المركزية- هي اول نافذة أمل فعلي فتحت امام لبنان اليوم منذ انطلاقة العهد الواعد. نافذة اقفلت منذ نحو اربعة اعوام، فغاب مع اقفالها كل بصيص نور بإمكان استعادة لبنان عافيته وتعافي اقتصاده مع انتعاش سياحته وتجارته. طائرتان اماراتيتان حطتا في بيروت واستقبلتا بفرحة عارمة وبالورود، ما خلّف انطباعاً جد ايجابي لدى الزوار الخليجيين، وسط توقعات بأن تلي السعودية الامارات في قرار العودة الى ربوع لبنان الجديد.
وليس خط الطيران وحده استأنف رحلاته لبيروت فحسب، انما النشاطات التنموية ايضاً، اذ اعلن رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي بدر السعد إستعداد الصندوق لإعادة نشاطه التنموي وبرامجه القائمة والقادمة في لبنان.
وعشية الجولة الانتخابية البلدية والاختيارية الثانية الاحد في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، وعد رئيس الحكومة نواف سلام ابناء الشمال بمشاريع عملانية في زيارته المقبلة كاشفا عن العمل على المخطط التوجيهي لمطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات، واهتمام شركات أجنبية عديدة للاستثمار فيه.
عودة الاماراتيين: سياحيا وماليا اذاً، عاد العرب والخليجيون الى لبنان اليوم، حيث حطت في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت اول طائرة تابعة للخطوط الجوية الإماراتية تقل اماراتيين وتبعتها ثانية. وازدانت صالة الوصول في المطار بالورود لاستقبال الطائرة وركابها، وذلك بعد سنوات من عدم مجيء الإماراتيين الى بيروت بسبب الأوضاع الامنية. واعرب عدد من الركاب الإماراتيين لدى وصولهم الى المطار، عن فرحتهم بالعودة الى لبنان بعد التغييرات التي شهدها، لا سيما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية. كما اشاروا الى ان حركة الوافدين من الإمارات ستشهد ازديادا خلال الايام المقبلة، مشيدين بحفاوة الاستقبال.
اعادة بناء الثقة: واستقبل وزير الإعلام بول مرقص ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في المطار الطائرتين الإماراتيتين. ولفت الى ان خطوة اليوم تساهم في إعادة بناء الثقة بين لبنان والامارات وهناك لجان وزارية ومتابعة في اجتماعات لتذليل أي معوقة أمام قدوم الجاليات. وشدد على ان الحكومة عازمة وناشطة لتذليل اي صعوبات أمام قدوم الإماراتيين ونحن بانتظار الخليجيين والدول الصديقة، مشيرا الى ان الوضع الأمني مريح لإستقبال السياح وخاصة الأخوة في الخليج. وقال مرقص:" نتّجه نحو إعادة تنشيط السياحة في لبنان وتقوية العلاقات مع الدول ونحضّ على التشجيع للسفر إلى لبنان و ماضون بالخطوات الإصلاحية ونتطلع قدماً إلى تفعيل الزيارات مع إخواننا العرب". وأكد ان ثمة توجيهات من قبل فخامة الرئيس ومتابعة من رئيس الحكومة واجتماعات متتالية لتذليل اي معوقات من امام قدوم السياح ونأمل ان نرحب قريبا بالسعوديين فالطريق سالكة والمطار مفتوح أمامهم. وقال "نشكر إدارة المطار والأجهزة الأمنية على خلق المناخ الملائم والمطمئن للأخوة الخليجيين في سبيل عودتهم إلى لبنان".
