

تصعيد حدودي وتوغل اسرائيلي واستهدافات عشية انتهاء الهدنة
الجيش ينتشر جنوباً ويتلقى دعمًا اوروبياً عينياً لتأمين الاستقرار
الثنائي :المالية لنا...والقوات: يتهمنا بما يمتهنه...وعون: ترفعوا!
المركزية- كأن التاريخ يعيد نفسه بالنسبة إلى البعض. ولو بشكل آخر. بعضٌ يتعاطى مع ملف تشكيل الحكومة على قاعدة من يفرض كلمته وقراره ملقياً تهم العرقلة تكرارا على الفريق المسيحي. هو ربما احد سبل الإنتقام، ولئن من يظن انه ينتقم منه، لم يرتكب ما يستحق رد الفعل . او ربما انتقام من اختناق طويل ومديد جراء اندحار محور كان ينعشه بأوكسيجين فائض القوة. والحقيقة ان كل ما يروّج سيبقى "لا حقيقة"حتى لحظة اعلان مراسيم تشكيل الحكومة المتوقع الا تبصر النور هذا الاسبوع بل الذي بعده على الارجح.
اما المحور الاخر، والشغل الشاغل للمسؤولين، فحدودي مشوب بالقلق على مسافة ايام من انتهاء مهلة اتفاق وقف النار، الاحد المقبل، اذ لا مؤشرات الى انسحاب اسرائيلي وشيك بل العكس تماما، وهنا ايضا تذهب التوقعات الى عدم الانسحاب في المهلة المحددة وربما ابعد منها بكثير.
نسف وتفجير: اليوم، صعدت القوات الاسرائيلية من وتيرة تعدياتها على أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة لالحاق الاذى اكثر في القرى الحدودية. وفيما أشارت المعلومات الى أن قوة إسرائيلية توغلت اليوم في بلدة الطيبة بإتجاه دير سريان، شنت مسيرة اسرائيلية غارة بين وادي خنسة والمجيدية - قضاء حاصبيا. وبعد الظهر، عثر على المواطن محمد ترمس من بلدة طلوسة ، جثة في داخل سيارته من نوع "رابيد " بالقرب من المسجد في وادي السلوقي لجهة أطراف بلدة مجدل سلم . وكان ترمس يحاول التوجه أمس الى بلدته طلوسة، فأطلق في اتجاهه الجيش الاسرائيلي رصاصات عدة ادت الى مقتله، وسحب الصليب الاحمر اللبناني جثته. وعمد الجيش الاسرائيلي ظهر اليوم الى نسف وتفجير عدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب وأطراف بلدة حانين في قضاء بنت جبيل. وأنهى بناء الجدار الاسمنتي بين لبنان وفلسطين المحتلة على طول الخط الأزرق من يارين إلى الضهيرة. كما قام الجيش الاسرائيلي بعمليات تفجير بين مركبا ورب ثلاثين في محيط جبل وردة. ونفّذ ثلاثة تفجيرات في القطاع الشرقي، الاول عند أطراف حولا لجهة وادي السلوقي والثاني في بلدة مركبا والثالث في بلدة الطيبة، حيث أقدم على تفجير وحرق ثمانية منازل في بلدة الطيبة والقى القنابل واطلق الرصاص بصورة مستمرة.
الجيش ينتشر: في المقابل، انجز الجيش اللبناني اليوم انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل" بحيث تمركزت عدة اليات مدرعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولا حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقي لبلدة شبعا واستقبل اهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والارز. كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم.
60 مليونا: ليس بعيدا، اعتمد المجلس الأوروبي اليوم تدبير مساعدات ثالث في إطار آلية السلام الأوروبية بقيمة 60 مليون يورو لصالح الجيش اللبناني. يساهم التدبير بحسب بيان، في تعزيز قدرات الجيش اللبناني لتمكينه - بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 1701 - من إعادة الانتشار وتأمين الاستقرار في قطاع جنوب الليطاني والحفاظ عليه. وبذلك سيساهم هذا التدبير في حماية السكان المدنيين في المنطقة. كما سيعمل على تعزيز القدرات العملياتية للجيش اللبناني وفعاليتها للمساهمة في الأمن والاستقرار الوطنيين والإقليميين، وتالياً السماح للمدنيين النازحين على الجانبين بالعودة إلى ديارهم.
المالية للثنائي: وسط هذه الاجواء، وعشية وصول وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان الى بيروت، يبدو ان اتصالات تشكيل الحكومة ليست مسهّلة كثيرا سيما وأن بعض الاطراف بدأ ينتقد أداء الرئيس المكلف نواف سلام ومنهم تكتل الاعتدال الوطني، وايضا، مع حديث نواب أمل عن حسم حقيبة المالية، للثنائي الشيعي. في السياق، كشف عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة في حديث اذاعي عن أن "حقيبة المالية حُسمت لصالح الثنائي الشيعي"، لافتا إلى أن "رئيس الحكومة نواف سلام يشكّل الحكومة في ظروف معقدة وبسرعة قياسية"... ايضا، أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، على "ان التفاهم بين الرئيس المكلف و"الثنائي الشيعي" حول وزارة المالية كان واضحا منذ البداية"، مؤكدا "ان هذا الموضوع أصبح شبه نهائي". وتوقع "ان تبصر الحكومة النور خلال أيام قليلة اذا ما تم تذليل العقبات التي يعرفها الرئيس المكلف والتي ليست موجودة عند "الثنائي" وانما عند الآخرين".
