"فبركات" حول مطار حامات لتشويه سمعة قائد الجيش ولكن!
يولا هاشم
المركزية - تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالأخبار المفبركة والمضخمة والشائعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وبث الريبة والشك في نفوس اللبنانيين والتصويب على المؤسسة العسكرية استهدافا لقائدها، وآخرها ما تمّ نشره عن نشاط مكثف ومتواصل وغامض حول طائرات عسكرية أجنبية تقوم برحلات بين مطار بيروت وقاعدة حامات الجوية التابعة للجيش اللبناني، وبين قواعد عسكرية في المنطقة، من بينها مطار تل أبيب في اسرائيل، مشيرة إلى تسجيل هبوط تسع طائرات "أطلسية" في مطارَي بيروت وحامات خلال أسبوع، بين 14 الجاري و20 منه. وطُرِحت أسئلة حول الأهداف من وراء هذه الرحلات، وطبيعة حمولات هذه الطائرات، ووجهتها النهائية، وما إذا كانت تتضمّن معدات عسكرية أو مساعدات.
العميد الركن الطيار المتقاعد بسام ياسين يوضح لـ"المركزية" ان "كل الطائرات العسكرية التي تصل إلى لبنان تحصل على موافقة مسبقة إلزامية من قيادة القوات الجوية في الجيش اللبناني، بموجب تصريح سنوي وشهري ويومي حول كل نشاط، وليس هناك من طائرات تدخل وتخرج من تلقاء نفسها، دون حسيب أو رقيب. كما يتم إعلام المديرية العامة للطيران المدني عن كل طائرة تودّ الهبوط في مطار بيروت او حامات من أجل عملية توجيهها".
ويضيف: "كل طائرة تخرج من أي مطار في العالم وتريد التوجه الى لبنان، ترسل مخطط الطيران الخاص بها ويتم تزويد برج المراقبة في مطار بيروت بنسخة عنه، ليتأكد بدوره من وجهة الطائرة ومن اين تأتي والى أين تتجه".
ويؤكد ياسين "أن لا طائرات تتجه من لبنان مباشرة الى تل ابيب أو العكس. وفي حال كانت طائرة عسكرية ما تركن في مطار اسرائيلي وتود المجيء الى لبنان، عليها بموجب القانون اللبناني، أن تحط في مطار بلد آخر كقبرص أو اليونان أو غيرهما من البلدان وتغيير مخطط الطيران الخاص ومن ثم تُقلِع مجدداً كي يُسمح لها بالدخول إلى لبنان. وهذا ما يحصل".
ويشير إلى "أن الطيران العسكري التابع للجيش اللبناني اكان هليكوبتر او اجنحة ثابتة، أصبح كله اليوم محصوراً بنسبة 90 في المئة في مطار حامات، والسبب ان مبيت الطائرات في مطار بيروت وقاعدة رياق الجوية توقف نتيجة الوضع الأمني والخوف من حصول اي خطأ من المقاومة تجاه طائرات الجيش ظنا منها أنها طائرات اسرائيلية فيقوم "حزب الله" باستهدافها عن طريق الخطأ. كل الطيران العسكري التابع للجيش يتوجه الى القاعدة العسكرية في حامات. وبالتالي كل الأسراب التي كانت موجودة في بيروت ورياق أصبحت في حامات من باب الوقاية، وتطير في حلقة المطار اي في circuit القاعدة، ولهذا فإن اهل حامات يشاهدون طيرانا مكثفاً فوق المنطقة، والذي هو بنسبة 90 في المئة منه للجيش ولطائراته أكان في النهار او الليل".
ويضيف: "منذ 7 تشرين الاول حتى اليوم، لم يكن عدد الطائرات الاجنبية التي وصلت الى لبنان كبيراً، وأغلبه مرتبط، على حامات خصيصاً، بنقل ذخائر ومساعدات للجيش وتبديل فرق التدريب الأميركية، وهناك أيضاً طائرات هولندية تُحضِر معدّات لبرنامج التعاون العسكري البدني. فكل الطائرات منذ الشهر الماضي التي وصلت الى حامات، هي 4 طائرات من هولندا و3 من الولايات المتحدة، وهذه الطائرات تأتي كل شهر، وبالتالي العدد لم يتزايد كما يُشاع. منذ بداية الشهر الجاري وحتى تاريخ امس حطت 3 طائرات من هولندا و2 من الولايات المتحدة "سي 130" وطائرتا هليكوبتر بريطانية من اكروتيري من قبرص، وهذا برنامج تدريب مع أكروتيري، مع السلاح الجوي الملكي البريطاني مع حامات، وهو برنامج مشترك للتدريب في عمليات البحث والانقاذ في البحر. ومنذ 2012 عندما كنت قائد قاعدة بدأ هذا البرنامج ومازال مستمرا"، مؤكداً "أن كل الاقاويل التي تتحدث عن امور مشبوهة في حامات غير صحيحة، والهدف منه إثارة هذا الموضوع في هذا الوقت بغية التشهير بالجيش وقيادته، ومن ثم الموضوع يثيرونه بطريقة مغلوطة بحق السفارات، ويخلقون أجواء تحضير لحرب داخلية وكل هذا الكلام من صنع الخيال".
ويتابع: "هناك طائرات تحط في مطار بيروت غير هذه الطائرات التي تحدثنا عنها، حمولتها أكبر لا تستطيع أن تحط في حامات. حتى هذه عددها قليل ويمكن مساءلة الجمارك والأمن العام عن حمولاتها. لكن لو أتت مئة طائرة وكانت كلها تحمل سلاحا وذخيرة، فإنها لا توازي مقدار حمولة مستوعبَين في باخرة. لذلك، فإن من يُحضر السلاح بالطائرات ويوزعه، يمكنه أن يشحنها في مستوعبين عن طريق البحر وتصل خلال أسبوعين ويكون قد أفرغها وبنسبة تفوق مئة مرة حمولة الطائرات. لذلك فإن كل "الخبرية" مختلقة ولا "مش ظابطة".
ويختم: "البعض يقول بأن الطائرات أطفأت أجهزة الراديو وأجهزة الملاحة. الطائرة لا يمكنها ان تطفئ أجهزة الملاحة وإلا لا يمكن رؤيتها على الرادار ولا يمكن عندها لمطار بيروت أن يقوم بعملية توجيهها. هناك الكثير من الكلام والبروباغندا، الهدف منه التشويه. فعندما تقول قيادة الجيش والمخابرات والقوات الجوية بأن هذا الأمر غير صحيح، هل نكذبهم؟ من أجل ماذا؟ كل هذه الأخبار أصبحت "موضة" بهدف بث الشك بقيادة الجيش وتشويه الجيش وقائده من اجل استحقاق القيادة ".