

حزب الله قادر على إنهاء التأزم الحكومي: هل يختار مصلحته ام مصلحة لبنان؟

المركزية- آخر ما كان اللبنانيون، شعبا وحُكما، يتوقعونه هو أن يسمعوا الموقف الذي أطلقته المبعوثة الاميركية الجديدة، الى بيروت، مورغان اورتاغوس امس من قصر بعبدا. الكل مدرك بالتشدد الاميركي الآتي الى المنطقة مع الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، لكن هذا الوضوح في نقل المطالب، من دون قفازات او مسايرة، لم يكن على بال أحد.
هي قالت بعد لقائها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون "نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل وهذا مهم لأنّ "حزب الله" انهزم من قبل إسرائيل". وشدّدت على أنّ تمّت هزيمة "الحزب" عسكريًّا، قائلة "انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم"."حزب الله" لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية. وتابعت "سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النووي ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة".
وبينما أكد القصر سريعا ان هذه المواقف لا تعبّر الا عن رأي صاحبتها، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، إن عملية تأليف الحكومة باتت في وضع حرج، وإن الرئيس المكلف نواف سلام في موقع لا يُحسد عليه وقد أملت الخارجية الفرنسية "أن يجد الرئيس سلام حلا لمأزق حزب الله"، بعد كلام اورتاغوس.
ففي وقت يتطلع الثنائي الشيعي الى الامساك بالحصة الشيعية كاملة، ولم يرض بالتنازل ولو عن مقعد واحد من اصل 5، يختاره الرئيس عون وسلام، تقول المصادر إنه سيتعين على الاخير، ايجاد مخرج ما، من اجل وضع حزب الله، كلّه، خارج التركيبة، تحت طائلة حجب المساعدات الدولية عن حكومته ولبنان.
واذ تشير الى ان الامر يبدو شبه مستحيل، اذ كيف لسلام، الذي ساير الثنائي منذ لحظة تكليفه الاولى، أن يقرر وضع حزب الله خارج الحكومة، تعتبر المصادر ان الحل الافضل لإنقاذ الموقف والسماح بإقلاع العهد وبوصول الدعم المالي لاعادة الاعمار، ولعدم وضع لبنان في مواجهة مع الارادة الدولية، هو في ان يقرر حزب الله بنفسه، البقاء في المعارضة وعدم الدخول الى مجلس الوزراء.
الطابة في ملعبه، تتابع المصادر. والرهان يجب ان يكون على حسّه الوطني. فهل سيغلّب مصلحته ويفضل الابقاءَ على سلاحه وجنّةَ الحكم والوزارات، على مصلحة اللبنانيين وناسه الذين سيحرمون من العودة الى منازلهم المدمرة، وسيُحرمون من استعادة ودائعهم العالقة في المصارف، ومن مداخيل انتعاش السياحة؟ الجواب عنده، ففي يده، وضع البلاد على سكة النهوض والخلاص او على طريق الهلاك. وموقفٌ "شجاع" مِن قبله، قادر على أن يضع، سريعا، حدا للتأزم الذي أوقع الحزب فيه الرئيس المكلف أمس.. فهل يتّخذه؟