قال ثلاثة مسؤولين أميركيين لموقع "أكسيوس" إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ اجتماعا مع فريق الأمن القومي في "غرفة العمليات" بالبيت الأبيض، الثلاثاء، حيث سيتخذ قرارات بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران.
وأكدت محطة "سي إن إن"، مساء الثلاثاء، عن مسؤول في البيت الأبيض، إن ترامب يجتمع مع فريق الأمن القومي في غرفة العمليات.
وأفاد المسؤولون بأن ترامب يفكّر بجدية في الانضمام إلى الحرب وتوجيه ضربة أميركية ضد منشآت إيران النووية، وخصوصا منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو.
وعاد ترامب مبكرا من قمة مجموعة السبع للتركيز على الملف الإيراني، وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إن ما يريده ليس "وقف إطلاق نار"، بل "نهاية حقيقية" للحرب ولبرنامج إيران النووي.
من جهته، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادة الجيش الإسرائيلي لا يزالون يعتقدون أن ترامب سيدخل الحرب خلال الأيام المقبلة لقصف منشأة فوردو النووية.
أما ترامب نفسه، فقد عبّر عن تفكيره في سلسلة منشورات على منصة "تروث سوشيال"، قبل اجتماعه المرتقب في غرفة العمليات: "نحن نسيطر بالكامل على الأجواء فوق إيران. إيران لديها أجهزة تعقب جوية جيدة ومعدات دفاعية كثيرة، لكنها لا تُقارن بما تصنعه أميركا."
ثم حذر خامنئي قائلا: "نعرف بالضبط أين يختبئ من يُسمى بالمرشد الأعلى. إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك — ولسنا بصدد القضاء عليه الآن... لكن لا نريد صواريخ تُطلق على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا بدأ ينفد."
وفي منشور ثالث خلال أقل من ساعة، كتب ترامب: "استسلام غير مشروط".
وتُعد قاذفة B-2 بعيدة المدى من أبرز الطائرات الأميركية، إذ يمكنها التحليق لمسافة 9 آلاف كم دون الحاجة للتزود بالوقود.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمتها سابقا لقصف خمس منشآت أسلحة تحت الأرض تابعة لجماعة الحوثي، انطلاقا من قاعدة وايتمان الجوية.
أما القاعدة الأمريكية الأقرب إلى منشأة فوردو فهي قاعدة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي، وتبلغ المسافة ذهابا وإيابا نحو 5 آلاف كلم، مما يجعل التزود بالوقود ضروريا لإتمام المهمة.
وتُعد منشأة فوردو من أكثر المواقع الإيرانية تحصينا، حيث تقع على عمق يقدر بين 80 و90 مترا تحت الجبل.
وتملك الولايات المتحدة القنبلة الوحيدة القادرة على تدميرها، وهي قنبلة الاختراق العملاقة GBU-57/B، التي تزن 13.6 طنا ويبلغ طولها 6 أمتار. وتُعد قاذفة B-2 الوحيدة القادرة على حملها.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشال: " صبرنا بدأ ينفذ على إيران، ونحن نحظى الآن بالسيطرة الكاملة والشاملة على أجواء إيران"، مشيدا باستخدام الأسلحة الأميركية، من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل بشكل مباشر. وقال: "لا أحد يقوم بذلك أفضل من الولايات المتحدة". وفي تصريح قال ترامب: "نعرف تمامًا مكان اختباء ما يُسمّى "القائد الأعلى" (أي المرشد الإيراني السيد علي خامنئي). إّنه هدف سهل، ولكنّه آمن هناك - لن نقضي عليه على الأقل ليس الآن.
وكان إعلامي أميركي مخضرم، مقرب من الرئيس الأميركي، قال إن إيران "ستستسلم" في نهاية المطاف، وتخضع لجميع الشروط الغربية، وذلك بعد محادثة نصية مع دونالد ترامب.
وقال الإعلامي الأميركي بيل أورايلي، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أن القيادة الإيرانية ستوافق في نهاية المطاف على السماح بتفتيش منشآتها النووية، بدلا من التعرض لهجوم عسكري أميركي محتمل.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع شبكة "NewsNation"، أوضح أورايلي أنه تبادل رسائل نصية مع ترامب مؤخرا، وأن الرئيس الأميركي السابق "لا يرغب باستخدام القوة الجوية حاليا" بسبب تعقيدات محتملة مع الصين وروسيا.
استراتيجية ترامب تجاه طهران
وأضاف أورايلي: "ترامب يرى أن قادة إيران، رغم رفضهم المبدئي، سيخضعون في النهاية لضغوط دولية، وسيسمحون بتفتيش منشآتهم النووية وتفكيك ترسانتهم تحت إشراف دولي".
وأشار إلى أن الاستراتيجية التي يتبعها ترامب حاليا تقوم على تصعيد الضغوط دون اللجوء إلى الحرب، مشيرا إلى أن "الإخلاءات الجماعية من طهران دليل على أن النظام الإيراني بدأ يشعر بالذعر".
وقال أورايلي إن ترامب يفضل الانتظار حتى يثور الشعب الإيراني على النظام، بدلا من الدخول في مواجهة عسكرية قد تؤدي إلى "إرهاب عالمي واسع النطاق"، حسب تعبيره.
وذكر الإعلامي السياسي أن إيران تواجه ضغوطا داخلية متزايدة، تشمل نقصا في الغذاء وتذمرا شعبيا متصاعدا، خاصة بين فئة الشباب، وأن هناك قناعة في أوساط حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة بأن النظام الإيراني قد يسقط من الداخل.
ومع ذلك، حذر أورايلي من أنه "في حال رفضت إيران التفاوض، فإن احتمال تنفيذ ضربات جوية أميركية لتدمير قدراتها يبقى واردا".
عن سكاي نيوز عربية