المركزية- عشية جلسة تشريعية بنودها ساخنة انتخابيا ومالياً، مع زحمة اقتراحات قوانين يختص معظمها بانتخابات العاصمة ضمانا للمناصفة، جاءت من العاصمة الاميركية إشادة "أورتاغوسية" جد مهمة برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، من قلب السفارة اللبنانية، حيث اشارت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الى "نُدرة القادة الذين يتحلون بالشجاعة الحقيقية الذين هم على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة لتغيير مسار بلادهم، وقد رأت هذه الشجاعة في الرئيس جوزاف عون".
ولم يقتصر كلام اورتاغوس على رئيس البلاد بل شمل شعب لبنان اذ قالت "كثيرًا ما أتحدث عن الجالية اللبنانية، وخصوصًا هنا في الولايات المتحدة، كواحدة من أكثر الجاليات نجاحًا وثقافة وتعليمًا في العالم. وسواء كنا مقيمين هنا أو في لبنان، فإن هدفنا واحد: ليس فقط إصلاح لبنان، بل إعادة إحيائه".
جرعات من الامل والتفاؤل ضختها المسؤولة الاميركية يؤمل ان تُترجمها ادارتها مساعدة للبنان إن لناحية حمل اسرائيل على الانسحاب من نقاط ما زالت تحتلها في لبنان او او لجهة استمرار تقديم الدعم للمؤسسة العسكرية لانجاز المهام الجسام الملقاة على عاتقها وتسهيل حصول لبنان على قروض يحتاجها بشدة لنهوضه وهي قادرة على خفض منسوب الشروط الدولية ليتمكن من الاقلاع مجدداً.
جابر: في السياق، أكد وزير المال ياسين جابر خلال حفل استقبال أقيم في السفارة اللبنانية في واشنطن، لمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، "أننا مؤمنون بضرورة الإصلاح وان كلٌّ منا، في وزارته، يعمل بكل جهد وتحت توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لدفع عملية الإصلاح". وقال "إننا لا نقوم بهذه الإصلاحات لإرضاء صندوق النقد أو أي جهة خارجية، بل نقوم بها لأننا بحاجة ماسّة إليها من أجل شعبنا، ومن أجل مستقبل بلدنا، ولكي نصنع من لبنان وطنًا أفضل؛ وطنًا يعود إليه أولادكم وأولادي، ويجدون فيه الأمل والفرص". وأضاف "لقد أضعنا الكثير من الوقت عبر السنوات، وما جرى خلال العقود الماضية يصعب تصديقه. كيف يمكن لبلد مثل لبنان، الغني بالكفاءات والعقول اللامعة، أن يمر بما مرّ به؟ أن يتم إنفاق ملايين الدولارات مقابل بضع ساعات من الكهرباء يوميًا هو أمر لا يُصدَّق. لهذا السبب، فإن هذه الحكومة ملتزمة ببرنامج إصلاحي جريء وطموح. الإصلاح البنيوي لا يعني فقط تغيير الأشخاص أو المواقع، بل تغيير آليات العمل، وإحداث تحوّل حقيقي في طريقة إدارة الدولة. ولحسن الحظ، لدينا اليوم العديد من القوانين التي تسمح لنا بالمضي قدمًا في هذا التغيير". وتابع "لقد أعلنت الحكومة اليوم عن مسارات شفافة لاختيار الكفاءات المناسبة لإدارة مؤسسات الدولة، وهناك تفاعل كبير من اللبنانيين في الداخل وفي الانتشار. ولفت الى انه "في الظروف الطبيعية، يتم ترتيب الأولويات بشكل عمودي: أولوية أولى، ثانية، ثالثة. أما اليوم، فإن أجندتنا أفقية: كل الملفات أولوية. علينا التفاوض مع حملة اليوروبوند، وإيجاد حلّ لأزمة القطاع المصرفي والمودعين، والتعاطي بجدية مع المؤسسات الدولية في مختلف ملفات الإصلاح". وأكد أن الوفد لم يأت فقط من أجل التمويل، "رغم أن التمويل قد يأتي في وقت لاحق بعد تنفيذ الإصلاحات. لكن الأهم أننا نأتي من أجل إعادة بناء الثقة، الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي، وأيضًا بين لبنان وأشقائه العرب، ونحن نتفاوض مع صندوق النقد، ليس بدافع العاطفة أو الإعجاب، بل لأنه يمثل اليوم البوابة الأساسية لاستعادة الثقة. نريد أن نؤكد للعالم، ولكل من يفكر بالاستثمار والمساهمة في إعمار لبنان، أن لبنان جادّ ويتقدم بسرعة نحو الأمام".
