المركزية- لليوم الثاني على التوالي، توسعت الاربعاء، حركة الاحتجاجات في غزة ضد حركة "حماس"، حيث يطالب المشاركون بإنهاء الحرب. وشهدت مناطق عدة في القطاع، منها: الشجاعية، وبيت لاهيا، ودير البلح احتجاجات مختلفة الكثافات في كل فعالية. وكانت شعلة الاحتجاجات انطلقت من بيت لاهيا، الثلثاء، بمشاركة كبيرة من سكان البلدة بعدما طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها عقب إطلاق صواريخ منها باتجاه المستوطنات. وقال شاهد لـ"رويترز": كانت مسيرة عفوية ضد الحرب لأن الناس تعبوا وليس لديهم مكان يذهبون إليه. وأضاف: ردد كثيرون، هتافات ضد حماس، وقالوا بره يا حماس. الناس منهكون، ولا ينبغي أن يلومهم أحد.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الاحتجاجات ثمرة لاستئناف الحرب ضد غزة. وقال: شهدنا واقعة غير مسبوقة، احتجاجات علنية في غزة ضد حكم حماس. ويُظهر ذلك أن سياساتنا ناجحة. نحن عازمون على تحقيق جميع أهداف حربنا.
وبينما التزمت "حماس" الصمت الرسمي إزاء المظاهرات، وزعت بياناً باسم "فصائل العمل الوطني والإسلامي" عدّ "التحركات الشعبية جزءاً من معركة الصمود". إلا أن البيان خاطب الغزيين بالقول: إننا ندعوكم إلى اليقظة والحذر والانتباه من كل محاولة لحرف مسار حراككم الجماهيري الغاضب، واستغلال معاناتكم ووجعكم لتهديد التماسك الوطني.
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن نتنياهو آخر من يحق له التهليل للتظاهرات ضد حماس اذ تشهد الأراضي المحتلة في صورة شبه يومية تظاهرات ضده وضد حكومته. لكن بغض النظر عن هذه النقطة، فإن ما يجب التوقف عنده في مسألة احتجاجات غزة، هي انها أتت اليوم متأخرة اكثر من عامين عن توقيتها الاساسي. ذلك ان الغزيين ومنذ رأوا العشوائية التي رافقت تنظيم عملية طوفان الاقصى، ورأوا التخبط داخل الحركة وغياب المساندة العسكرية الفعلية من قبل محور الممانعة ومن رفعوا لواء رمي إسرائيل في البحر، بدأوا يظهرون في المجالس المغلقة عتبا على حماس التي ادخلتهم في مغامرة قاتلة مدمرة. بفعل الحرب، بقي هذا التململ صامتا الا انه بدأ يصبح اكثر علانية اليوم بعد ان ظهرت نتائج الحرب الباهظة من جهة وتجددها بعد التشدد الإسرائيلي، ولسان حال الغزيين : حماس رمتنا في النار ولم تكن مجهزة كما يجب للحرب وها نحن نغرق مجددا في الحرب لان إسرائيل تعتبر اننا نحمي حماس، اي ان الحركة لم تقدم لنا شيئا بل جرتنا الى الخراب ولم تحرر الارض وحررت بعض الاسرى بعد ان احتجزت إسرائيل مئات الاسرى الاضافيين، وهي اعجز من اعادة الاعمار اليوم.
هذه النقمة الشعبية اخطر على حماس من صواريخ اسرائيل وتشكل ضربة جديدة تتلقاها قد تكون قاصمة وقاضية اذا استمرت الاحتجاجات وكبرت، تختم المصادر.