Jun 15, 2025 11:21 AMClock
خاص
  • Plus
  • Minus

"الأسد الصاعد" قلبت الأولويات والمعايير العسكرية ...هذه السيناريوهات المحتملة

طوني جبران

المركزية - ليس من السهل تقديم الكثير من السيناريوهات لما يمكن ان تتخذه العمليات العسكرية المتبادلة بين تل أبيب وطهران قبل ان تتوفر المعطيات الكافية لحجم استعدادات الطرفين لخوض الحرب. وبانتظار ان يتوفر من هو قادر على قيادة مبادرة او وساطة دولية لتجميدها لتتحقق التجربة الهندية – الباكستانية مرة اخرى وهي التي تم إخمادها في الايام الثلاثة الاولى من المواجهة في ظل امتلاك الطرفين قوة كافية لتمديد العمليات العسكرية لأيام عدة من  دون اان يعجز أي منهما عن الرد والرد على الرد.

وفي القراءات الأولية لمراجع ديبلوماسية وسياسية مطلعة تواكب حركة الإتصالات الدولية  التي اطلعت عليها "المركزية" أن هناك ما يوحي بإمكان التوصل الى تفاهم لتجميد العمليات وثمة مهلة ايام لازمة من أجل البحث بأي مسعى لتجميد العمليات العسكرية. فليس واردا ان تعود طهران "الجريحة" الى طاولة المفاوضات ما لم تحقق في ردها على اسرائيل الحد الادنى من تحسين صورتها أمام شعبها والرأي العام الايراني. وقالت هذه المراجع "وان كانت إيران تمتلك قدرات هائلة تؤهلها للصمود في المواجهة فإن عليها ان تحتسب ما يمكن ان يصيب قطاعها النووي من اضرار تفيض على فقدانها أكبر علمائها وأكثرهم انغماسا في الترتيبات  المتخذة لتخصيب اليورانيوم في اختيار الخبراء النوويين بالشكل الذي قامت به إسرائيل وقد قضت على جيل كبير يتمتع بخبرة لا يوازيها أحد من الخبراء في الملف وهم كثر ويمكن احصاؤهم بالمئات.

وعليه، فإن ثمرة الحراك الدولي الذي طال لبنان من خلال الاتصالات التي تلقاها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي كان على تواصل مع عدد من نظرائه، ولا سيما الأميركي والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية، أوحت بوجود اولى المبادرات الدولية التي لم تتبلور عناوينها بعد، وأن الرئيس الأميركي بما قكدمه من عروض على ايران أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوحي بإمكان الإقلاع من نقطة ما ،طالما ان هناك مفاوضات اميركية – ايرانية كانت قد قطعت شوطا بعيدا وباتت عقدتها الاساسية في رفض ايران تكبيلها بنسبة التخصيب وبرامجها الصاروخية البالستية البعيدة المدى التي شكلت العقدة الرئيسية عند ترامب عندما الغى التفاهم مع طهران عام 2018. وهي وإن لم تتوقف، كانت إيران ستتفلت من أي رقابة على برامجها الصاروخية في تموز المقبل 2025 بمرور مهلة السنوات العشر التي نص عليها تفاهم 15 تموز 2015 بين ايران ومع مجموعة الـ ( 5+1).

ولفتت المصادر الى ان استخدام الطرفين اقصى ما يمتلكه من قدرات عسكرية في الأيام القليلة الماضية أدى الى تبيان فوارق كبيرة جعلت إيران في مرمى العمليات الجوية بعد تفوق سلاح الجو الاسرائيلي فوق اراضيها، وان الساعات المقبلة قد تشهد على ما يثبت بأن حال الاستنزاف التي يمكن ان تدخلها المنطقة قد ترتب المزيد من المخاطر على الأمن الدولي وما يمكن ان تعكسه من مخاطر جر الولايات المتحدة الى المواجهة المباشرة مع إيران وهو ما تتداركه طهران بقوة بدليل تجنب المس بالقواعد الاميركية في المنطقة المحيطة بها.

وانطلاقا مما تقدم، تستطرد المراجع العسكرية الى الاعتراف بأن العملية الإسرائيلية الخاطفة اعتمدت قواعد جديدة لجأت في بدايتها الى استهداف القادة العسكريين والخبراء النوويين مما ادى الى شل حركة معظم الاسلحة الايرانية الاستراتيجية لساعات طويلة قبل ان تستهدف ما تبقى منها ، ولا سيما تلك  المخصصة للدفاع الجوي التي كانت بدأت بتدميرها في عمليات سابقة ومنها تلك التي نفذت مطلع تشرين الاول الماضي، عدا عن تدمير كل القواعد المشابهة في سوريا والعراق في تلك العملية لضمان انتقال آمن لطائراتها من اسرائيل الى ايران دون أي مخاطر في طريقها بدليل ان الاجواء العراقية والسورية شكلت محطة آمنة للتزود بالوقود في الجو قبل ان تستكمل الطائرات الاسرائيلية عملياتها في المنطقة.

عند هذه المعطيات الاولية، تؤكد المراجع الديبلوماسية أن الحديث عن أي مبادرة دولية لن يطول انتظاره سوى لايام قليلة في ظل حجم المخاطر المقدرة على الأمن الدولي بوجوهه المختلفة النفطية والاقتصادية والنووية. وخصوصا ما كشفته الاتصالات الدولية الاخيرة ان التحذير الاميركي بتجنب المس بمولدات الطاقة النووية الايرانية ما زال قائما ، وقد تم تجديده أكثر من مرة للحؤول دون أي تسرب نووي لا تقدر مخاطره بسهولة وهو أمر يجعل التركيز  على مكامن القوة الاخرى ذلك انه يوازي في مخاطره أي مس ايراني بمفاعل "ديمونا" النووي الاسرائيلي او مخازن الامونيوم في جوار مدينة حيفا.

وتختم هذه المراجع لتقول ان ومما لا شك فيه ان العملية العسكرية الاسرائيلية قلبت الكثير من الموازين وبدلت الأولويات وغيرت مجرى العمليات العسكرية التقليدية، وهو امر ينظر اليه على انه  مظهر من مظاهر الحروب الجديدة التي لن يكون فيها منتصر بقدر ما ستنتهي إليه من تصنيف جديد يؤدي الى جدول مقارنة حول من تكبد أكثر من غيره من الخسائر على مختلف المستويات.

 

 

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o