كنعان: ايضا، التقى رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في واشنطن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس وعرض معها لأولويات المرحلة المقبلة الإصلاحية والمؤسساتية لاستعادة لبنان للثقة ولعافيته الاقتصادية لاسيما من خلال رؤية متكاملة تأتي من ضمنها التشريعات المالية والإصلاحية ومعالجة الفجوة المالية، كما أهمية زيادة دعم الجيش اللبناني للقيام بالمهام الموكلة إليه في سياق تطبيق القرار ١٧٠١ وحفظ الاستقرار على كامل التراب اللبناني ، وضرورة إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته وانسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية. كما تتطرق البحث لعودة النازحين السوريين الى بلادهم في ضوء المرحلة الجديدة التي تشهدها سوريا وعدم قدرة لبنان على تحمّل المزيد من أعباء هذا الملف.
اورتاغوس: ليس بعيدا، أكدت أورتاغوس أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سيزور الشرق الأوسط، في أول زيارة رسمية، وسيتوجه إلى المملكة العربية السعودية، لافتة الى ان الادارة الاميركية تولي أهمية لمنطقة الشرق الاوسط. واشارت خلال حفل استقبال في السفارة اللبنانية في واشنطن، بمناسبة مشاركة وفد رسمي لبناني في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي "الى نُدرة القادة الذين يتحلون بالشجاعة الحقيقية الذين هم على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة لتغيير مسار بلادهم، وأنها ذكرت ذلك لحاكم مصرف لبنان، ورأت هذه الشجاعة في الرئيس جوزاف عون، قائلة "لقد شهدت قائدًا مصممًا على اتخاذ القرارات الجريئة والضرورية لوضع لبنان على طريق التعافي." وتابعت "كثيرًا ما أتحدث عن الجالية اللبنانية، وخصوصًا هنا في الولايات المتحدة، كواحدة من أكثر الجاليات نجاحًا وثقافة وتعليمًا في العالم. وسواء كنا مقيمين هنا أو في لبنان، فإن هدفنا واحد: ليس فقط إصلاح لبنان، بل إعادة إحيائه، ولا أتحدث عن العودة إلى عام 1975 أو إلى ما يسمى "أيام المجد"، بل أتحدث عن بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا مما شهده لبنان في تاريخه، لأنني أعلم أن لبنان يملك هذه الإمكانات." ولفتت الى ان "لبنان لن يتمكن من بلوغ هذا المستقبل من دون قيادة شجاعة وجريئة، فأنتم بحاجة إلى قادة مثل الرئيس عون، ورئيس الحكومة، والسادة الواقفين هنا بجانبي قادة مستعدون لاتخاذ الخطوات الصعبة والضرورية: الإصلاح، إعادة بناء الاقتصاد، استعادة الدولة، وضمان احتكارها للسلاح وتقديمها الخدمات الأساسية للمواطنين." وقالت أورتاغوس: "أنا مؤمنة حقًا بأن لبنان يقف على أعتاب مرحلة جديدة مرحلة أعظم من كل ما سبق. وإذا قررتم أن تسلكوا هذا الطريق، وإذا اتخذتم القرارات الصعبة التي أتحدث عنها دائمًا في الإعلام، فأعدكم أن الرئيس ترامب، وإدارته، والولايات المتحدة الأميركية، سيكونون إلى جانبكم في كل خطوة من الطريق".
