المركزية- أشار رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الى أنّ الأميركيين يطالبون بالإسراع في العمل لحصر السلاح بيد الدولة، لكنني قلت لهم إذا أردتم ذلك فاضغطوا على إسرائيل واتركوا لنا مهمة التعامل مع حزب الله. وأوضح عون أنّ الجيش اللبناني يقوم بمهامه من دون أي اعتراض من حزب الله جنوب الليطاني وشماله وحتى في البقاع. ولفت الى أنّ التغييرات في سوريا وموقف إيران المتطور تجاه الحوثيين والحشد الشعبي ظروف تساعد على الحديث مع حزب الله والتواصل المباشر بين الرئاسة اللبنانية قائم مع حزب الله والترجمة ظاهرة على الأرض. وقال "أسعى لأن يكون 2025 عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نستنسخ تجربة الحشد الشعبي في استيعاب حزب الله في الجيش ولا أن يكون وحدة مستقلة داخل هذا الجيش". أضاف "يمكن لعناصر حزب الله الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب مثلما حصل في نهاية الحرب في لبنان مع أحزاب عديدة". وتابع الرئيس عون "أنا والرئيس بري متفقان على كل المواضيع وخصوصاً حصر السلاح بيد الدولة والأميركيون يعرفون أنه لا يمكن حالياً حصول تطبيع أو مفاوضات سلام بيننا وبين إسرائيل".
لم يسمع حزب الله كل الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية أعلاه، لم يزعجه الوضوح والحزم اللذان طبعا مواقفه وقد حدد، مشكورا، سقفا زمنيا لعملية حصر السلاح، بحيث تنتهي في غضون أشهر قليلة بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية". لم يزعجه حتى قول الرئيس عون ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يريد ايضا حصر السلاح بيد الدولة، لكن ما ازعجه هو حديث السياديين والقوات اللبنانية تحديدا كما نقل الإعلام الممانع، عن ضرورة تطبيق إتفاق وقف النار والقرارات الدولية وتسليم حزب الله سلاحه في اسرع وقت!
فما الفرق بين الموقفين؟ وهل القوات اللبنانية مثلا في صدد إصدار امر عمليات للجيش اللبناني لمهاجمة مخازن الحزب، حتى ينتفض ضدها ويقول عضو مجلسه السياسي محمود قماطي "اليد التي ستمتد الى السلاح ستقطع"؟ فالرجل واوساط الحزب عادا واوضحا ان كلامه ليس موجها الى رئيس الجمهورية بل الى "يهود الداخل" و"من ينفذون اجندة اميركا...
لكن وفق المصادر، هذه التوضيحات لم تنفع، ويبدو واضحا ان الحزب وجه سهامه الى القوات كي يسمع الرئيس على قاعدة "عم بحكيكي يا كنة لتسمعي يا جارة". والرسالة وصلت وان كانت لن تبدل شيئا في القرار الرسمي المتخذ بحصر السلاح. فالحزب ابلغ عون باكرا انه منفتح على الحوار وليس على تسليم السلاح، وقد "يسايره" في استراتيجية دفاعية لكن شرط ان تبقي سلاحه معه.
ويبقى ان اي تبدل في السياسات الإيرانية خلال المفاوضات النووية، قد يبدل تشدد الحزب هذا.