Jun 19, 2025 2:19 PMClock
خاص
  • Plus
  • Minus

بناء الدولة بالحزم والقوة لا بالمسايرة والتردد

يوسف فارس

المركزية – يجهد لبنان الرسمي وسط النيران المتفجرة في المنطقة والحرب الدائرة بين إسرائيل وايران للحفاظ على استقراره الداخلي في الوقت الذي يدرك فيه الجميع ان أي خطا في الحسابات ستكون كلفته باهظة جدا . لذلك اجرى اتصالات بجهات خارجية وتحديدا مع واشنطن وباريس لابعاد شبح الحرب عنه . وتم الاتفاق كما علم على تحييده عن هذا الصراع، وان السلطة السياسية عملت من جانبها على توفير الضوء الأخضر للقوى العسكرية خصوصا المنتشرة في الجنوب إضافة لرفع التأهب الى الحالة القصوى تحسبا لاي رد من أراضيه حتى انه تواصل مع قيادات حزب الله من اجل عدم دخوله المعركة . وقد أتت هذه  المواقف الرسائل باشراف مباشر من شخصيات رفيعة في الدولة بالتوازي مع تنسيق دولي إقليمي لضمان عدم انزلاق الجبهة اللبنانية الى دوامة النار المفتوحة . وان لبنان الرسمي اعتبر ان الانخراط في هذه المواجهة الكبرى لا يجدي سوى في الحاق الضرر المباشر به ما يجعل من التحييد واجبا وطنيا وليس خيارا سياسيا .

النائب بلال الحشيمي يقول لـ "المركزية" لو ان لبنان نفذ ما جاء في خطاب القسم والبيان الوزاري لجهة حصر السلاح بيد الدولة وحدها لما كان بحاجة للترجي والاستجداء من الدول الفاعلة والصديقة لتحييده . ولو انه أيضا طبق القرار 1701 لما كان عرضة يوميا للاستهدافات الإسرائيلية وللخوف من اقدام إسرائيل على مهاجمته . بناء الدولة لا يكون بالمسايرة والمداورة بل بالحزم والقوة.  رئيس الحمهورية العماد جوزاف عون أراد دفع حزب الله والفصائل  الفسطينية لتسليم السلاح بالحوار . هذا الأسلوب الذي يرمي الى تغليب فئة على أخرى لا يجدي نفعا . الجميع سواسية امام القانون وخاضع لموجباته . العالم اجمع ادرك حقيقة موقف لبنان المتردد . يوميا يحضنا عبر الرسائل والموفدين على حزم امرنا ويقولون بصراحة لا مساعدات للنهوض ولا اعمار قبل تسليم الحزب سلاحه والقيام بالاصلاحات المطلوبة . لا شيئ تغير بعد على كل الصعد والمستويات . المحاصصات عنوان التعيينات . فساد الإدارة مستشر اكثر من السابق . دولة لم تستطع اصلاح دائرة تسجيل السيارات والاليات . معاناة المواطنين ازدادت كما الرشاوى في الدوائر المالية والعقارية . لبنان يضيع من جديد فرصة سنحت له بانتخاب رئيس للبلاد بإرادة عربية ودولية لا تتوفر كل يوم .

ويختم لافتا الى ان سوريا الشرع سبقتنا الى المسار الجديد الذي تشهده المنطقة . لبنان يراوح مكانه منتظرا على هامش ركاب المنطقة خائف على زعل حزب الله او ذاك التكتل وذلك التنظيم . ما هكذا تبنى البلاد  . الدولة يجب ان تستعيد قراراها والا سنبقى في الدوامة نفسها بانتظار من يقرر عنا .

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o