المركزية- بموقف واحد وموحّد، ابلغ لبنان الرسمي الوفد الاميركي برئاسة رئيس لجنة الاشراف على تنفيذ آلية وقف إطلاق النار في الجنوب الميجور جنرال جاسبير جيفيرز، ومعه خلفه الرئيس الجديد للجنة الميجورجنرال مايكل ليني الذي تسلم مهامه اليوم، "ان استمرار اسرائيل باحتلال التلال الخمس يعيق استكمال انتشار الجيش الذي يقوم بكامل مهامه في الجنوب، فألزموها بالانسحاب".
الموقف اللبناني ابلغه الرئيس عون للوفد قبل ان يطير الى الامارات العربية المتحدة ملبياً دعوة رسمية من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث بدا لقاءاته، وهو تلقى دعوة ايضاً لزيارة دولة الكويت. وقد اطلق اليوم جملة مواقف في حديث صحافي فأكد أن "المعلومة عن أن حزب الله رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة". ولفت إلى أننا "متفقون مع الرئيس بري بشأن موضوع سلاح حزب الله والأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط أمّا الأسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين."
بعبدا: في التفاصيل، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الثامنة والنصف صباحا جيفيرز، وليني. وخلال الاجتماع شكر الرئيس عون الجنرال جيفرز على الجهود التي بذلها خلال ترؤسه اللجنة، وتمنى للجنرال ليني التوفيق في مهامه الجديدة. وكان اللقاء مناسبة تم خلالها التطرق الى الوضع في الجنوب وعمل لجنة الاشراف حيث اكد الرئيس عون على ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين. واكد رئيس الجمهورية ان الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب لاسيما في منطقة جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهرالمسلحة، لافتا الى ان ما يعيق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية.
عين التينة: بعدها انتقل جيفرز والسفيرة الاميركية والوفد المرافق الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان. وتم البحث في التطورات والمستجدات الميدانية في الجنوب في ضوء مواصلة إسرائيل إعتداءاتها وخرقها لبنود القرار 1701 وإتفاق وقف إطلاق النار. استهل بري اللقاء بالإشاره إلى "التمادي الإسرائيلي في الإعتداءات والخروق بشكل يومي في حين أن لبنان إلتزم بكافة ما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار ولم ينجز الإنسحاب المطلوب منه من الأراضي التي لا يزال يحتلها في الجنوب".
وأكد رئيس المجلس "أن التمادي الإسرائيلي في عدوانه وخروقه إنما يصيب مسيرة تعافي الدولة إستقرارا وإصلاحا وسيادة "، مطالبا الولايات المتحدة الاميركية العمل على إلزام إسرائيل بتنفيذ الإتفاق فوراً والرامي إلى تطبيق القرار 1701" .وأكد الجنرال ليني على "أن اللجنة ستبدأ إجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع".
السراي: كما استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الجنرال جيفيرز، والرئيس الجديد للجنة ، بحضور جونسون. وأكد أن لبنان يلتزم بالاتفاق، والجيش اللبناني يواصل مهامه في توسيع الانتشار لبسط سيطرته بشكل كامل على الأراضي اللبنانية، وشدد على ضرورة التزام إسرائيل بوقف خروقاتها للاتفاق، ووقف الاعتداءات التي تطال مختلف المناطق، مؤكداً ضرورة انسحابها الكامل من كل الأراضي والتلال التي تحتلها. كما طالب بضرورة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. وقال الرئيس سلام إن الانسحاب الإسرائيلي هو المدخل الفعلي لتعزيز سلطة الدولة وتقويتها، إلى جانب الإجراءات التي يقوم بها لبنان لتعزيز قدرات الجيش عديداً وعتاداً، وشكر الرئيس سلام للجنرال جيفيرز الجهود التي بذلها على رأس اللجنة التي طالب بتفعيل عملها أكثر، متمنياً التوفيق للجنرال ليني في مهامه الجديدة.