الصندوق: اقتصاديا، ابلغ الرئيس عون رئيس الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بدر محمد السعد خلال استقباله قبل الظهر في قصر بعبدا، ان الظروف الصعبة التي مرت على لبنان والتي تعرقل فيها العمل الانمائي والاعماري باتت وراءنا، واننا نتطلع الى الايام الآتية بكثير من التفاؤل لأننا مصممون على اعاده بناء الدولة وفق اسس جديدة، ابرزها الاصلاحات الاقتصادية والمالية، معتمدين في كل ذلك على الشفافية والحوكمة الرشيدة وتوفير التسهيلات اللازمة للصناديق المالية التي تتعامل مع لبنان منذ سنوات، ومنها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي تولى تمويل مشاريع عدة بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار. واكد الرئيس عون ان المرحلة الجديدة المقبلة عليها البلاد تحتاج الى دعم ومساندة الدول العربية الشقيقة التي طالما وقفت الى جانب لبنان وشعبه و" نحن نرحب بأي خطوة جديدة من شأنها ان تساعد على عملية النهوض التي بدأت بسلسلة إجراءات اتخذتها الحكومة وسوف تستمر في اتخاذها". وشكر الرئيس عون الاهتمام المتجدد بلبنان الذي بدأ يستعيد ثقة الاشقاء والأصدقاء، منوها بالجهود التي بذلها رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر خلال توليه مهام رئاسة المجلس، إضافة الى علاقات التعاون التي أقامها مع مختلف الجهات العربية والدولية المعنية بإنماء لبنان واعماره. وخلال اللقاء الذي حضره المهندس الجسر، أكد السيد بدر محمد السعد ان هدف زيارته الى لبنان مع الوفد المرافق، هو إعادة تحريك العمل الإنمائي الممول من الصندوق بعد توقف استمر لسنوات، مبديا التزام الصندوق بتنفيذ القروض المعطاة للبنان، والاولوية هي للقروض الإنمائية لاسيما في مجالي التعليم والصحة. ولفت الى التعاون القائم بين الصندوق والبنك الدولي، والى ان اجتماعات ستعقد مع الوزراء المعنيين للوقوف على الحاجات، متمنيا ان تتوفر التسهيلات اللازمة لاطلاق عجلة التنفيذ.
في عين التينة والسراي: ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المدير السعد والوفد المرافق وأبلغ السعد الرئيس بري إستعداد الصندوق لإعادة نشاطه التنموي وبرامجه القائمة والقادمة في لبنان. واستقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفد الصندوق. وخلال اللقاء رحب الرئيس سلام بالوفد في لبنان، مشيدا بالعلاقات التاريخية بين لبنان والصندوق الذي هو شريك اساسي للتنمية في البلد، املا باستكمال التعاون وتوسيعه ليشمل كافة المجالات حسب الأولويات. وعبّر الرئيس سلام عن تفاؤله بالمستقبل خصوصاً في ظل هذا الاهتمام العربي، مشيراً إلى وجود فرصة تاريخية لا بد من الاستفادة منها على طريق تحقيق النهوض في المجالات والقطاعات المختلفة.
استقرار الشمال: وسط هذه الاجواء، أكد سلام أن في الزيارة المقبلة إلى الشمال ستكون هناك مشاريع عملانية، مشيراً إلى أنه يتم العمل على وضع المخطط التوجيهي لمطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات، وهناك اهتمام من شركات أجنبية عديدة للاستثمار فيه. وشدد الرئيس سلام على أن هناك حاجة دائمة للانتخابات والتجديد ومحاسبة المسؤولين. وأكد الرئيس سلام على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشمال، وعلى سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها، كما أكد على التوجيهات الصارمة المعطاة للجيش والأجهزة الأمنية في ضبط الحدود بشكل كامل. وركز رئيس الحكومة على ضرورة فتح المعابر الشرعية مع سوريا وتفعيلها، مؤكداً أن الاستقرار في سوريا سيساهم في تعزيز الاستثمار في الشمال وانتعاشه اقتصادياً. كلام الرئيس سلام جاء خلال استقباله في السراي صباح اليوم مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا على راس وفد من عكار.
في سراي طرابلس: وأتى كلامه عشية الانتخابات البلدية شمالا. في هذا الاطار، أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، "أن لا تحدّيات تعوق العمليّة الإنتخابيّة، إنّما بعض الأمور اللوجستيّة"، مشددا على أن "الوضع الأمني جيّد ولا إشكالات تذكر والأهمّ إرادة الحكومة على إجراء الإستحقاقات في موعدها، ولمسنا أنّ المواطنين كانوا على قدر المسؤوليّة في جبل لبنان".وقال "أخذنا بعض الملاحظات انطلاقاً ممّا حدث في انتخابات جبل لبنان واستخلصنا العبر، وذلك بهدف إجراء عمليّة إنتخابيّة ناجحة في محافظتي لبنان الشمالي وعكّار". وأضاف: "لا شكّ في وطنيّة جميع العاملين وصولاً للقوى الأمنيّة والمحافظين الذين يعملون من دون كلل من أجل حسن سير الإنتخابات، والدولة تؤمّن جهوزيّتهم لمساعدة المواطنين في ممارسة حقّهم الديمقراطي". كما كشف عن أنه طلب "مكافحة أي ظواهر مخلّة بالأمن، ولن نقبل بأي تجاوزات أو فوضى أمنيّة في أي منطقة في لبنان وخصوصاً في طرابلس". كلام حجار اتى بعد ان ترأس مجلس الامن الفرعي في مكتب محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا في سرايا طرابلس، بهدف مواكبة التحضيرات الأمنية والإدارية للاطلاع على الجهوزية الكاملة قبل موعد الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجرى يوم الاحد المقبل في 11 ايار الحالي.
