في أول رد رسمي على الضربات الجوية، والهجوم الأميركي على إيران، التي استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة بارتكاب “انتهاك جسيم” لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مؤكداً أن طهران “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان السافر”.
قال عراقجي في مؤتمر صحافي بطهران اليوم الأحد: “واشنطن ارتكبت اعتداءً على منشآتنا النووية السلمية التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذه الهجمات تمثل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين”. وأضاف: “ما حدث هذا الصباح ستكون له عواقب وخيمة، وعلى المجتمع الدولي أن يشعر بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي الأميركي”.
أكد عراقجي أن بلاده “تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها الوطنية ومصالحها العليا”، مشيراً إلى أن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تعطي إيران الحق في الرد دفاعًا عن النفس ضد أي اعتداء خارجي.
تهديدات متبادلة وتحذيرات أميركية
وجاء تصريح الوزير الإيراني بعد ساعات قليلة من خطاب للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن فيه أن الغارات الأميركية “دمرت بالكامل” منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان. وهدد ترامب في خطابه إيران بمزيد من الضربات “إذا اختارت طريق التصعيد بدلاً من السلام”، على حد قوله.
الرئيس الأميركي شدد على أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران”، لكنه في الوقت نفسه أوضح أن واشنطن لن تتردد في استخدام قوتها العسكرية الكاملة إذا بادرت طهران إلى الرد.
سياق إقليمي متوتر
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، في ظل الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد أهداف إيرانية، والتي انضمت إليها واشنطن رسمياً من خلال هذه الضربات.
وكانت إيران قد حذرت سابقًا من أن استهداف منشآتها النووية هو “خط أحمر”، محذرة من أن أي اعتداء سيمهد لمواجهة مفتوحة على امتداد الإقليم، بدءًا من مياه الخليج وصولًا إلى شرق البحر المتوسط.
تحركات دبلوماسية مرتقبة
من المتوقع أن تبدأ إيران تحركات دبلوماسية عاجلة في الأمم المتحدة، وتسعى إلى حشد دعم من الصين وروسيا وبعض دول مجموعة “بريكس” لإدانة الضربات الأميركية، وسط تأييد متوقع من قبل الدول الحليفة للولايات المتحدة لهذه العملية العسكرية.
وفي السياق نفسه، تشير تقارير إلى أن الحرس الثوري الإيراني رفع حالة التأهب في عدد من القواعد العسكرية، تحسبًا لأي تصعيد إضافي، فيما بدأت وسائل الإعلام الرسمية في طهران ببث خطابات تعبئة داخلية تحث على “الوحدة الوطنية” في مواجهة ما وصفته بـ”العدوان الأميركي الإسرائيلي المشترك”.
المجتمع الدولي على المحك
حتى اللحظة، لم تصدر مواقف واضحة من القوى الكبرى الأخرى، بينما دعت الأمم المتحدة إلى “ضبط النفس” وتجنب التصعيد، وسط خشية من تحول الوضع إلى حرب إقليمية واسعة النطاق قد تمتد آثارها إلى الأسواق العالمية وأمن الطاقة.
تبقى الساعات المقبلة حاسمة في تحديد اتجاهات الأزمة، بين خيار الانزلاق نحو صدام عسكري واسع، أو عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات بعد استعراض القوة المتبادل.