استنفار سياسي ودبلوماسي وأمني لمنع الحرب الشاملة نصرالله يحدد الاتجاه وبريطانيا تحذر من سوء حسابات الاطراف شكويان لبنانيان الى مجلس الامن ودول تطلب من رعاياها المغادرة
المركزية- الاستنفار الحاد على أشدّه، سياسيا وعسكريا ودبلوماسياً. الجبهات على حماوتها والاتصالات السياسية في ذروتها والدبلوماسيون لا يهدأون . قلق وترقب غير مسبوقين لما ستؤول اليه طبيعة رد ايران على قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في قلب طهران ورد حزب الله على اغتيال القائد العسكري الكبير فؤاد شكر في عمق الضاحية الجنوبية، معقل الحزب، الذي بدأ تشييعه عصرا، وما اذا كانا سيراعيان الوضع المتفجر المهدد باندلاع حرب شاملة اكدت اسرائيل انها ستقع لا محال في حال الرد.
وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن طلب من قطر نقل رسالة إلى إيران بعدم الرد على إغتيال هنية، فيما انهالت الدعوات الدولية على ايران لتهيّب الوضع وعدم تفجير المنطقة،فهل تصغي وتتعظ؟
ترقب لكلمة نصرالله: وفيما تتهيأ مجمل القطاعات في لبنان لا سيما الطبية لسيناريو الحرب، تتجه الانظار الى الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الخامسة عصرا خلال تشييع شكر، وما اذا كانت ستحدد شكل او طبيعة الرد الذي ينوي الحزب تنفيذه للانتقام .
وفد بريطاني: في الاثناء، المساعي الخارجية لتفادي التصعيد مستمرة. اليوم، جال وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي ووزير الدفاع جون هيلي على المسؤولين اللبنانيين. اولى محطاتهما المحلية كانت في قصر بسترس حيث استقبلهما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، الذي شدد على أهمية التطبيق الكامل للقرار 1701 باعتباره المفتاح الأساس لعودة الهدوء الى جنوب لبنان. كما حذّر من خطر الانزلاق الى حرب شاملة في حال لم تقم الدول المؤثرة القريبة والصديقة لاسرائيل بالضغط عليها لخفض التصعيد ولجمها عن اللجوء الى الخيار العسكري غير المسؤول.وأبدى الوزيران البريطانيان قلقهما من احتمال تدهور الأوضاع في المنطقة، وشددا على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة. فيما أعرب وزير الخارجية البريطاني عن شكوكه في امكان التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، وعن قلقه من أن يؤدي سوء حسابات الأطراف كافة الى جرّ المنطقة لمزيد من التصعيد.
عين التينة: وفي مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الوزيرين. وجدد بري التأكيد "أن لبنان لا يريد الحرب ، لكنه في نفس الوقت مستعد للدفاع عن نفسه، وأنه على مدى أشهر كانت مساعيه وجهوده مع كافة الدول المهتمة بلبنان، الوصول للظروف التي تسمح بتطبيق القرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان منذ اليوم الأول لإقراره، والذي نرى الفرصة لتطبيقه بوقف دائم للعدوان على قطاع غزة أو من خلال هدنة لأسابيع". وأشار رئيس المجلس الى "أن الغطرسة الاسرائيلية الأخيرة برفضها لكل الطروحات والامعان في سياسة خرق قواعد الإشتباك والإغتيالات تجر المنطقة نحو مخاطر لا تحمد عقباها". وتم البحث في الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة. وأكد الوفد الوزاري البريطاني، في خلال اللقاء "إهتمام بلاده بوجوب الوصول الى التهدئة ووقف لإطلاق النار في غزة ولبنان"، مبديا "قلقا بالغا من التصعيد الأخير"، لافتا الى "أن اي سوء تقدير لهذا التصعيد قد يؤدي الى توسيع رقعة الحرب في المنطقة".
