المركزية- عقد نقيبا اطباء لبنان في بيروت المنتهية ولايته البروفسور يوسف بخاش والمنتخب البروفسور الياس شلالا مؤتمراً صحافياً تم خلاله حفل التسلم والتسليم بحضور اعضاء مجلس النقابة.
وبدأه بخاش بكلمة شكر فيها المجلس والجهاز الاداري على تعاونهم المثمر وقال: هذه المرة اطل عليكم كنقيب انهى ولايته حديثا لاستعرض معكم ما انجزناه بالتعاون مع مجلس النقابة والادارة العامة من ملفات كانت عالقة، وتلك العالقة التي تتطلب متابعات.
في الواقع لم ابدأ العمل منذ ان كنت نقيبا منتخبا، بل في اعقاب انفجار المرفأ الذي دمر قسما من مبنى النقابة. فكان لا بد لي ان اتوجه الى العاصمة الفرنسية بمبادرة شخصية مني والتقيت اصدقاء في النقابة الفرنسية وتمكنت من الحصول بواسطتهم على مساعدة مادية بقيمة حوالي ١١٠ الاف يورو تحولت بكاملها الى النقاب . وبدأت اعمال الترميم وها هي اليوم عادت الى رونقها كما في السابق جاهزة لاستقبال كل طبيب واي من انواع المؤتمرات العلمية والطبية.
أضاف: الكل يعلم انني استلمت صندوقا فارغا من المال مع موازنة هزيلة لا يمكن لها أن تسد حاجيات النقابة، وها نحن اليوم نسلم الخلف صندوقا فيه أكثر من ثمانية ملايين دولار نقدا، بعدما كانت النقابة تستوفي رسومها بالليرة اللبنانية وعلى تسعيرة 1500 ليرة لبنانية لكل دولار، وانه بسعي شخصي منه وبالتعاون مع دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الصحة فراس الابيض آنذاك، تمكنت وبمدة قياسية لم تتعدَ الشهر من تصحيح المسار وتسعير مساهمة شركات الادوية بالسعر المتداول والمعتمد على منصة تسعير الدواء الرسمية، أي بسعره الفعلي وهذا ما ساهم في تعزيز محتويات صندوق النقابة النقدية.
وانسجاماً مع تطور قدرات الصناديق النقدية عمدنا الى رفع المعاش التقاعدي منذ بداية الولاية الى اليوم. مع الاشارة الى أن هناك مشروعاً أمام لجنة التقاعد لرفع المعاش التقاعدي مجددا بعد تكوين احتياطي مالي يسمح بالاستمرار مهما تبدلت الظروف. كما تمكن مجلسنا من اعادة صياغة الاتفاقات مع شركات التأمين وتحديثها ودولرتها واعادتها الى ما كانت عليه قبل الازمة وهذا ما ساعد على تشكيل موجة هجرة طبية عكسية باتجاه لبنان. وما على النقيب السلف إلا أن ينفذ زيادة الخمسة بالمئة إضافة على المئة بالمئة الحالية لتصبح الاضافة تصاعدية أي 105 بالمئة بحسب نص الاتفاق الموقع بين الطرفين. الى ذلك تمكنا من خلال تواصلنا مع وزارة الصحة وادارة الضمان الاجتماعي من تحسين التسعيرات المعتمدة للرموز والاعمال الطبية بشكل عادل لمصلحة الطبيب والمريض على حد سواء.
أضاف بخاش: أعدنا النقابة الى الخريطة الدولية والاقليمية فقد عقدنا مؤتمرين للطب الاغترابي وأعددنا مؤتمراً هذه السنة بنسخته الثالثة وحولناه الى عرف وتقليد لوصل أطباء الانتشار في ما بينهم من جهة وبينهم وبين نقابتهم الام من جهة ثانية. وفعّلنا المؤتمرات العلمية ودفعنا بالجمعيات العلمية والطبية الى عقد مؤتمرات علمية وتخصصية كل واحدة منها بمجالها الطبي والعلمي. فضلا عن تصحيح رواتب وأجور العاملين في النقابة بما يتلاءم والاوضاع الاقتصادية السائدة في البلاد وتحقيقا للحد الادنى من الحياة الكريمة لكل فرد منهم.
من جهة ثانية عقدنا ورشة عمل بحضور الوزراء المعنيين وممثلين عنهم لتعديل قوانين الحصانة الطبية وتطويرها بما يحفظ حق الطبيب. اما من ناحية الملفات التي تحتاج الى متابعة فابرزها استمرار التواصل مع الضمان الاجتماعي لتفعيل الشراكة معها لتحسين شروط التعاقد والتسعيرات والرموز المعتمدة.
وختم شاكراً المجلس الذي تعاون معه خير تعاون، والاداريين والموظفين والمستشارين على جهودهم، مذكراً بأن ولايته كنقيب وكأعضاء مجلس على حد سواء شهدت أكثر من أربعمئة يوم من الحروب المدمرة تخللها ضغط هائل على القطاع الطبي لم يشهده من قبل. فتحولت النقابة في ذلك الحين الى خلية طوارئ في ظل تعليق العمل الرسمي الاداري. ما حال دون متابعة بعض القوانين وتنفبيذ ما لم ينفذ منها على غرار استيفاء الرسوم الملحوظة في القانون والعائدة للمعدات والمستلزمات الطبية.
شلالا
وردّ شلالا بكلمة اكد فيها ان نقابة الاطباء هي امانة وانه سيحافظ عليها، واصفا المرحلة بالجديدة التي تتطلب عملا موازيا لانطلاقة لبنان الجديد، لا سيما ان القطاع الطبي عانى ما عانه خلال السنوات الاخيرة واثبت قدرته على تخطي الصعاب .
أضاف: اشكر الزملاء الذين عملوا في مجلس النقابة وانجزوا ما انجزوه، وارحب بالزملاء الجدد الذين انضموا الى مجلس النقابة واتعهد باستكمال المسيرة خصوصا في الامور التي تهم الاطباء وتعنيهم خلال ممارستهم الطبية اليومية .
وتابع: لقد سنحت الظروف ان التقي زملاء منتشرين على مساحة الوطن من شماله الى جنوبه فبقاعه وتعرفت على مشاكلهم. وعلى عكس ما يظنه البعض فان للاطباء تحديات كما سائر اللبنانيين. والاصعب ان نرى طبيبا أفنى عمره في خدمة المريض وهو عاجز في تقاعده عن استكمال حياته بكرامة .
وختم: كل هذه التحديات ستكون مدار متابعة بالرغم من ان كلنا يعرف ان في لبنان الامور تأخذ وقتها، ولكن مع المتابعة والمثابرة لا بد من الوصول الى الخواتيم المرجوة وذلك بعد توزيع المهام على الزملاء والاخذ بالاعتبار الروتين الاداري الذي يحول دون السرعة في استصدار القوانين. لن ازيد على امل ان تسمح لنا ظروف البلاد بأن تكون السنوات الثلاث المقبلة مثمرة ونحن على ابواب عهد جديد نتمناه خيرا وسلاما لكل لبنان.