Jun 14, 2025 6:51 PMClock
مقالات
  • Plus
  • Minus

لبنان ينتظر نهاية حرب إسرائيل-إيران و"فخار يكسّر بعضو"

الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران لن ينتهي إلا "بمنتصر ومهزوم" ... ولا يمكن أن يصل إلى مرحلة إنهائه إلا إذا تحوّل من ضربات عن بعد إلى "حرب"،  ولن يتحول إلى حرب إلا إذا إنتقل إلى حقبة "مواجهة" في البر والبحر والجو؟ 
حتى الآن، هذا الصراع الذي يشغل العالم، ما زال مجرد "مبارزات عن بعد" تتخلله، بين الحين والآخر، منازلات بالوكالة بين إسرائيل، من جهة، ورزمة أذرع دولة الولي الفقيه، من جهة أخرى،  كحماس والجهاد الإسلامي وحزب الله ومحور الممانعة والحشد الشعبي إلى آخر ما هنالك من جماعات الموعودين بالحصول على مفاتيح جنة كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد صادرها قبل أن يهزم الخميني، عندما كان العراق عربياً قبل أن تحوله أميركا إلى بؤرة إيرانية تحاربها الآن هي وإسرائيل، يتفرج عليها العرب ويدينون ما إعتبروه "عدواناً" على دولة الولي الفقيه. 
معهم حق كل العرب الذين أدانوا "العدوان" الإسرائيلي على إيران لأنهم بذلك ضمنوا أن لا تستنزف إيران أراضيهم وتورطهم في صراع مباشر مع إسرائيل، كما فعلت في غزة عبر حماس والجهاد الإسلامي، وكما فعلت في العراق عبر الحشد الشعبي سيء الصيت والفصائل الموالية لنظام الولي الفقيه، وكما فعلت في لبنان عبر حزب الله ومحور المماتعة. 
وحده لبنان قفز في المجهول عندما أدان العدوان على إيران لأن موقفه لن يضمن له أن لا تورطه إيران في الصراع كون ذراعها المحلية تحتل أرضه وهي التي ورطته في صراع دام مدمر عندما أطلقت في 8 تشرين الأول العام 2023 دعمها لطوفان حماس والجهاد الإسلامي الذي أغرق غزة وتسبب بمقتل أكثر ممن 52 ألف ضحية بريئة وتدمير ما لا يقل عن 60 بالمائة من أبنية القطاع وكامل بنيته التحتية. 
كان الأفضل للبنان أن يعلن في بيان رسمي أن لا علاقة له بالحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران ، ما يبرئه مسبقاً من أي مقامرة يمكن أن يقوم بها أي من أذرع الولي الفقية المنتشرة على أرضه، ومن لا يصدق فليسأل اليونيفل من يشن عليها إعتداءات شبه يوميه. 
لبنان أكرمه ربه بأن إرتاح من عدوه الأسدي، وينتظر نهاية حرب إسرائيل-إيران بمنتصر ومهزوم، كائنا من يكون، ليرتاح من عدو ثان وفق قاعدة فخار يكسّر بعضو ... أما المصير بعد ذلك فيبقى رهن إرادة من يمهل ولا يهمل.
محمد سلام

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o