السراي: بعدها، زار الوفد السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. في خلال اللقاء شكر رئيس الحكومة لبريطانيا وقوفها الدائم الى جانب لبنان ودعمه على الصعد كافة.. وشدد رئيس الحكومة على "ان اسرائيل إنتهكت السيادة اللبنانية واعتدت على ارضنا مخالفة القوانين الدولية وتعتدي يوميا على المدنيين المدنيين بشكل سافر. وقال "إن الحل لن يكون الا سياسيا عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701، داعيا بريطانيا والمجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها". وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي دعا جميع الاطراف الى احترام القرار الدولي الرقم 1701 وتطبيقه بكل بنوده ومندرجاته، فيما اشاد وزير الدفاع جون هيلي بالشركة القائمة بين الجيشين اللبناني والبريطاني. ودعا الى معالجة كل النزاعات بالحوار والاساليب الديبلوماسية، لأن العنف ستكون عواقبه وخيمة على الجميع".
موقف مصر: ليس بعيدا، إستقبل ميقاتي سفير مصر لدى لبنان علاء موسى الذي زار ايضا عين التينة. وقال:اكدت لميقاتي موقف مصر الثابت والرافض لاي اعتداء على لبنان ، والوقوف الى جانبه دوماً ، فالتصعيد الاسرائيلي هو الذي يقود إلى العنف ونؤكد مرة أخرى على ان سياسة الاغتيالات لن يكون لها الا نتائج سيئة على الجميع وعلى المنطقة. كما تناولنا الجهود التي تقوم بها مصر مع الشركاء الإقليميين او الدوليين في ما يخص العمل بشكل حثيث على وقف اطلاق النار في غزة ووقف التصعيد الحالي ، لان ما لمسناه هو ان الجانب الاسرائيلي ليست لديه الارادة الكافية من اجل الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة ، كما اكدنا مرة أخرى قناعتنا منذ البداية حيث حذرت مصر اكثر من مرة بأن استمرار الحرب في غزة سوف يؤدي إلى تصعيد على مختلف الجبهات وهو ما يحدث حاليا ، وبالتالي نؤكد مرة أخرى أن الحل هو بوقف اطلاق النار في غزة. الجبهة في لبنان مهمة للغاية لكنها عارض لمرض رئيسي الا وهو الوضع في غزة ، ونحن سنتعامل مع شركائنا الإقليميين والدوليين ومع مجلس الأمن من اجل إصدار قرار ملزم لوقف إطلاق النار في غزة." اضاف " مرة اخرى نؤكد دعمنا للبنان ووقوفنا الى جانبه ونسعى خلال الفترة المقبلة الى التهدئة وتجنب فتح جبهة اكبر واوسع وامتداد الصراع الى نقاط اخرى وستكون في هذه الحالة وبالا وخسائر ليس فقط على لبنان بل على كل المنطقة." سئل: هل يمكن القول إن التصعيد الأخير أطاح كليا بمفاوضات الهدنة ؟اجاب:"التصعيد الاخير يؤثر بطبيعة الحال بشكل كبير على مفاوضات الهدنة التي تواجه عثرات منذ ما قبل هذا التصعيد ، ولكننا نصر عليه".
