المركزية- على أهميتها في ما يتصل بالعمل الاداري والانمائي في القرى والمدن اللبنانية، تبقى الانتخابات البلدية والاختيارية المُزمع اجراؤها في شهر ايار المقبل، بتأكيد وزير الداخلية العميد احمد الحجار، مثابة مختبر لفحص وتحليل توجهات المزاج الشعبي بعد المتغيرات الكبرى التي طرأت على المشهدين اللبناني والاقليمي وبدّلت معادلات كبرى لا بدّ ستنعكس نتائجها في صناديق الاقتراع في الاستحقاق النيابي العام المقبل.
هي اذا أول سيناريو لجسّ نبض الانتخابات النيابية تمهيدا لصوغ التحالفات واجراء الحسابات انطلاقاً مما تفرزه جولاتها الاربعة من معطيات قديمة وجديدة، باعتبار ان طابع "البلدية والاختيارية" عائلي في معظم القرى لا سيما الصغيرة منها، الا ان للسياسة الكلمة الفصل في المدن الكبرى في مختلف المحافظات، فيما تتلحف العاصمة بيروت بغطاء سياسي وطني تفرضه طبيعتها وتنوعها وارثها التعايشي بين مختلف البيئات والطوائف.
وفيما تبدو التحالفات شبه منسوجة بين الاحزاب المفروزة سياسياً مع العهد الجديد، تتجه الانظار الى ما سيقرره تيار المستقبل الذي أجرى اول "بروفا" للعودة الى العمل السياسي في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الماضي، أوحت برغبة لعودته بزخم وقوة الى عالم السياسة اللبنانية، وبوابته الاستحقاق الاختياري والبلدي في مناطق نفوذه الممتدة شمالا وبقاعا وجنوبا وفي العاصمة في شكل خاص.
وتؤكد مصادر على بيّنة من الحراك المستقبلي لـ"المركزية" ان القيادة السياسية اتخذت قرارا اثناء وجود الرئيس سعد الحريري في بيروت بخوض الانتخابات البلدية والنيابية في كل الدوائر سواء عبر مرشحيه او دعما لمرشحي حلفائه.وان الوزيرة السابقة بهية الحريري، في غياب سعد، ستتولى بنفسها قيادة التيار. وهي للغاية انتقلت للمداومة في بيت الوسط لمتابعة الاتصالات. ورفضت المصادر الكشف عن التحالفات السياسية سواء في الانتخابات البلدية او النيابية، داعية الى انتظار التطورات محليا وفي الاقليم .الا ان مسؤولا في التيار اوضح ان المستقبل سيتحالف انتخابيا في طرابلس مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتردد انه سيخوض الانتخابات، لافتا الى ان مشاركة بهية الحريري في دعوة ميقاتي لجمعة وطنية في طرابلس درءا للفتنة بين السنة والعلويين،تؤشر الى التحالف الانتخابي بينهما.
وفي ما خص الانتخابات في العاصمة بيروت تشدد المصادر على ان الرئيس سعد الحريري يتمسك بالمناصفة في بلدية بيروت عبر لوائح مكتملة ومقفلة تضم مرشحين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وبهذه الطريقة يضمن الحريري تأمين المناصفة في البلدية التي حرص والده عليها من خلال لائحة تزكية كان يسعى دائما للوصول اليها. ويقول نائب من العاصمة "اذا فشلت محاولات المناصفة في بيروت فقد تؤخر اجراء الانتخابات البلدية الا ان الصيغة التي يعمل عليها المستقبل لضمان المناصفة تقوم على لوائح مكتملة بـ24 مرشحا مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. ويختم: وحدها هذه الطريقة تحقق الغاية من مشاركة الجميع في ادارة بلدية بيروت".