Jun 19, 2025 4:27 PMClock
تحليل سياسي
  • Plus
  • Minus

سبعة ايام على الصراع الاقليمي...اسرائيل تحت صواريخ ايران
برّاك يجول على الرؤساء: قرار دخول الحزب الحرب سيء جداً
لبنان يلتزم الاستقرار والاصلاحات وضبط الحدود ويطالب بانسحاب اسرائيل

المركزية- فيما يبقى الرصد على أشدّه لمآلات جبهة الاقليم المشتعلة في ضوء  عملية "الاسد الصاعد" المُستعرة منذرة بما يبدو تغييرا لوجه المنطقة وليس النظام الايراني فحسب، مع حشر طهران في زاوية خيارات قسرية تراوح بين التسليم بالأمر الواقع او المضي في حرب استنزاف لا طاقة لها على تحملها، وأيام قتالية قد تكون الاكثر ايلاماً، تمهيداً لاستيلاد قيصري لـ "إيران جديدة"، بدا من الصعب فصل زيارة الموفد الاميركي المبعوث الرئاسي الى سوريا توماس برّاك لبيروت عن الاتجاه الذي تنحو اليه المنطقة وقد جاء محمّلا بالرسائل الاميركية للسلطة السياسية ومحذراً بالأخص من دخول حزب الله الحرب لأنه سيكون قرارا سيئا جداً.

فعلى وقع استمرار القصف والغارات المتبادلة بين اسرائيل وايران التي أطلقت اليوم أكبر دفعة صواريخ خلال 48 ساعة ضمت نحو 20 إلى 30 صاروخاً حط "الموفد الموقت" صباحاً في بيروت، مستطلعاً توجهات العهد عموما ولا سيما في مسألتي حصر السلاح وضبط الحدود مع سوريا والاصلاحات.

بعبدا: برّاك استهلّ جولته بلقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وأفادت مصادر قصر بعبدا أنّه أبلغ عون توليه الملف اللبناني موقتًا ريثما يتم تعيين موفد أصيل. وطالب براك بالإسراع في ملف سلاح حزب الله من دون تحديد مهلة لذلك، بحسب المصادر، وإن الجانب اللبناني طالب بالإنسحاب من المناطق التي لا تزال محتلة وبوقف الخروقات وإطلاق الأسرى. وأشارت ايضا إلى عودة الحديث إلى مبدأ خطوة في مقابل خطوة، أي أن تنفذ إسرائيل خطوة يقابلها لبنان بخطوة في موضوع السلاح. وطالب برّاك الجانب اللبناني بالمزيد من التنسيق مع الجانب السوري في موضوع الحدود وترسيمها، ولم يتطرق في شكل مباشر إلى مسألتي مزارع شبعا وبلدة الغجر. وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للموفد الاميركي،ان لبنان يتطلع الى دعم الولايات المتحدة الأميركية في ما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك تثبيت الامن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الاعمال العدائية والتمديد للقوات الدولية في الجنوب "اليونيفيل" التي تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تطبيق القرار 1701 وصولا الى الانتشار حتى الحدود المعترف بها دوليا، مؤكدا ان لبنان قرر زيادة عديد الجيش في جنوب الليطاني حتى عشرة الاف جندي. وأشار الرئيس عون الى ان وجود الجيش اللبناني في المناطق الحدودية يطمئن الأهالي ويعزز دور مؤسسات الدولة في المدن والقرى الجنوبية. وأشار الى ان وحدات الجيش المنتشرة جنوب الليطاني تواصل تطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملا لجهة إزالة المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر ومنع أي وجود مسلح غير الأجهزة الأمنية، لكن تعذر عليها حتى الان استكمال مهمتها نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها. وشرح الرئيس عون للموفد الأميركي ما تقوم به الحكومة في مجال الإصلاحات المالية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب، مؤكدا ان مسيرة الإصلاحات بدأت ولن تتوقف بالتزامن مع مكافحة الفساد وتفعيل مؤسسات الدولة وأجهزتها لتواكب التطور في مختلف المجالات. وتطرق البحث أيضا الى الخطوات التي يتخذها لبنان تحقيقا لمبدأ حصرية السلاح، فأكد الرئيس عون ان الاتصالات قائمة في هذا المجال، على الصعيدين اللبناني والفلسطيني معربا عن امله في ان تتكثف بعد استقرار الوضع الذي اضطرب في المنطقة نتيجة احتدام الصراع الإسرائيلي- الإيراني.

النزوح: وتناول الرئيس عون والموفد الأميركي العلاقات اللبنانية- السورية، فأكد رئيس الجمهورية على وجود شقين في هذا الإطار، الأول يتعلق بموقف لبنان الداعي الى عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم مؤكدا على أهمية الدعم الأميركي لهذا الموقف، والشق الثاني يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلع لبنان الى تفعيلها لاسيما لجهة المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية- السورية من جهة، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا. واقترح لبنان على الجانب السوري تشكيل لجان مشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لاسيما في المجال الأمني.

في عين التينة: كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، برّاك والوفد المرافق بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون.وتناول اللقاء الذي إستمر لأكثر من ساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وكرر الرئيس بري التأكيد على أهمية حضور ودور قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان والتمديد لها، لأهمية دورها في تطبيق القرار 1701 وإتفاق وقف اطلاق النار وتعاونها مع الجيش اللبناني في هذا الإطار . وشدد رئيس المجلس على الجهد الأمريكي لإلزام إسرائيل بضرورة الوفاء بإلتزاماتها بتطبيق بنود القرار 1701 والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات كمدخل أساسي لكي ينعم لبنان بالإستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار.