المعارضة للـ1701: ايضا، استقبل وفدا من "نواب المعارضة" ضم النواب: ميشال معوض، جورج عقيص، مارك ضو، ميشال الدويهي، اديب عبد المسيح، اضافة الى الوزير السابق الان حكيم. وقال ضو بعد اللقاء "بعد ما شهدناه من مخاطر نتيجة العملية التي حصلت في بيروت وتداعيات العمليات التي جرت في طهران، لا نرضى ان يكون لبنان ساحة لتصفية الحسابات لاحد وعرضة للمخاطر من اجل خدمة أي اهداف إقليمية او رد أي اعتبار لاي قوى إقليمية، ما يهمنا هو الشعب اللبناني والمؤسسات ، وبالتالي كل الشعب اللبناني من دون استثناء هو بحاجة اليوم لان يتوحد خلف دولته وحكومته ومجلس نوابه ومؤسساته الشرعية خاصة الجيش وكل المؤسسات المنتخبة والشرعية والتي باستطاعتها ان تتحدث بكل ما لديها من قوة وقدرة مع المجتمعين الدولي واللبناني، لان اقوى دفاع وردع لدينا في لبنان هي وحدة الشعب خلف قرار مشترك. ذكّرنا دولة الرئيس باننا تقدمنا بعريضة الى مجلس النواب تطالب بفتح جلسة نقاش عامة حول التطورات التي تحصل منذ قرابة عشرة اشهر، كما طالبنا بان تكون الحكومة حاضرة لتعرض لنا كل ما تقوم به من خطوات ولنتابع معها ما يجري وذلك عبر المؤسسات لكي يطمئن الشعب اللبناني ان المؤسسات موحدة ومركزة". وقال: "كان لدينا عدد من الملاحظات على تصاريح بعض الوزراء التي لا تعكس لا وحدة مجلس الوزراء ووجهة نظره، ولا وحدة الدولة اللبنانية، خاصة فيما يتعلق بالقرار الأساسي الرقم 1701، لان لا مخرج لاحد من الاحداث والقتال الذي نشهده اليوم، الا عبر تطبيق هذا القرار. من هنا كان نقاشنا مع دولة الرئيس والتركيز على ضرورة استكمال التجهيزات من ناحية التطويع والتدريب وتطوير قدرات الجيش لكي يستطيع القيام بكافة مهامه، إضافة الى وضع لبنان ضمن الشرعية الدولية وان نكون على تواصل مع كل الدول العربية ومع كافة دول مجلس الامن ولقاء هؤلاء السفراء".
شكويان: في الغضون، تقدمت وزارة الخارجية بشكوى أمام مجلس الأمن الدولي وأمام الأمين العام للأمم المتحدة عبر بعثتها الدائمة في نيويورك، طالبت بموجبها الدول الأعضاء في مجلس الأمن "إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السيبرانية على لبنان والتي تشكل خطراً جدياً على خدمات الطيران المدني فيه، وتهدد أمن وسلامة شبكات الاتصال والأجهزة والتطبيقات والبيانات الإلكترونية في المنشآت والمرافق الحيوية اللبنانية".
وبناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين، وجهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك اليوم شكوى إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، بشأن عدوان إسرائيل الأخير على ضاحية بيروت الجنوبية.
تحذيرات: واذ لا تزال حركة الطيران تتاثر بالغاء الشركات رحلاتها الى بيروت، طلبت أستراليا من مواطنيها في لبنان المغادرة على الفور، قائلة إن هناك خطرًا حقيقيًا من تصاعد حدة التوتر على نحو خطير بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة. من جهتها ، نصحت فرنسا مواطنيها بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، وسط مخاوف من تصعيد حاد في الشرق الأوسط.
رسائل اسرائيل: اما في اطار الترقب الدولي لرد فعل ايران على اغتيال شكر وايضا اسماعيل هنية الذي شيع اليوم في طهران، فكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن أن إسرائيل نقلت رسالة إلى حزب الله عبر دبلوماسيين غربيين تفيد بأن استهداف المدنيين الإسرائيليين بشكل واسع سيؤدي إلى حرب شاملة. وقالت الصحيفة إن الرسالة الموجّهة إلى “حزب الله” أشارت إلى أن إسرائيل تستهدف القادة والمقاتلين في “الحزب” بدلاً من البنية التحتية والتوقع كان أن “حزب الله” يجب أن يستهدف فقط العسكريين الإسرائيليين. ذكرت الصحيفة أن "حزب الله والحرس الثوري قد يؤخران الرد من أجل الاستعداد بشكل شامل". وأشارت إلى أن "إسرائيل تستعد لرد محتمل مشترك بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني". من جهة أخرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية على جهوزية عالية لاعتراض أي تهديد من لبنان فيما تحلّق مقاتلات من سلاح الجو في أجواء البلاد. وكشفت الهيئة عن أن قيادة الجبهة الداخلية أوعزت إلى المصانع في شمال إسرائيل التي لديها مواد خطرة بإفراغها أو تقليص الكميات التي لديها كإجراء وقائي.