معالجة الخروقات عبر الدولة والجيش: الخيار الأءمن
لارا يزبك
المركزية- هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس امس إنه "إذا انهار وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". وحث كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الحكومة اللبنانية على "تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل". وأضاف "إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان و"حزب الله"، فلن يظل الوضع هكذا".
قبله بساعات، اشار رئيس الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي مساء الاثنين "الى اننا سنهاجم بقوة شديدة في مواجهة الانتهاك الخطير من قبل حزب الله هذا ما سنواصل عمله، ونحن لدينا خطط وأهداف جاهزة للتطبيق في أي لحظة"، وذلك خلال قيامه بجولة في القيادة الشمالية العسكرية واجرائه تقييمًا للوضع وجولة في جنوب لبنان مع قائد القيادة الشمالية وقادة الفرق العسكرية العاملة في المنطقة.
ايضا، كشفت القناة 12 الإسرائيلية امس، نقلاً عن مصادر مطلعة أن الضغوط الأميركية منعت إسرائيل من مهاجمة بيروت الاثنين. وقد أتت هذه المعطيات، على وقع تصعيد غير مسبوق منذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ منذ اسبوع، حيث سجلت غارات اسرائيلية عنيفة واسعة النطاق جنوبا تسببت بسقوط شهداء.
هذه الموجة من الضربات، أتت بعد ان قرر حزب الله الرد مساء الاثنين على عشرات الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار في الايام الماضية، حيث اعلن ان "على أثر الخروقات المتكرّرة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية (...) نفّذت المقاومة الإسلامية ردّاً دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفة موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة".
اتفاق وقف النار، يبدو اذا هشا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، ويبدو ان تل ابيب تنتظر على نار، أي فرصة او دعسة ناقصة يقوم بها حزب الله، من اجل الانقضاض عليه وعلى لبنان من جديد. ومع انها تشير الى انه وحتى الساعة، الاميركيون يضبطون اسرائيل، وحزب الله لا يرغب بالحرب من جديد فيما النازحون لم يعودوا بعد الى منازلهم او "ركامها"، فإن المصادر تقول ان من مصلحة لبنان، عدم تقديم اي هدية مجانية للعدو الاسرائيلي. الخروقات التي يقوم بها، تضعه في موقع المدان. ولهذا السبب، تحرّكت في الايام الماضية، كل من باريس وواشنطن، على خط تل ابيب، لمناشدتها ضبط النفس. لذلك، وللمحافظة على هذا المكسب، حيث يقف لبنان اليوم في موقع القوى والمعتدى عليه، يجب تجيير مهمة مواجهة هذه الخروقات، الى لبنان الرسمي حصرا، اي الى عين التينة والسراي، اللتين، على اي حال، ناشدتا لجنة المراقبة التحرك، وتجييرها ايضا الى الجيش اللبناني حصرا. فبهذا السلوك، يكون لبنان يحمي نفسه الى الحدود القصوى من المخططات الاسرائيلية. اما تحرُك الحزب، فقد يُضعف الموقف اللبناني، وإن كان هو يقوم برد فعل على الفعل... فهل سيفهم حزب الله هذه المعادلة هذه المرة؟ ام سيغامر من جديد باتفاق وقف النار؟