

حماس بين خيارين احلاهما مر:محاصرة الغزيين او تسليم السلاح!
المركزية- قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر امس إن اسرائيل تطالب بـ "نزع كامل للسلاح" من قطاع غزة وبتنحي حركة حماس كشرط للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب وكالة " فرانس برس". أضاف "ليس لدينا اتفاق متعلق في المرحلة الثانية، نطالب بنزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا". وتابع "إذا حصلنا على ذلك، يمكننا التوصل إلى اتفاق غدا". كما حذر مما سماه "خطر الجماعات الإسلامية على الحدود مع سوريا". واعتبر أن "وجود جماعات إسلامية على الحدود سيكون أمرا بالغ الخطورة لإسرائيل"، مبينا أن "المسألة في سوريا لا تتعلق بسلامة الأراضي وإنما مصلحتنا تقتضي أن تكون الحدود هادئة". وشدد على أنه "يتعين احترام حقوق الأقليات في سوريا بشكل كامل بما في ذلك الأكراد". وقال "لن نسمح بحدوث هجوم مشابه لهجوم 7 تشرين الأول من أي جبهة"، بحسب "روسيا اليوم".
مواقف ساعر تأتي في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية أمس إن إسرائيل ستعود إلى القتال خلال 10 أيام إذا لم تواصل حركة حماس الإفراج عن المحتجزين لديها. وتأتي هذه التقارير في وقت قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته تستعد للمراحل المقبلة من الحرب. ليس بعيدا، قالت القناة 12 الاسرائيلية امس ايضا ان "القيادة الجنوبية في الجيش أصدرت تعليمات للجنود بالاستعداد لإحتمال إستئناف الحرب".
واذ اعلنت قناة آي 24 ان "المجلس الوزاري الأمني يجتمع الأحد على خلفية احتمال استئناف القتال"، تشير مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان الامور لا تبدو مطمئنة في ما يخص مسار الهدنة في غزة. فتل ابيب، الحاصلة على دعم وضوء اخضر اميركيين مطلقين، جدية في العودة الى القتال اذا لم تنفّذ حماس بنود اتفاق وقف النار بالشكل الذي يطمئنها.
على اي حال، شروط اسرائيل الجديدة التي ذكرها ساعر، ليست الا صدى لخطة "محدّثة" لاستمرار الهدنة، حملها اليها المبعوث الاميركي ستيف ويتكوف، اتفق عليها الحليفان، وهي خطة مختلفة عن تلك التي تم اقرارها في كانون الثاني الماضي، وتسعى لإجبار حماس على قبولها عبر فرض حصار على قطاع غزة، وقد باتت هي الورقة التي على حماس تطبيقها اذا ارادت استمرار وقف النار وعمليات تبادل الرهائن...
غير ان الحركة حتى الساعة، تعلن انها ترفض تسليم السلاح، وقد قالت امس ان هذه المسألة "خط أحمر". ودعت المجتمع الدولي لمنع إسرائيل من نسفه.
هذا الموقف يعزز فرص العودة الى القتال. فاذا كانت حماس تصر على التأكيد على ان قوتها العسكرية لم تتأثر بعد الحرب الاسرائيلية، هل هي مستعدة لتحميل سكان غزة والمواطنين العزل، تكاليف العودة الى الحرب وسط استمرار الحصار الاسرائيلي المفروض عليهم وعلى المساعدات الانسانية والغذائية لهم؟ أو هل يمكن ان تبدّل خياراتها وتوافق على الشروط الاسرائيلية التي تصفّيها كتنظيم عسكري؟ الخياران مرّان على حماس، فأيهما ستختار؟