سياسة واضحة: في الغضون وفي كلمته في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في دورته الـ163، المنعقد في القاهرة، أكد وزير الخارجية يوسف رجي أن الحكومة اللبنانية الجديدة تنتهج سياسةً واضحة ترتكز على فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، حصر السلاح بيدها، إمتلاكها وحدها قرار السلم والحرب، الالتزام بالميثاق الوطني ووثيقة الوفاق الوطني والمناصفة الحقيقية بين مكونات المجتمع اللبناني والتي تعزّز الوحدة الوطنية والمشاركة الفعالة.كما تطرق إلى العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، فشدّد على أن العالم شهد على التزام لبنان الكامل ببنود اعلان وقف الاعمال العدائية إلا أنّ إسرائيل تصرّ على تقويض هذا الاتفاق ومواصلة انتهاكاتها، وبشكل يومي، لسيادة لبنان وحرمة أراضيه. كذلك أكد الالتزام بالحلول السلمية والدبلوماسية وبتطبيق القرار 1701، بكافة بنوده ومندرجاته، تنفيذاً كاملا وشاملاً، مشددا على أن المؤسسات الأمنيّة اللبنانيّة الشرعية، لا سيمّا الجيش اللبناني، مصممة على تحقيق هذه المهام الوطنية. ودعا رجي المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وإلزامها بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط من جميع الأراضي اللبنانية، والعودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 رجي عبّر عن رفض لبنان لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، وشدد على اعتماد سياسة الحياد الايجابي والاحترام المتبادل للسيادة والمصالح العربية المشتركة، وعلى بناء الشراكات الاستراتيجية معها ومنع أي تآمر على أنظمتها وسيادتها.ولفت إلى استعداد الدولة اللبنانية الى التعاون مع الجمهورية العربية السورية لإعادة النازحين وضبط الحدود ومعالجة كل الملفات الأخرى العالقة بين البلدين وعلى رأسها ملف المفقودين.
استدعاء جديد: على الضفة السياسية المرتبطة بسلاح حزب الله، وغداة استدعائه الى الخارجية، أكد السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، أنّ بلاده "تلتزم بما يتفق عليه اللبنانيون" في ما يخص ملف سلاح حزب الله، مشدداً في حديث إلى قناة "الجديد"، على أن إيران لا تفرض رؤيتها على الداخل اللبناني. وفي ما يتعلق بحوادث "انفجار البيجر"، أوضح أماني أن "جهاز البيجر الذي انفجر كان موجوداً في مكتبي، والغرض منه كان التحذير من أي هجوم محتمل". وعن استدعائه من قبل وزارة الخارجية اللبنانية على خلفية تغريداته حول ملف السلاح، أشار السفير الإيراني إلى أنه تبلغ الاستدعاء لكنه اعتذر عن الحضور اليوم، ولم يُحدّد له بعد موعد جديد. الا ان "المركزية" علمت بعد الظهر انه تم تحديد موعد جديد لأماني في وزارة الخارجية.
بلاسخارت: ايضا، بدأت اليوم المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى موسكو، في إطار مشاوراتها المستمرة مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية. ومن المقرر أن تلتقي بلاسخارت خلال زيارتها، مسؤولين روس رفيعي المستوى لبحث التطورات في لبنان، والسُبل التي يمكن من خلالها للمجتمع الدولي تقديم أفضل دعم لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 (2006).
الانتخابات البلدية: وعشية جلسة تشريعية ستبحث السرية المصرفية وقانون الانتخابات البلدية سيما في العاصمة، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي حضره أعضاء المجلس، بإلإضافة الى المحافظين، المديرين العامين في الوزارة وعدد من الضباط وفريق عمل الوزارة. وخلال الاجتماع، أكد الوزير الحجار أن" إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية ليس مجرد انجاز استحقاق دستوري بقدر ما سيشكل رسالة ايجابية تعبّر عن اصرار الدولة على التمسك بالديموقراطية وتجديد الثقة بالمؤسسات الرسمية، وسيكرس الإنطلاقة القوية لعهد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحكومة الرئيس نواف سلام الملتزمين احترام الاستحقاقات الدستورية". وشدد الوزير الحجار على "ضرورة تطبيق مبدأ الحياد التام فمن غير المسموح لأي موظف رسمي التدخل في الانتخابات، كما العمل على مكافحة الرشاوى والمال الانتخابي"، مؤكدا ان "على الأجهزة المعنية أخذ هذا الموضوع بكل جدية والتزام الشفافية المطلقة والنزاهة ". وأوعز الوزير الحجار إلى المحافظين عقد اجتماعات لمجالس الأمن الفرعية، كل في محافظته عشية إجراء الانتخابات، لمتابعة التحضيرات والتنسيق بين الأجهزة المعنية. كما طلب من الأجهزة الأمنية تشديد الإجراءات لمنع أي عمل قد يؤثر على العملية الإنتخابية.
في الجنوب: ووقّع الحجار، قرارات دعوة الهيئات الإنتخابية لانتخاب أعضاء المجالس البلدية، المختارين والمجالس الاختيارية، وتحديد أقلام الاقتراع في دوائر محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية التي ستجري يوم السبت بتاريخ ٢٤ أيار ٢٠٢٥، عوضا عن يوم الأحد لمصادفته مع العطلة الرسمية لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.