

تفاوض تحت الضغط الاقصى: فرصة أميركية أخيرة لـ"حماس"!
المركزية- وجه الرئيس الاميركي دونالد ترامب تهديداً جديداً لحركة حماس، الخميس، مطالباً إياها بإطلاق سراح جميع الرهائن، بما في ذلك تسليم رفات القتلى. ترامب استهل البيان الذي نشره على حسابه على منصة "تروث سوشال"، بعبارة "شالوم حماس"، مشيرًا إلى أن العبارة "تعني مرحبًا ووداعًا"، وقال موجهًا كلامه إلى "حماس" يمكنكم الاختيار. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقًا، وأعيدوا على الفور جميع جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم. إن المرضى والمختلين فقط هم من يحتفظون بالجثث، وأنتم مرضى ومختلون... وفي إشارة إلى إمكانية استئناف الحرب، أوضح ترامب "أنا أرسل لإسرائيل كل ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، ولن يكون أي عضو من أعضاء حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله". وفي المقطع الأهم من كلمته، قال لـ"حماس" إن "هذا هو تحذيركم الأخير! أما بالنسبة للقيادة، فقد حان الوقت لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة". وفي رسالة غير مسبوقة لسكان غزة، قال الرئيس الأميركي: وأيضًا، إلى شعب غزة: إن مستقبلاً جميلًا ينتظركم، ولكن ليس إذا احتجزتم الرهائن، فإذا فعلتم ذلك، فأنتم ميتون! اتخذوا قرارًا ذكيًا. أطلقوا سراح الرهائن الآن وإلا فسوف تدفعون ثمن الجحيم لاحقًا.
تعقيبا، اتهمت حركة حماس، ترامب، بتقديم دعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع، أن تهديدات ترامب المتكررة ضد الفلسطينيين تمنح نتنياهو الضوء الأخضر لتشديد الحصار وتجويع الشعب الفلسطيني. وأضاف القانوع أن "المسار الأمثل لتحرير الأسرى الإسرائيليين هو دخول الاحتلال في مفاوضات المرحلة الثانية وتنفيذ الاتفاق تحت إشراف الوسطاء".
تهديد ترامب، جاء بعد استقباله في البيت الأبيض 6 من الرهائن الذين أطلق سراحهم في اتفاق وقف إطلاق النار الأخير. الا انه يأتي ايضا، بعد ساعات قليلة من كشف النقاب عن اتصالات مباشرة، غير مسبوقة، بين البيت الأبيض و"حماس" حول إطلاق الرهائن الأميركيين من غزة. في السياق، كشفت مصادر مصرية لـ"رويترز" عن مناقشات جرت مساء الاربعاء بين مبعوث ترامب ومسؤولين في حماس ووسطاء من مصر وقطر.
ترامب اذا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، بعد ان مارس سياسة الضغوط القصوى على ايران، يعتمدها اليوم مع حماس. هو رفع سقفه في تهديدها الى المستوى الاعلى، ولم يتردد في التلويح بايصال المدنيين الى "الموت" اذا لم ينتفضوا على الحركة ولم يتعاونوا في مسار تحرير الرهائن. وعلى وقع هذا الكلام، فتح قناة التفاوض مع حماس بالمباشر، وكأن به يعطيها فرصة اخيرة لـ"الرضوخ" والتجاوب لشروطه وشروط تل ابيب. ووفق المصادر، دخلت مسألة المفاوضات واتفاق وقف النار والتهدئة مرحلة جديدة مفصلية بعد موقف ترامب: فإما تتعاون او فإن العودة الى الحرب ستكون الاحتمال الاقوى.