المركزية – فيما يرفع الاميركيون ومعهم الحلفاء العرب والأجانب الصوت لخروج لبنان، وتحديدا اركان الحكم من دائرة المراوحة الحاكمة لمعالجة الملفات الأساسية وخصوصا نزع سلاح حزب الله والتزام الإصلاحات، يترقب لبنان بكثير من الحذر والحيطة عواقب الحرب الإسرائيلية – الإيرانية وانسحاب هذا الملف الجديد، المضاف الى ملفاته ومشكلاته على وضعه الذي يتصف أساسا بالتشنج، خصوصا انه وكالمعتاد قد يكون احدى الساحات لهذه المواجهة الإقليمية بأبعادها السياسية والعسكرية . فإيران لديها حليفها الأساسي في لبنان حزب الله . في المقابل بات لإسرائيل وبغطاء أميركي هوامش تحرك واسعة بناء على ما تضمنه اتفاق وقف النار وما لحظته ورقة التفاهمات الملحقة بالقرار 1701، علما ان الولايات المتحدة الأميركية باتت تمسك بأوراق الأزمة اللبنانية بإحكام . وسيكون من دواعي القلق في لبنان ان تخوض المواجهة الى جانب إسرائيل وفي أي موقع كان .
رئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات العميد ركن المتقاعد هشام جابر يقول لـ "المركزية" في السياق ان لبنان حتى الساعة نجح في النأي بنفسه عن هذه الحرب المدمرة التي ستكون لها تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط . رسالة التحذير التي وجهتها الدولة اللبنانية لحزب الله وتنظيمات الرفض الفسطينية بوجوب عدم التدخل وارتكاب أي عمل عسكري عابر للحدود الجنوبية إضافة الى مطالبة ايران اذرعها الاخذ بالاعتبار مصالحها، جنب لبنان مخاطر هذه الحرب .
اما بالنسبة الى التداعيات على المنطقة فمن المبكر الحديث عن ذلك قبل انتهاء الحرب وتبيان نتائجها السياسية والعسكرية خصوصا في ظل الحديث عن تدخل اميركا وبريطانيا وفرنسا الى جانب تل ابيب من جهة وروسيا والصين وباكستان لمساندة طهران ومدها بالمنظومات الدفاعية من جهة ثانية . هذا إن حصل، من شأنه ان يقود الى توسيع رقعة الحرب . وربما قد تتطور الى حرب عالمية في ظل الغطرسة الأميركية والإسرائيلية المتنامية والرافضة لقوانين ومبادئ الشرعية الدولية .
حتى الساعة رغم الخسائر الكبيرة التي حلت بالطرفين المتقاتلين من الممكن احتواء هذه التفلت العسكري قبل ان يتوسع وهو قابل لذلك، اما اذا مدت واشنطن تل ابيب بالقنابل الزلزالية لتدمير المصانع والمخازن النووية فهنا قد تخرج الأمور عن السيطرة وتجر الى حرب لا تقتصر على المنطقة وحسب، انما قد تطاول العالم اجمع خصوصا وان النظام القائم بات كما قلت في شبه موت سريري وغير قابل للترميم والحياة مع السيطرة الأميركية على العالم والتفرد بقراره .