

موقف بري من ترشيح العماد عون يحدد مصير جلسة الانتخاب!

المركزية- أكّد رئيس مجلس النّواب نبيه بري في حديث صحافي أدلى به امس "أنّني حاسم في جلسة 9 كانون الثّاني المقبل لانتخاب رئيس الجمهوريّة، حتّى لو أجرينا أكثر من دورة في الجلسة نفسها. المهم أن ينتخب البرلمان رئيسًا، ويتحمّل النّواب مسؤوليّاتهم حيال هذا الواجب الدّستوري". هذا الموقف ليس جديدا، بل ومنذ توجيهه الدعوة الى جلسة انتخاب في التاسع من كانون المقبل، لا ينفكّ بري يؤكد ان هذه الجلسة ستكون حاسمة وستنتهي بانتخاب رئيس للجمهورية.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن الدخان الابيض قد يتصاعد من ساحة النجمة في الجلسة المرتقبة، الا انه ايضا قد لا يتصاعد، لاكثر من عامل وسبب. مِن هذه الاسباب، تتابع المصادر، عدم اعلان الكتل النيابية بعد، مَن سيكون مرشّحها للرئاسة ولمن ستصوّت في 9 كانون الثاني.
فريق 8 آذار، وفق المصادر، عبر إعلامه والمقربين منه، يحاول تحميل المعارضة، مسؤولية ارجاء الاستحقاق، ويسوّق لكون هذه المعارضة تريد تطيير الجلسة وتأجيلها الى ما بعد دخول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض، على اعتبار انه، وفي هذه الحال، سيكون الرئيس العتيد أكثر تشددا في الشروط والمواصفات والاجندة الرئاسية، ولن يكون بالمرونة نفسها مع حزب الله وتنفيذ اتفاق وقف النار والقرارات الدولية.. لكن بحسب المصادر، ضبابية بري تشكّل ايضا عائقا كبيرا، وربما العائق الاكبر، امام اجراء الانتخاب.
فبعد ترشيح اللقاء الديمقراطي في العلن، قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة، أعلنت كل اطياف المعارضة، او سوادها الاعظم، استعدادها لدعم عون، في السباق الى قصر بعبدا. عليه، اذا انضمّ بري وكتلة التنمية والتحرير الى قطار مؤيدي عون، فإن احتمال تحقيق الخرق الايجابي في الجلسة المرتقبة، سيكون كبيرا.
لكن بري حتى اللحظة، لم يعلن موقفه الواضح مِن هذا الخيار الرئاسي.. فيما حزب الله، لا يزال يؤكد ان مرشحه هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، طالما الاخير لم ينسحب من الحلبة الانتخابية... فهل صمت بري، المعطوف الى موقف حزب الله، يعني ان حركة امل لا تزال خلف حزب الله وانها ترفض الابتعاد عنه في الخيار الرئاسي؟! ام هل يمكن لبري ان يعلن ان كتلته ستصوت للجنرال عون، بما يخلط الاوراق بقوة على الطاولة الرئاسية، ويرفع حظوظ نجاح جلسة 9 كانون الى حدودها القصوى، بما ان اسم العماد عون يتقاطع عليه اللقاء الديمقراطي ومعظم المعارضة، وهو ما أعلنته مرارا وتكرارا منذ اشهر وإن كانت حتى الساعة لم تتبنه "رسميا"؟
فقط في هذه الحال، ستكون ايجابية بري "المفرطة" في شأن جلسة 9 كانون، مبررة. اما اذا لم يبصر التقاطع بينه والمعارضة على اسم العماد عون (بما ان اسمه الاكثر تداولا اليوم)، النور، فإن الجلسة ستكون على الارجح، عقيمة، تختم المصادر.