Feb 15, 2025 3:51 PMClock
تحليل سياسي
  • Plus
  • Minus

حزم رسمي – أمني بعد شغب الجمعة.. والحزب يتحدى: لاعتصام اليوم!
الرئيس عون: لن نتساهل.. اجتماع وزاري طارئ: ما حصل ممنوع تكراره
ادانة دولية لـ"جريمة الحرب".. وأمل: بياننا الوزاري "التحرير بكل الوسائل"


المركزية- استنفرت الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها، لتوقيف مَن يحاولون تعكيرَ السلم الأهلي وتشويهَ صورة لبنان في عيون المجتمع الدولي والأممي وعرقلةَ إنطلاقة القطار الداخلي الجديدة نحو مرحلة أكثر إشراقا وبياضا، وذلك بعد أن بلغ بهم الأمر حد الاعتداء على اليونيفيل والجيش اللبناني والمدنيين، واستسهلوا قطعَ الشريان الحيوي الذي تمثّله طريق المطار واثارة الفوضى والشغب في العاصمة. الخميس والجمعة، تكرّر هذا السيناريو، لكنه أمس تخطى الحدود الحمر بعد أن كاد "الغاضبون" يقتلون مسؤولا في القوات الدولية. سبب هذا الغضب في العلن، ان الدولة منعت طائرة ايرانية هدد الاسرائيليون بقصفها، مِن الهبوط في مطار بيروت، أما الهدف الفعلي فقد يكون محاولة من حزب الله لترويع الحكم الجديد وتطويعه ليرضخ لشروطه السياسية والامنية و"الاستراتيجية"، في تكرار للعبة 7 ايار 2008. على اي حال، بدا حزب الله مصرّا على تحدي الدولة حيث دعت العلاقات الإعلامية في الحزب في بيان اصدرته بعد ظهر اليوم، الى المشاركة في الاعتصام الشعبي عند الساعة الرابعة عصر اليوم، عند جادة الامام الخميني طريق المطار القديم - جسر الكوكودي، "استنكاراً للتدخل الاسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية"، علما ان اعلامه كان اتهم امس "عناصر فوضويين غير منضبطين بمحاولة إحداث فوضى مشبوهة على طريق المطار"، قبل ان يقوم بحذف هذا الخبر... فهل يبقى التحرك اليوم مضبوطا أم يخرج عن الاطر السلمية التي حددتها رئاسة الجمهورية والحكومة والوزارات لاي احتجاح، وإلا اضطُرّت لفَضه؟

عون..لا تساهُل: الدولة منذ مساء امس، تحرّكت بحزم وقوة، لفتح الطرقات وملاحقة المعتدين على اليونيفيل ومثيري الشغب، وذلك بضوءٍ أخضر مُطلق من قصر بعبدا والسراي. فقد اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان ما حصل ليل امس على طريق المطار وفي عدد من المناطق في بيروت ، ممارسات مرفوضة ومدانة ومن غير المسموح ان تتكرر والقوى الامنية لن تتساهل مع اية جهة تتمادى في الاساءة إلى الاستقرار والسلم الاهلي في البلاد. وكان الرئيس عون تابع حتى ساعة متقدمة من صباح اليوم التطورات التي رافقت اقدام شبان على قطع الطرق واشعال النار في اطارات وقيامهم بأعمال شغب، واعطى توجيهاته إلى الجيش والقوى الامنية بوقف هذه الممارسات وفتح كل الطرق وازالة العوائق من الشوارع وملاحقة المخلين بالامن واعتقالهم وإحالتهم إلى القضاء الذي باشر تحقيقاته الميدانية. ودان  رئيس الجمهورية الاعتداء الذي تعرض له موكب نائب قائد قوة "اليونيفيل " في الجنوب الجنرال  النيبالي شوك بهادور داكال في اثناء مروره  على طريق المطار واطمأن إلى حالته على اثر إصابته بجروح نتيجة هذا الاعتداء، مؤكداً أن المعتدين سينالون عقابهم. وأهاب الرئيس عون بـ"الجميع عدم الانجرار وراء دعوات مشبوهة تؤدي الى ممارسات كتلك التي حصلت ليل امس"، لافتاً إلى أن "التعبير عن اي موقف يجب ان يكون سلمياً وان القوى الامنية ستقوم بواجبها في حفظ الامن إذا ما تجاوزت ردود الفعل الاطار المسموح به لاسيما إذا ما هددت أمن المواطنين وسلامتهم".

اجتماع وزاري طارئ: بدوره، وغداة اتصاله بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، مستنكراً بأشد العبارات "الإعتداء الإجرامي" حيث أكّد لهما أنه طلب من وزير الداخلية "اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين، والعمل على توقيفهم وتحويلهم إلى القضاء المختص لإجراء المقتضى"، ترأس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بعد الظهر في السراي الحكومي اجتماعا وزاريا لمتابعة المستجدات. وبعد الاجتماع، تحدث وزير العدل عادل نصار وقال : نرفض التعرّض للأملاك العامّة وندين التعرّض لليونيفيل واتّخذنا التدابير كافة لعدم تكرار أحداث طريق المطار ولتطبيق القوانين.. اما وزير وزير الأشغال فايز رسامني فقال: نعالج موضوع المواطنين اللبنانيين في طهران ولم تأتِ الأذونات من طهران. اضاف: سنغطّي كل المصاريف لتأمين عودة اللبنانيين من طهران ووزير الخارجية طلب اجتماعاً مع السفير الإيراني في لبنان، مشيرا الى ان "ما حصل أمس ممنوع أن يتكرر واتّخذنا قراراً بتحييد مطار بيروت وتوفير أمن المسافرين". وبعد الاجتماع، توجه سلام إلى قصر بعبدا لإطلاع رئيس الجمهورية على نتائج الاجتماعات التي عقدها اليوم لمتابعة آخر التطورات الأمنية. وتجدر الاشاررة الى ان ستبقى حركة الطيران معلقة حتى 18 الجاري على الاقل، بين لبنان وايران بعد قرار الاخيرة معاملةَ لبنان بالمثل. 

