرحلين الفلسطينيين من غزة ويؤكد أبو صعب أن" الدول التي وضعها ترامب على لائحة استقبال الفلسطينيين من غزة هي الأردن ومصر والسعودية نظرا إلى مساحات هذه الدول الشاسعة، إضافة إلى أن الفلسطينيين في الأردن باتوا جزءا من الشعب الأردني ويمكن التكيف مع نظام المملكة الأردنية وشعبها. وفي ما خص السعودية يلفت إلى أن ترامب يحاول أن "يمون" على السعوديين لكن الأكيد ان لديهم حسابات أخرى".

الضغط الأكبر المنتظر اليوم لوقف خطة ترحيل فلسطينيين غزة يتوقف على جامعة الدول العربية "وكافة الدول العربية مدعوين لاتخاذ قرار جماعي برفض خطة ترامب وهذا ما يؤثر على مواقف ترامب علما أن هناك حماسة لدى بعضها لرفض هذا المقترح بسبب وجود مصالح اقتصادية لديها مع الولايات المتحدة".

ويختم أبو صعب بالتأكيد على أن "خطة ترامب لن تصبح عملانية إلا إذا توافرت لها عوامل التنفيذ، وهذه أيضا غير متوافرة حتى اللحظة. لكن ما يجب التنبه له أن الزلزال في المنطقة لم ينته بعد، ومفاعيله مرشحة لأن تكون كبيرة ومؤثرة سواء في فلسطين أو سوريا أو اليمن أو العراق. أما لبنان فيبدو أنه يسير على الطريق المستقيم. لكن تبقى اليد على الزناد خشية من مواقف قد يقدم عليها حزب الله".  

 

 

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o