حماس: على صعيد أمني آخر، استهدفت فجر اليوم مسيرة اسرائيلية سيارة رابيد في حي الفيلات بالقرب من جامع الأمام علي في صيدا مما أدى الى احتراقها واستشهاد صاحب الرابيد. واستهدفت خالد الأحمد ابن الأستاذ أحمد الأحمد وهو في العقد العشرين من عمره وينتمي لحركة حماس ومن سكان مخيم المية ومية. وأفيد ان الأحمد كان في طريقه إلى الجامع لاداء صلاة الفجر. ولاحقا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، بيان أعلن أن "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في حي الفيلات في صيدا أدت إلى سقوط شهيد".
تعهد: ليس بعيدا، كشف مصدر أمني لبناني لـ"سكاي نيوز عربية"، عن أن "من المتوقع أن تسلم حركة حماس المطلوب الرابع الذي طالبت السلطات اللبنانية بتوقيفه خلال الساعات المقبلة". وأفاد المصدر بأن "المطلوبين الذين تم تسليمهم اعترفوا بمسؤوليتهم عن إطلاق الصواريخ في الحادثتين اللتين أعقبتهما هجمات إسرائيلية على لبنان". وقال: "حصلنا على تعهدات من حماس بعدم القيام بأي عمل عسكري من الأراضي اللبنانية".
كنعان: ماليا، عقدت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزراء المال والعدل والاقتصاد ، ياسين جابر وعادل نصار وعامر البساط، وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد جلستها الثانية لدرس مشروع قانون إصلاح وضع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها. وبعد الجلسة، اشار كنعان إلى أن "حاكم مصرف لبنان شرح أنّ ما نمرّ به منذ الـ2019 أزمة مهما أُطلق عليها من أسماء فهي شاملة والمصارف تتحمّل مسؤوليّاتها والحكومة ومصرف لبنان يحدّدان المسؤوليات". ولفت إلى أن "حاكم مصرف لبنان تحدّث عن حتميّة صدور قوانين استثنائيّة تعيد تنظيم القطاع المالي والنقدي ومشروع قانون إصلاح المصارف يطوّر قانون النقد والتسليف ويؤمّن المحاسبة في المستقبل، كما سلم دراسة من ٣٣ صفحة تتضمن ملاحظاته على المشروع الذي أحالته الحكومة لإصلاح المصارف". وقال: "صدرت توصية بالاجماع عن اللجنة بالطلب من الحكومة الاسراع بإحالة مشروع الفجوة المالية الذي هو اساس استعادة الودائع، إضافة إلى تشكيل لجنة فرعية برئاستي تجتمع بشكل متواصل أكثر من مرة بالأسبوع بالتعاون مع وزارة المال ومصرف لبنان للبحث في الملاحظات وتسريع التوصل الى صيغة تبت في لجنة المال عن إصلاح المصارف".
لجنة المؤشر: في غضون ذلك، رأس وزير العمل محمد حيدر في مكتبه في الوزارة اجتماعاً للجنة المؤشر خصص لاستكمال البحث في معالجة رواتب واجور العاملين في القطاع الخاص. بعد الاجتماع قال "سأحمل خطة الى مجلس الوزراء والعمل على إقرارها وهي، رفع الحد الأدنى للأجور الى 28 مليون ليرة ، مع زيادة التقديمات العائلية التي أرسلنا بها المرسوم بما يعادل الضعفين ، مع زيادة التقديمات المدرسية ضعفين ونصف، ومع المحافظة على قيمة بدل النقل ، لأنه لم يطرأ أي زيادات في الفترة الاخيرة ، مع دراسة وضع المؤسسات العامة الخاضعة لقانون العمل التي لم تلحظ في المراسيم السابقة . على أن يلي ذلك اجتماعات دورية للجنة المؤشر كل شهرين لكي تدرس تطور الوضع الاقتصادي والتحسن في سوق العمل خلال الستة أشهر القادمة. وفي شهر كانون الأول تجتمع اللجنة لتقييم الوضع ودراسة تصحيح الأجور، وسيترافق ذلك مع اعداد الموازنة العامة التي ستكون الحكومة في ذاك الوقت تدرسها من اجل سلسلة الرتب والرواتب في القطاع العام للعام 2026".