جريمة مرفوضة: الى ذلك، ترأس وزير الداخلية احمد الحجار اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الداخلي المركزي، لمتابعة الأوضاع الأمنية في ضوء الحوادث المستجدة. وبعد الاجتماع، أكّد وزير الداخليّة أنّ "الاعتداء على قوّات "اليونيفيل" يعتبر جريمة وهو مرفوض". وقال "التحقيقات ستستكمل بشكل جدي وسنلاحق الفاعلين بكلّ جدّية وهناك 25 موقوفاً لدى مخابرات الجيش يتمّ التحقيق معهم وموقوف لدى قوى الأمن". وأضاف "طلبت من الجيش والقوى الأمنية التشدد على الأرض للحفاظ على الأمن وحماية المواطنين"، مشدداً على أنّ "قطع الطرقات ممنوع".

مدهمات وتدابير: على الارض، نفذت وحدات من القوة الضاربة في الجيش اللبناني مداهمات واسعة في الضاحية الجنوبية اليوم لتوقيف متورطين في الاعتداءات. وسير الجيش اللبناني دوريات مؤلّلة في مختلف أرجاء الضاحية الجنوبية ضمن تدابير استثنائية ستستمر في الأيام المقبلة بعد الأحداث التي شهدتها طريق المطار.

لبنان متمسك باليونيفيل: من ناحيته، وفور عودته من مؤتمر باريس ليل أمس، باشر وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي إتصالاته بالتنسيق مع رئيس الحكومة حول مسألة الاعتداء على قوات اليونيفيل على طريق مطار رفيق الحريري الدولي. وفي هذا الإطار تواصل هاتفياً صباح اليوم مع لاثارو مطمئنا" عن وضع الجندي المصاب، والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جنين بلاسخارت حيث تشاور معها في الوضع القائم حاليا في الجنوب إضافة الى ضرورة إتمام الانسحاب الاسرائيلي الكامل في مدة أقصاها ١٨ شباط. وجرى البحث أيضا مع الحنرال لاثارو وبلاسخارت في وضع قوات حفظ السلام في ظل الاعتداء على قافلة تابعة لها بالأمس. وقد أدان الوزير رجّي أي إعتداء على عناصر اليونيفيل، وأعاد التشديد على تمسك لبنان بدور هذه القوات، ودعم عملها، وولايتها، ومهامها وفق لقرار مجلس الأمن ١٧٠١.

إدانة دولية ومحلية: وكانت المستجدات هذه محطَ ادانة محلية ودولية واسعة. الخارجية الأميركية نددت بالهجوم "العنيف على موكب لليونيفيل في بيروت الذي تردد أنه من تنفيذ مجموعة من أنصار حزب الله". وأشادت بالتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ جميع التدابير لمحاسبة المسؤولين عن هجوم بيروت وبالاستجابة السريعة للجيش اللبناني لمنع مزيد من العنف. واعتبرت الخارجية الفرنسية ان الاعتداءات على "اليونيفيل" في لبنان يمكن أن تشكّل جرائم حرب ودعت "القضاء اللبناني إلى محاكمة مرتكبي الهجوم".

لمحاسبة صارمة:  من جهته، استنكر حزب "القوات اللبنانية" أشدّ الاستنكار الاعتداء على "اليونيفيل" والجيش والقوى الأمنية والمواطنين أثناء مرورهم على طريق المطار، ورحِّبت بالبيانات والمواقف المندِّدة التي رفعت أي غطاء عن المخلِّين بالأمن والاستقرار، وطالبت الجهات المختصة القضائية والعسكرية بـ"توقيف المعتدين وإحالتهم إلى العدالة، لأن لا استقرار من دون محاسبة، وليس أي محاسبة بل محاسبة صارمة، ومن الضروري أن يشعر المواطن بالأمن والأمان، وبأن لا أحد قادر على تهديد حياته، وأن يلمس بأنّ لبنان دخل في مرحلة وطنية جديدة، وذلك من خلال منع تكرار ما حصل أولا، وتوقيف المعتدين ومحاكمتهم ثانيًا".

اتفاق وقف النار: على صعيد آخر، وعشية انقضاء مهلة اتفاق وقف النار جنوبا، لا يزال مصير الانسحاب الاسرائيلي ضبابيا، خاصة من النقاط الخمس التي تصر تل ابيب على البقاء فيها. واذ تستمر الاتصالات في لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق  على قدم وساق، تستمر ايضا الخروقات الاسرائيلية وعمليات الرحق والجرف والنسف.

"بياننا الوحيد": ليس بعيدا، أكد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل أنه "على كل الرعاة الذين عملوا من أجل الوصول إلى إنتخاب رئيس جديد، والى تشكيل حكومة، أن لا يضعوا أمامها هذا اللغم الكبير المتمثل ببقاء العدو الإسرائيلي في أرضنا". واعتبر من بلدة الصوانة ان "هذا تحدٍ سياسي ميداني بكل الأشكال والأوجه، ويجب التعاطي معه على هذا الأساس، بغض النظر عن كل ما يقال اليوم، عن كل ما يشاع حول صياغات مفترضة للبيان الوزاري، بياننا الأكيد هو رفض كل اشكال الإحتلال، هو رفض كل أشكال المسّ بالسيادة، وبياننا الوحيد، هو حق اللبنانيين في استخدام كل الأدوات والوسائل من أجل الدفاع عن سيادتهم وعن تحرير أرضهم."
***
 

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o