كتب البروفيسور إيلي الزير في موقع "أيوب"
تفاءلنا كثيراً بانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية. وارتفع منسوب التفاؤل لدينا عندما قام النواب بتسمية القاضي نواف سلام رئيساً للحكومة. مرّ الشهر تلو الشهر ونحن ننتظر الإنجاز. انجاز واحد شاهدناه كان مع وزير الداخلية احمد الحجار في الانتحابات البلدية. فيما أي انجاز آخر مما ورد في خطاب القسم، او البيان الوزاري لحكومة سلام لم نشاهده أو نلمسه. بل كل ما لقيناه وبدأنا ندفع ثمنه هي الضرائب غير المحقة التي وُضعت على المحروقات بكافة أنواعها أي الضرائب المباشرة على الفقراء الذين لا يملكون ثروات، لكنهم يدفعون نفس الضريبة التي يدفعها الاغنياء أصحاب الثروات الطائلة.
إنّ العهد والحكومة في مأزق كبير لأن الثقة الشعبية الكبيرة التي انطلق بها العهد والحكومة بدأت بالتآكل والاضمحلال.
الشعب يريد عدالة ويريد عيشاً كريماً، فعندما تُفرض عليه ضريبة يومية على خزان وقود سيارته وقارورة الغاز في منزله، وخزان المازوت لزوم مولد الكهرباء لأن الدولة عاجزة عن تأمين الكهرباء يصبح الأمر عسيراً.
إنّ العهد والحكومة مطالبان بالعمل على الانجاز ليس في افتتاح المؤتمرات أو في اقفال الطرقات لزوم المواكب. بل الانجاز على صعيد معيشة المواطن، وطبابة المواطن، وأمن المواطن.
ثلاث عمليات انتحار حصلت في يوم واحد في بيروت. هل يعلم الرؤساء والنواب والوزراء بذلك؟ المنتحرون لم يقدموا على فعلتهم بسبب غرامي بل لاسباب اقتصادية. الشعب يا سادة يختنق وفرض الضرائب هي حبل المشنقة التي تخنق الشعب وبئس الدولة التي تخنق شعبها من اجل أن يعيش موظفوها.