حليمة وعاداتها: في المقابل، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" بيان قالت فيه "عشية كلّ استحقاق تعود "حليمة إلى عادتها القديمة"، وحليمة هي الممانعة، وعاداتها القديمة، هي التعطيل والعرقلة واتهام الآخرين زورًا بما تمتهنه وتقوم به. فالتعطيل الرئاسي لم يمرّ عليه الزمن بعد، حيث أقفلت مجلس النواب لأكثر من سنتين وشهرين ورمت الشغور عند المسيحيين وعدم اتفاقهم برغم تقاطع أكثريّتهم الساحقة وقتذاك على مرشّح، وبرغم مطالبات هذه الأكثرية الساحقة بجلسة مفتوحة بدورات متتالية، ولكن لا حياة لمن تنادي: تعطيل مكشوف وترويج ممجوج. ومناسبة هذا الكلام محاولة الممانعة تكرار الشيء نفسه في التأليف، إن بالعرقلة أو برمي تهمة العرقلة على المسيحيين في محاولة لإثارة الغبار السياسي لتغطية وضعها للعصي في دواليب التأليف، وهذا ما يستدعي التأكيد على النقاط الآتية: أولا، التعطيل هو نهج تعتمده الممانعة سعيًا إلى انتزاع المكاسب مقابل التراجع عنه، ولم يعد هذا الأسلوب ينطلي على أحد. ثانيًا، مَن عطّل الانتخابات الرئاسية، ومَن "حرد" من نتائج استشارات التكليف فقاطع استشارات التأليف، يواصل سياسة التعطيل نفسها. ثالثًا، من الضروري أن تتّعظ الممانعة بأنّ سياسة التعطيل والابتزاز سقطت هذه المرة في انتخاب رئيس الجمهورية وفي تكليف رئيس الحكومة، وما ينطبق على سقوطها في الانتخاب والتكليف سينسحب على التأليف، لأن قطار الدولة انطلق ولا إمكانية للعودة إلى السياسات الماضوية. رابعًا، لو كان هناك من مشكلة لدى الكتل المسيحية لكانت عبرّت عنها بمواقف واضحة وجلية، ولكن لم يصدر عن هذه الكتل اي مواقف معترضة حتى الآن. خامسًا، إنّ الذي يؤخِّر المسار التأليفي يكمن في محاولة الفريق الممانع فرض أسماء معينة لحقائب معينة، كما محاولة إلزام رئيس الحكومة بسياسة معينة للحكومة وتضمينها في البيان الوزاري، الأمر الذي ترفضه جميع القوى السياسية التي تتعامل مع تأليف الحكومة كاستكمال لخطوتي الانتخاب والتكليف بهدف الانطلاق بمشروع الدولة نحو المستقبل وقطع الطريق نهائيًّا على مشروع الدويلة.
زمن الاول تحول: ايضا، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط على منصة "X”: على الرغم من تقديرنا لرئيس الجمهورية والرئيس المكلّف ورغبة كل منهما في إحداث التغيير، إلا أن ممارسات البعض بفرض الحقائب والأسماء يدل على "أن زمن الأول بعدو ما تحوّل". إحترام الدستور والتقيّد به واجب وضرورة للانتقال إلى ما ينقذ لبنان ويتمنّاه شعبه. شكّلوا حكومة بحجم آمال وتطلعات اللبنانيين تنقذ لبنان وتعيد الثقة بموسساته الرسمية.
وحدة المبادئ: وعقدت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر إجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل فبحثت في إستحقاق تشكيل الحكومة وأصدرت بيانا جاء فيه: ناقشت الهيئة مسألة مشاركة التيار في الحكومة من جميع جوانبها وأكّدت على إستعداده لتقديم كل التسهيلات الممكنة من أجل قيام حكومة إصلاحيين ببرنامج إصلاحي وسيادي واضح. وأكدت الهيئة السياسية أن ألف باء الإصلاح وباب نجاح التشكيلة الحكومية هو الإلتزام بوحدة المبادئ والأسس لتأليفها، فلا يكون اي تمييز او تفضيل بين المكوّنات، بل عدالة بالمعايير بين القوى السياسية والنيابية بحجم تمثيلها الشعبي وقدراتها التنفيذية والاصلاحية. وأعربت الهيئة عن الأمل في أن تتشكل الحكومة ضمن مهلة زمنية معقولة وأن تحدث بوزرائها وبيانها وبرنامجها الفعلي صدمة إيجابية ينتظرها اللبنانيون جميعاً.
الرئيس للترفع: من جانبه، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خلال اللقاءات التي عقدها قبل الظهر على ضرورة "الترفع عن كافة الصغائر كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل"، معتبرا ان من أهم أهداف الإستعجال بتشكيلها هو الإسراع في إعادة إعمار المناطق التي تضررت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وإذ شدد على أهمية دور المجلس الدستوري في صيانة الدستور، اعتبر الرئيس عون انه "لولا دورالقضاء لأصبحنا في شريعة الغاب"، مبديا تصميمه على المضي قدما في إقرار قانون استقلالية القضاء، ومشيرا في الوقت عينه الى ضرورة ان يقتنع كل قاض بأهمية هذه الاستقلالية، وان يعمل القضاة وفق قناعاتهم تجاه المصلحة العامة لا وفق المصلحة الشخصية.
إخترنا لك
-
استنفار لبناني لالزام تل ابيب بالانسحاب من النقاط الخمس باريس تدعو...
2025-02-19 16:32:00 تحليل سياسي -
اسرائيل انسحبت الا من النقاط الخمس ولبنان الرسمي يتحرك اجتماع ثلا...
2025-02-18 16:31:00 تحليل سياسي -
ساعات قبل انتهاء مهلة الانسحاب الاسرائيلي...موقع قبالة كل بلدة حدود...
2025-02-17 16:30:00 تحليل سياسي