اليرزة: كذلك، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، الجنرال جيفرز في زيارة قدم خلالها خلفه ليني الذي تسلّم مهامه اليوم بحضور السفيرة الأميركية في لبنان، وتناول البحث التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
متفقون مع بري: ليس بعيدا وقبيل توجهه الى الامارات، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن "المعلومة عن أن حزب الله رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة"، مشيراً إلى أن "السبب في عدم انتشار الجيش اللبناني على الحدود هو احتلال إسرائيل للنقاط الخمس". وفي حديث صحافي، لفت الرئيس عون إلى أن "متفقون مع الرئيس بري بشأن موضوع سلاح حزب الله"، مضيفاً: "الأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط أمّا الأسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين". وتابع: الجيش اللبناني يقوم بواجبه من دون أي اعتراض أو مشكلات، والدولة جسم واحد يتشكل من رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، واختلافاتنا مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ليست شخصية بل هي للصالح العام" وأضاف الرئيس عون: "الشعب اللبناني تعب من الحرب لذلك لا يريد سماع لغة الحرب ونحن مع الخيار الدبلوماسي، ونتوقع من الطرفين احترام اتفاق وقف إطلاق النار جنوبي لبنان". وأشار الرئيس عون إلى أن "البنك الدولي قدّر تكلفة إعادة الإعمار بـ 14مليار دولار". وأردف الرئيس عون "الإصلاحات هي مطلب لبناني داخلي قبل أن تكون مطلبًا خارجيًّا ولدينا خطط عملية لكشف الفساد عن طريق الحكومة الإلكترونية". وأكد أن "العلاقة بين الإمارات ولبنان متجذرة وقديمة".
الى الامارات: وظهرا غادر الرئيس عون مطار رفيق الحريري الدولي يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، متوجها الى دولة الامارات العربية المتحدة التي وصلها بعد الظهر في زيارة رسمية تستمر يومين، تلبية لدعوة من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وكان في استقبال الرئيس عون على ارض المطار وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان والوزير خليفة شاهين، والسفير اللبناني لدى الامارات فؤاد شهاب دندن بالاضافة الى اركان السفارة. وبعد استعراض ثلة من حرس الشرف، صافح رئيس الجمهورية اعضاء الوفدين الاماراتي واللبناني، قبل ان ان يتوجه الى الصالة الرئاسية لاستراحة قصيرة انتقل بعدها الى قصر الشاطىء لعقد محادثات رسمية مع رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقبل سفره، تسلم رئيس الجمهورية رسالة من أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، نقلها إليه القائم بأعمال سفارة الكويت لدى لبنان ياسين الماجد، وتضمنت دعوة رسمية لزيارة الكويت في 11 و12 أيار المقبل.
اليونيفيل: في الميدان، أفيد بأن "مواطنين في قانا وجبال البطم قاموا باعتراض دوريات لليونيفيل "القوة الفرنسية" على خلفية عدم وجود مرافقة من الجيش اللبناني، دون تسجيل اي اشكال". يذكر أن هذا الحادث هو الثالث من نوعه في أقل من اسبوع.
لجنة المال: في الاثناء، وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الثالثة من بعد ظهر الجمعة المقبل في السراي الكبير لبحث جدول الأعمال، أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، بعد اجتماع اللجنة، ضرورة استعجال الحكومة في إرسال قانون الانتظام المالي الذي يُحدد المسؤوليات ويُوضح آليات استعادة الودائع. وشدد كنعان على أن استعادة الثقة بالقطاع المصرفي تبدأ من ثقة المودعين بأن أموالهم لن تُهدَر كل عشرين سنة، داعيًا إلى التزام الممارسة بإصلاحات واضحة تضمن رقابة فعلية على عمل المصارف، وذلك استنادًا إلى قانون إصلاح المصارف المحال إلى اللجنة.
بكل قوة: من جانبه، أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان الى ان "اللجنة النيابية للمال والموازنة تبدأ اليوم، مناقشة مشروع قانون اعادة هيكلة المصارف، وسيدفع تكتل "الجمهورية القوية" بكل ما لديه من قوة لمناقشة مواد هذا المشروع بندا بندا، والتفاهم مع الكتل الأخرى سعيا لإنهاء مناقشته وإقراره في أقرب وقت ممكن. يبقى على الحكومة ان تسرع في إرسال مشروع قانون الانتظام المالي والفجوة المالية إلى المجلس النيابي من أجل مناقشته وإقراره في أقرب وقت ممكن ايضاً، لأن الجميع يعلم أن قانون إعادة هيكلة المصارف لن يُصبح نافذاً إلا بعد صدور قانون الانتظام المالي والفجوة المالية، لا بل من المستحسن والضروري ان ترسل الحكومة مشروع قانون الانتظام المالي قبل الانتهاء من مناقشة قانون اعادة هيكلة المصارف، بهدف تضمينه التعديلات التي سيفرضها قانون الانتظام المالي والفجوة المالية. إن اللبنانيين، جميع اللبنانيين، تواقون منذ سنوات للخروج من الأزمة المالية والمصرفية التي يعيشونها، ولا خطوات عمليّة ستكون ممكنة على هذا الصعيد قبل إقرار قانون الانتظام المالي والفجوة المالية".
