محاولة أخيرة للأسد للاحتفاظ بالسلطة وفرضية مغادرته دمشق تتعزز
أفادت شبكة سي إن إن، نقلا عن مصدر مطلع، بأن “الحرس الرئاسي السوري لم يعد منتشرا في مقر إقامة الرئيس السوري بشار الأسد ما يعزز التكهنات بمغادرته دمشق”.
وقال المصدر إن “المعارضة لا تملك معلومات استخباراتية مؤكدة عن مكان وجود الأسد وتواصل بحثها عنه”، وذلك مع استمرار هجوم الفصائل المسلحة السورية.
ومع اقتراب المعارضة السورية المسلحة من العاصمة دمشق، يقوم الرئيس بشار الأسد بمحاولة أخيرة للبقاء في السلطة، بما في ذلك المبادرات الدبلوماسية غير المباشرة مع الولايات المتحدة والرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفقًا لما ذكرته مصادر لديها معرفة مباشرة بالوضع لوكالة "بلومبرغ".
وذكرت الوكالة أن الأسد يأمر جيشه بالتراجع للدفاع عن دمشق، ما يعني في الأساس التنازل عن جزء كبير من البلاد للمعارضة المسلحة، التي استولت على المدن الرئيسية حلب وحماة ودرعا والسويداء في هجوم خاطف خلال الأسبوع الماضي. وهي الآن على مشارف حمص ودمشق.
وأوضحت الوكالة أنه في الوقت الذي تتحصن قواته المتبقية من جيشه، يلمح الأسد منذ فترة طويلة إلى استعداده للتوصل إلى اتفاق يسمح له بالاحتفاظ بالأرض المتبقية التي يسيطر عليها جيشه أو ضمان مروره الآمن إلى المنفى إذا لزم الأمر، حسبما قالت المصادر التي تحدثت لـ"بلومبرغ" بشرط عدم الكشف عن هويتها.
وقالت المصادر للوكالة إن أحد العروض التي قدمها الأسد للولايات المتحدة عبر الإمارات هو أن تقطع سوريا كل علاقاتها مع الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مثل حزب الله، إذا وافقت القوى الأجنبية على استخدام نفوذها لوقف القتال.
وفي مبادرة أخرى، أرسل الأسد شخصية مسيحية بارزة إلى للقاء الرئيس المجري، فيكتور أوربان، لنقل ما يراه تهديدا وجوديا للأقلية المسيحية في سوريا إذا انتصر الإسلاميون، بحسب ما قاله مصدر مطلع على الخطة للوكالة. وأوضح أن الهدف هو أن ينقل أوربان هذه المخاوف إلى ترامب الذي يعتبر حليفه.
وفي وقت سابق، نفت سوريا، رسمياً، السبت، شائعات وأخباراً كاذبة، تداولتها وسائل إعلام أجنبية، حول مغادرة الرئيس بشار الأسد دمشق.
وذكرت الرئاسة السورية، عبر حسابها في «فيسبوك»: «تنشر بعض وسائل الإعلام الأجنبية شائعات وأخباراً كاذبة حول مغادرة الرئيس بشار الأسد دمشق، أو زيارات خاطفة لدولة أو أخرى».
وتابعت الرئاسة السورية: «رئاسة الجمهورية العربية السورية تنفي كل تلك الشائعات وتنوه إلى غاياتها المفضوحة وتؤكد أنها ليست بجديدة، بل سبق أن اتبعت تلك الوسائل هذا النمط من محاولات التضليل والتأثير على الدولة والمجتمع السوري طيلة سنوات الحرب الماضية».
وأضافت: «تؤكد رئاسة الجمهورية العربية السورية أن السيد الرئيس يتابع عمله ومهامه الوطنية والدستورية من العاصمة دمشق. وتشدد على أن كل الأخبار والنشاطات والمواقف المتعلقة بالرئيس الأسد تصدُر من منصات رئاسة الجمهورية والإعلام الوطني السوري».
في الأثناء، اكّد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لـ”الجديد” انّ الرئيس السوري بشار الأسد “لم يعد يسيطر سوى على أحياء في كل من دمشق وحمص وقوات النظام لا تريد القتال”.
وأشار الى انّ “هناك طائرة في مطار دمشق ستغادر الساعة العاشرة مساءً ويتم التفاوض مع بشار الأسد للمغادرة لكن ماهر الأسد يرفض التنحي”.
وقال عبد الرحمن: “تحدثت مع عسكريين في الجيش السوري وأبلغوني رغبتهم بعدم القتال وقد انسحبوا من الجولان ومن ريف دمشق”.