المركزية – صرّح مسؤولون كبار في حزب "يهدوت هتوراه" بأن الاجتماع الذي عقد الليلة الماضية مع رئيس لجنة الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، بشأن أزمة قانون التجنيد، كان فاشلا فشلاً ذريعًا. وأضافوا أن رئيس حزب "ديغل هتوراه"، عضو الكنيست موشيه غافني، تلقى تعليمات بالانسحاب من الائتلاف والعمل على حل الحكومة.
وأوعز زعيم حزب "ديغل هتوراه"، الحاخام لاندو، لأعضاء الحزب في الكنيست بدعم قانون حل الكنيست. في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة الحزب "يتيد نئمان" صباح اليوم أن ممثلي الحريديم يواصلون محادثاتهم لدفع مشروع قانون الإعفاء.
وأضافت الصحيفة: "في هذه الأيام تُختبر قيادة رئيس الوزراء نتنياهو، لمعرفة مدى التزامه بوعوده وتعهداته بتنظيم وضع طلاب التوراة".
من جهة أخرى، كشفت مصادر إسرائيلية عن قلق متزايد لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب تغييرات مفاجئة في الإدارة الأميركية شملت إقالة مسؤولين كبار معروفين بتأييدهم لإسرائيل، وأكدت أن الإقالات تعكس اتساع الهوة بين إسرائيل وإدارة الرئيس دونالد ترامب.
وتزايد النقاش في الأسابيع الأخيرة بشأن تدهور العلاقة بين ترامب ونتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب- بسبب خلافات بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والمفاوضات مع إيران بخصوص ملفها النووي.
فهل تؤدي كل هذه المعطيات الى سقوط حكومة نتنياهو؟
السفير السابق لدى واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان "في النظام الاسرائيلي من الصعب جدا إقالة رئيس وزراء، إلا إذا استقالت وزارته أو استقال ما يكفي من الوزراء لإسقاط الحكومة. لكن نتنياهو يستميت للبقاء في الحكم أو يصل الى الانتصار الكبير الذي يتحدث عنه، لأن الخروج من الحكم الآن يعني فشله. كما انه يواجه دعاوى قضائية. ويشبه وضعه وضع ايهود اولمرت عندما غزا لبنان عام 2006، عندما انتهت الحرب أسقطوه وانتهى في السجن بسبب الدعاوى المقامة ضده. لذلك، اعتقد ان نتنياهو لهذا السبب يستميت للبقاء في الحكم وليس لأسباب ايديولوجية او غيرها. إذا خرج منكسرا من هذه المواجهة مع حركة "حماس" او على الأقل غير منتصر انتصارا واضحا، سيصبح في السجن، لذلك هو مصرّ على البقاء في الحكم كي يتفادى السجن".
ويشير طبارة الى ان "كثيرين يريدون إقالة نتنياهو، أكان من جهة المتطرفين الذين يهددونه بالانسحاب من الحكومة في حال ساير الأميركيين على حساب الاسرائيليين، أم من جهة المعارضة أو أهالي الاسرى أو الاميركيين أو مجموعات أخرى"، معتبرًا ان "خلاف ترامب مع نتنياهو شخصي جدا، ليس لأنه يكرهه، بل لأن هم ترامب الاساسي الحصول على جائزة نوبل للسلام من خلال تحقيق السلام في العالم. وهو يشعر بالغيرة من الرئيس باراك اوباما الذي في بداية عهده وقبل ان يقوم بأي إنجازات، حصل على جائزة نوبل. بينما هو عقد اتفاقات أبراهام ولم يحصل عليها، لذلك يحاول اليوم المستحيل لذلك. اما نتنياهو فيريد إكمال الحرب، ما أدى الى مواجهة بينهما.
ويستطرد: " الى متى تستمر المواجهة، هذا أمر آخر. اللوبي الاسرائيلي لم يتحرك بعد. وفي حال تحركه، هل يستطيع ترامب ان يواجهه. هذه قضية أخرى. لذلك، هناك ضغوط يمارسها ترامب لمحاولة إقالة نتنياهو، إلا أنه يتخوف من أن يذهب نتنياهو ويأتي رئيس وزراء اكثر تطرفاً. من هنا الحديث عن إقالة نتنياهو. لكن لا إقالة إلا إذا سقطت الحكومة، وعندها تذهب البلاد الى انتخابات جديدة، وقد يفوز مجددا ".
ويختم: "نتنياهو يساير المتطرفين ليس حبًا بل خوفًا من مواجهة السجن في حال معارضتهم، هي لعبة شد حبال بينهما، فالى أين ستصل؟ هل سيقومون بانقلاب ضده؟ برأيي، ستبقى الامور في حال "ستاتيكو" لأن النظام الاسرائيلي يقتضي ذلك ".