مصير الأقليات في ظل الصراعات الإقليمية...الثمن الاغلى
شربل مخلوف
المركزية- مع انتهاء الحرب في لبنان توجهت الأنظار الى سوريا. فمنذ 27 تشرين الثاني بدأت الفصائل السورية المعارضة بشن هجوم واسع على قوات النظام السوري والجماعات المُسلحة الموالية لإيران، علماً أن الهجمات كانت توقفت منذ أكثر من خمس سنوات.
وقد تمكنت الفصائل من السيطرة على عشرات البلدات والنقاط العسكرية في حلب وتواصل تقدمها في حماة، واجتاحوا بسرعة القرى خارج حلب. ويقول السكان إنهم يسيطرون على جزء كبير من المدينة، ولم يواجهوا مقاومة تذكر على طول الطريق.
ويحاول المتمردون الاستفادة من ضعف الحكومة السورية التي ينشغل حلفاؤها الرئيسيون بصراعات أخرى لاسيما الحرب القائمة بين حزب الله واسرائيل والحرب المندلعة منذ عام 2022 بين روسيا وأوكرانيا.
ولكن على رغم الحرب التي تخوضها المعارضة ضد النظام السوري، يبقى السؤال ما مصير الأقليات المتواجدة في هذه المناطق لاسيما أن النظام كان دائما يحاول تخويف هذه الأقليات عبر شيطنة الفصائل باعتبارها ارهابية وتحجج بأن هدفها نشر الفكر الإسلامي والقضاء على الأقليات.
يقول المحلل السياسي نزار عبد القادر لـ "المركزية" في الصراعات الداخلية الأقليات هي دائما الخاسر الأكبر وسبب الخسارة
يعود لأنها أرادت أن تعيش في ظل الاستقرار الذي تؤمنه الدولة، وإذا غابت الدولة، تصبح غير قادرة عن إقامة سياسات فيها والدفاع عنها، لذلك تأتي هذه الحروب على حساب هذه الأقليات والمثال الذي يحدث في سوريا في الوقت الحاضر".
ويضيف: " كذلك الأقليات تتعرض للإضطهاد في فلسطين لاسيما التي تتمتع بأصول مسيحية .هذا الإضطهاد يحصل في القدس والخليل ومناطق عدة، بالتالي فهي دائما معرضة لدفع أكبر ثمن في الخلافات والانقسامات والحروب الداخلية .هذا الامر جرى أيضا في العراق عندما تعرضت للاضطهاد من قبل تنظيم داعش الذي قام باحتلال المناطق المسيحية وتهجير قسم من أهلها وقتل القسم الآخر".