ترامب كان واضحا: بدوره قال الموفد الاميركي بعد اللقاء: في كل مكان زرته في العالم هناك لبنانيون صنعوا من الصحراء واحة والآن علينا أن نفعل ذلك . ورداً على سؤال حول الموقف من الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وكيفية حلها؟ أجاب باراك: حسنًا، لو كان بإمكاني تقديم حل لكم في دقيقتين لما كنت هنا.   وسئل باراك: ماذا لو تدخل حزب الله في  الحرب القائمة بين اسرائيل وايران؟ .أجاب: علينا أن نناقش الأمر لكن أستطيع أن أقول نيابةً عن الرئيس ترامب وهو كان واضحًا جدًا في التعبير عنه، إن ذلك سيكون قراراً سيئًا للغاية. ونُقِل عن برّاك قوله أن زيارته لبيروت جاءت لمساعدة لبنان وكي لا تتكرر الحرب، لافتًا إلى أنّه "لو كان لديه حل للنزاع الإسرائيلي اللبناني لما أتى إلى بيروت"، مشيرا الى "أننا نحمل رسالة في ظلّ الوضع المعقّد في العالم ونؤمن أنّه مع القيادة الجديدة ستبدأ عملية السلام والتحسن وملتزمون بمساعدة لبنان ولدينا أمل".

اما في السراي، حيث استقبله الرئيس نواف سلام، فجرى البحث في تطورات الوضع في لبنان والمنطقة. وأكد الرئيس سلام تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم. وأكد أن الحكومة اللبنانية عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. كما شدد على  أهمية دور اليونيفيل واستمراره لضمان تطبيق القرار ١٧٠١، وطالب بمساعدة لبنان في الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.وأطلع الرئيس سلام المبعوث الأميركي على الخطوات التي قامت بها الحكومة، والتنسيق المستمر مع الجانب السوري لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيدًا للوصول إلى ترسيم الحدود.

الحزب وخامنئي: وسط هذه الاجواء، وفيما المخاوف من انخراط الحزب في الحرب كبيرة على وقع تهديد ايران باستخدام ادواتها اذا تدخلت اميركا في الحرب، رأى حزب الله في بيان، أن "بعض المتصدّين في بلدانهم لا يعرفون المكانة العظيمة والواسعة للمرجع الكبير والولي الإمام القائد الخامنئي ‌‏(دام ظله) على مستوى إيران والأمة الإسلامية والعالم، وعلى مستوى الشعوب الإسلامية والحرّة".‏ وشدد على أنّ "التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته وانحطاط مستوى من يُهدّد، فإنّ مجرّد ‏النطق به فيه إساءة إلى مئات الملايين من المؤمنين والمحبّين والمرتبطين بالإسلام وخط الأصالة والمقاومة والعزّة، ‏وهو مستنكرٌ ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة".‏

اغتيالات: ميدانيا، شنت مسيرة اسرائيلية بعد الظهر غارة  بصاروخين على سيارة في بلدة حولا قرب جبانة المرج  كما القت قنابل لمنع احد من الاقتراب، واسفرت الغارة عن سقوط شهيد وفق وزارة الصحة. واستهدفت مسيّرة اسرائيلية ليل (الاربعاء الخميس) دراجة نارية في منطقة كفرجوز النبطية ما ادى الى سقوط قتيلين. وكشف المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي ان جيش الدفاع قضى على قائد وحدة الصواريخ المضادة للدروع في مجمع شبعا في حزب الله.

النزوح: على خط الزيارات الخارجية لبيروت، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي والوفد المرافق وجرى عرضٌ لملف النزوح السوري الى لبنان والخطة التي أقرّتها الحكومة اللبنانية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم. وشدد الوزير رجّي على أن قضية النزوح السوري تمثل أولوية كبرى بالنسبة للبنان، وعلى مفوضية اللاجئين القيام بكل ما هو ممكن لاعادة النازحين ومساعدتهم في بلدهم بعدما باتت الظروف في سوريا مؤاتية. ودعا الوزير رجّي المفوضية الى التعاون بشكل أكبر مع لبنان في عملية تسجيل النازحين الموجودين على أراضيه، وجدد استعداد السلطات اللبنانية لمساعدة المفوضية بكل ما من شأنه تسهيل عودة النازحين. من جهته، أعرب غراندي عن تفهمه الكبير لما يعانيه لبنان جراء أزمة النزوح السوري، وعن تقديره للجهود التي تقوم بها الحكومة اللبنانية لإعادة النازحين، مبدياً دعم المفوضية الكامل للخطة التي وضعتها الحكومة في هذا الشأن. كما أكد غراندي وجود فرصة كبيرة حالياً لعودة النازحين الى بلدهم، مشددا على ضرورة دعم مشاريع إعادة الإعمار في سوريا لتسهيل هذه العودة. واستقبل رئيس الحكومة نواف سلام، غراندي، وجرى خلال اللقاء بحث ملف النازحين في لبنان، وانطلاقاً من خطة عودة النازحين التي أقرتها الحكومة، بشأن عودتهم إلى بلادهم، مشدداً على أهمية بذل جهد ثلاثي بالتنسيق بين لبنان والمفوضية والسلطات السورية بما يساهم في توفير الظروف الملائمة للعودة الآمنة والكريمة للاجئين إلى بلادهم، بالتوازي مع تأمين المساعدات الضرورية لتسهيل هذه العودة.

مكتب المجلس: سياسيا،  دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب المجلس، إلى إجتماع عند الاولى بعد ظهر الاثنين المقبل في  23 الجاري.

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o