Jan 20, 2025 4:46 PMClock
خاص
  • Plus
  • Minus

ترامب يقسم على عهد "صناعة السلام" ويكمل من حيث توقفت إتفاقيات "إبراهام"... السعودية أولا!

جوانا فرحات

المركزية – السابعة مساء بالتوقيت المحلي يقسم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب اليمين من داخل قبة مبنى الكابيتول بعدما كان مقررا أن يكون من على درج المبنى. إلا أن الظروف المناخية وشدة البرد فرضت تعديل البروتوكول.

خلال حملته الإنتخابية وعد ترامب بأن يُنهي الحروب التي اندلعت بعد انتهاء فترة رئاسته الأولى وفعلها.وعندما انتخب رئيساً، أطلق تصريحه الشهير بأن أبواب الجحيم ستفتح في الشرق الأوسط إذا لم يُطلَق سراح الرهائن ويتوقف إطلاق النار في غزة. وقبل 24 ساعة من موعد احتفالية تنصيبه وافقت إسرائيل وحماس على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبدأت عملية إطلاق سراح الأسرى والموزعة على ثلاث مراحل. فكيف ستكون سياسة ترامب الثانية بعدما أظهرت التجربة الرئاسية الأولى أن الرجل يعمل دائمًا على إيجاد حلول للمشاكل على قاعدة "لمرة واحدة وللأبد"، وقد ظهر هذا جليًا في الجهود التي بذلها وإدارته للدفع باتجاه عملية السلام في الشرق الأوسط التي كانت مجمدة منذ تسعينيات القرن الماضي، ونجح في إحداث خرق كبير من الخليج حتى المغرب العربي.

مصادر متابعة لمسار التحولات التي بدأت في المنطقة منذ انتخاب ترامب تشير لـ"المركزية" الى أن الرئيس الأميركي لا يفكر في سياسة أنصاف الحلول. وهو يريد بعد عودته إلى البيت الأبيض استكمال الجهود من المكان الذي توقف فيه قطار السلام واتفاقية إبراهام عند خروجه من الحكم في المرة الأولى الذي دخله عام 2016 ، وهذا يعني أن لا عودة إلى ما قبل الاتفاقية في حل الحروب والنزاعات.

لحظة يدخل ترامب البيت الأبيض ثانية بعد المرة الأولى عام 2016 يدخل الشرق الأوسط والعالم مرحلة جديدة تبدأ بتنفيذ الوعد الذي قطعه بإحلال السلام . فهل يتحقق ذلك؟ وهل من قدرة للشروع في استكمال ما ورد في اتفاقيات إبراهيم؟

تؤكد مصادر متابعة للشأن الأميركي أن انتصار ترامب في انتخابات 2024 تاريخي بعدما عانى الأمرّين في مرحلة الحكم الأولى ثم بعد هزيمته في انتخابات 2020، حتى اعتقد الجميع أن مشواره السياسي قد انتهى إلى غير رجعة بفعل الضغوطات السياسية والقضائية التي لاحقته قبل أن يعلن ترشحه للانتخابات الأخيرة ويحظى بتمثيل حزبه، ثم ينتصر ليصبح ثاني رئيس أميركي في التاريخ يتولى المنصب لفترتين متباعدتين منذ الرئيس جروفر كليفلاند.هذه المرة سيكمل ترامب مشروعه الذي بدأه عام 2016 أي تحقيق السلام التام في الشرق الأوسط وبعدّة جديدة مع فريق عمل جديد والأهم بزوادة مكتملة من الخبرة السياسية التي كان يفتقدها في مرحلة الحكم الأولى.

صحيح أن الملف الاقتصادي والتضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود شكّل حجر زاوية الانتصار بالنسبة لترمب، خصوصا أن الناخب الأميركي يضع الاقتصاد فوق أي ملف آخر، وإدارة بايدن لم تنجح في الأعوام الأخيرة في الحد من التضخم وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، وقد نجح ترامب في استمالة الطبقة العمالية بدءا بتعهده عدم فرض ضريبة على أموال البقشيش وكذلك على ساعات العمل الإضافي، ثم عاد ليظهر في مطعم ماكدونالدز ليقدم وجبات سريعة إلى الزبائن، وفي مرة ثانية ارتدى سترة عمال القمامة ليوجه رسالة إلى العمال الأميركيين أنه غير بعيد عنهم، ويعرف همومهم. كل هذا أعطاه الدفع والزخم المطلوبين ليسحق منافسته في الحزب الديمقراطي كامالا هاريس. لكن ما ليس خافيا أن ترامب بدأ يعد فريق عمله قبل حوالى العام والنصف ويعقد اجتماعات دورية للتعامل مع كل دول العالم بدءا من الشرق الأوسط مرورا بأفريقيا وصولا إلى الصين.

وبحسب المصادر، فإن ترامب مصر على استعادة فخر الصناعة الأميركية وعودة الشركات التي تستثمر طاقاتها وأموالها في الصين إلى بلدها الأم أميركا.في المقابل، سيمنع تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى الصين ويتعامل معها كدولة منافسة إقتصاديا من دون أن تتطور الأمور إلى حد التوسع عسكريا .فعهد الحروب والغطرسة انتهى .

في ملف الشرق الأوسط، تقول المصادر أن ترامب لا يزال عند قراره في تطبيق اتفاقية إبراهام والبداية من حليفه الأول المملكة العربية السعودية مرورا بكل دول الخليج والبلدان العربية وسيضع أمامهم الإتفاقية ويفتح باب التفاوض للسير بها ومجرد أن توافق المملكة على توقيع الإتفاقية لا يعود أمام أي دولة خيار الرفض خصوصا أن الملف سيطرح على طاولة جامعة الدول العربية.

في السياسة الدولية، تؤكد المصادر أن عهد ترامب سيشهد نهاية الحرب بين أوكرانيا وروسيا على قاعدة تخلي الأولى عن بعض الأراضي الأوكرانية ووفق اتفاق يوقع بين فولودومير زيلينسكي وفلاديمير بوتين يحفظ ماء الوجه للأخير وينص على تخليه عن خطة احتلال كييف، بعدما استنفد قدراته العسكرية والمادية. وفي حال سار الطرفان بالإتفاق يسير بخطة الدعم.

 إذا ما نجح ترامب في إنهاء الصراعات وجلب السلام الشرعي لكل من أوكرانيا والصراع العربي الإسرائيلي فسيكون أحسن استخدام الدبلوماسية باعتبارها الأداة الأكثر فعالية لحل النزاعات. أما إذا فشلت جهوده غير التقليدية، القائمة على إعطاء الأولوية لتوازنات القوى على حساب الحقوق المشروعة، فقد يجد نفسه ملزما في المخاطرة وتجاوز مبادئ القانون الدولي التي تحكم النزاعات الإقليمية والصراعات الوطنية. ومثل هذا السيناريو قد تكون له عواقب وخيمة وفق المصادر. وتختم " عنوان عهد ترامب سيكون صناعة السلام أو وإيصال العالم إلى مكان أفضل. لكن إذا اصطدم بخضات عسكرية وتطلب الأمر إجراء عملية جراحية في مكان ما سيفعلها". 

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o