مصرف لبنان: بدوره، صدر عن المكتب الإعلامي في مصرف لبنان البيان الآتي: "ردًا على العديد من التقارير الواردة في الإعلام، بشأن دور مصرف لبنان في المساهمة في وضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي، يودّ مصرف لبنان أن يؤكّد أن هذه المؤسسة، بما فيها الحاكم وبالتعاون مع كبار مسؤولي البنك المركزي، ستقوم باقتراح المسودة الأولى لخطة إعادة هيكلة المصارف، والتي ستكون لاحقًا موضوع نقاشات ومراجعات من قبل صندوق النقد الدولي، ورئاسة الحكومة والوزارات المعنية، وبعض المستشارين الرئاسيين المنتقَين، إلى جانب عدد من المستشارين الماليين الدوليين ذوي الخبرة في إدارة الأزمات المصرفية النظامية حول العالم. وسيتم تنفيذ هذا العمل بأسلوب منهجي ودقيق لضمان معالجة القضايا المتعددة الأوجه التي يعاني منها الاقتصاد اللبناني، وماليته العامة، وقطاعه المصرفي المأزوم. ويؤكّد مصرف لبنان، بانتهاجه نهجًا حذرًا ورصيناً، أنه لن تكون هناك "خطة واحدة من مصرف لبنان" تُفرض للتنفيذ، بل ستكون هناك مقاربة موحّدة، منسجمة ومرنة، ينبغي أن تحظى بدعم كافة الأطراف المعنية وموافقتها في نهاية المطاف، بما في ذلك الدولة، ومصرف لبنان، والمصارف التجارية، مع إعطاء الأولوية لسداد الودائع لصغار المودعين وإعادة رسملة المصارف تدريجيًا، بما يمكّنها من استعادة دورها الائتماني والمساهمة الفعالة في دعم نمو الاقتصاد الوطني. ويؤكّد مصرف لبنان كذلك أن لمجلس النواب، ولا سيما لجنتي المال والموازنة والإدارة والعدل، دورًا بالغ الأهمية في مراجعة ومناقشة وصياغة وإقرار مجموعة القوانين الطارئة التي سوف ينبغي سنّها لضمان إقرار وتنفيذ الخطة النهائية، والتي ستتطلب في مجملها، تقديم تنازلات وتضحيات اقتصادية من جميع الأطراف من دون استثناء .
جنبلاط يتحرك: على صعيد آخر، ومواكبة لتطورات جرمانا السورية الدامية، أجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، المملكة العربية السعودية، قطر والأردن، وطلب من المعنيين فيها السعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا لوقف حمام الدم. كما طلب جنبلاط أن تتم معالجة الأمور انطلاقاً من منطق الدولة ووحدة سوريا بجميع مكوّناتها.وتمّ بنتيجة الاتصالات الإتفاق على وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ نصف ساعة. وطلب جنبلاط الحفاظ على وقف إطلاق النار حيث من المتوقع أن يصل وفد من جبل العرب يضمّ شيخي العقل الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار، والأمير حسن الأطرش، إضافة إلى وفد من المشايخ والفعاليات لوضع الصيغة النهائية التي تضمن عدم العودة إلى الاقتتال الداخلي الذي لا يفيد إلّا العدو الإسرائيلي. وذلك، بحسب بيان صادر عن الحزب التقدمي الإشتراكي. ولاحقا ، دعا جنبلاط السلطة السورية إلى القيام بتحقيق شفاف واكد انه مستعد للذهاب إلى دمشق مجدداً لوضع أسس للمطالب التي يحتاجها الدروز.