Feb 27, 2023 11:27 AM
خاص

روسيا تستحضر حلفاءها والصين تسبقها في مسودة الاعلان للسلام ...قمة لزوم ما لا يلزم

جوانا فرحات

المركزية – كلام كثير يُحاك داخل أروقة الديبلوماسية الروسية عن اجتماع يتوقع عقده في الأسابيع القليلة المقبلة في روسيا يضم  ممثلين من تركيا وسوريا النظام للبحث في مسألة الحرب على أوكرانيا.

الأكيد حتى الآن أن لا شيء نهائي وثابت وقد لا يكون هناك أي لقاء على هذا المستوى خصوصا بعد تقديم وزارة الخارجية الصينية مسودة إعلان للسلام بعنوان " موقف الصين تجاه الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا" ويتألف من 12 بندا وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الحرب التي لا تلوح في الأفق أي إشارة على قرب نهايتها. ويركز الإعلان الصيني الذي لاقى ترحيبا من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي على انخراط الصين في جهود إحلال السلام خطوة أولى مهمة، على وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، والشروع في محادثات سلام بين الطرفين لإنهاء الحرب التي اندلعت فجر 24 شباط من العام 2022.

الكاتب والخبير في الشؤون الإقليمية خالد حماده يلفت عبر المركزية "أن لا شيء مؤكد حول مسألة اتصالات تجري بين تركيا وسوريا لعقد لقاء في روسيا للتباحث في شأن الحرب في اوكرانيا" ويلفت إلى أن مسودة الإعلان الصيني للسلام الذي وزعته الخارجية يوم الجمعة هي بمثابة رسالة غير مباشرة لخارطة طريق للسلام.ماذا تضمنت بنود الإعلان الصيني؟

في البند الأول تشديد على ضرورة احترام سيادة كل الدول وضرورة الإلتزام  بالقانون الدولي المعترف به، بما يشمل أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على كل الدول صغيرة كانت أم كبيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة وعلى استقلالها ووحدة أراضيها بشكل فعّال كونها متساوية في المجتمع الدولي. وعلى جميع الأطراف التمسك بالمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية والدفاع عن العدالة الدولية تعزيز المساواة والتطبيق المتكافئ للقانون الدولي، مع رفض المعايير المزدوجة. "وهذا بمثابة دعوة غير مباشرة للخروج من عقلية الحرب الباردة وتعزيزالأحلاف أو توسيع التكتلات العسكرية" يقول حماده .

اللافت في الإعلان يضيف حمادة هوالتركيز على "ضرورة أخذ المصالح والمخاوف الأمنية لكل الدول على محمل الجد ومعالجتها بصورة صحيحة والسيربرؤية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة للأمن، مع مراعاة السلام والاستقرار على المدى الطويل، والمساهمة في تشكيل هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام" وهذا يؤكد وجود نية لتلافي المواجهة بين التكتلات، والعمل معا من أجل السلام والاستقرار في القارة الأوراسية.

أيضا ورد في الإعلان ضرورة وقف الأعمال العدائية باعتبار أن الصراع والحرب لا يفيدان أحدا. وعلى كل الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وتفادي ما يؤجج التوترات ومنع تدهور الأزمة أكثر بما يؤدي إلى خروجها عن السيطرة، ودعم روسيا وأوكرانيا في العمل بنفس الاتجاه لاستعادة الحوار المباشر بأسرع وقت ممكن، من أجل خفض التصعيد تدريجيا وفي النهاية الوصول إلى وقف إطلاق نار شامل.

استئناف محادثات السلام والمفاوضات كحل وثيق قابل للتطبيق للأزمة الأوكرانية. كما يجب دعم وتشجيع الجهود المؤدية إلى الحل السياسي للأزمة. وعلى المجتمع الدولي البقاء ملتزما بالخيار الصحيح لتعزيز مفاوضات السلام ومساعدة الأطراف في الصراع على فتح باب للحل السياسي في أقرب وقت ممكن، وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات. ستواصل الصين تأدية دور بنّاء في هذا الإطار.

وفي ختام الإعلان إشارة إلى ضرورة إيجاد حل للأزمة الإنسانية ودعم جميع التدابير التي تؤدي إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتشجيعها على أن يتم إخضاع العمليات الإنسانية لمبادئ الحياد وعدم التحيز وعدم تسييس القضايا الإنسانية، وحماية سلامة المدنيين بشكل فعال، بما يشمل إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من مناطق النزاع وتحسين الظروف الإنسانية، وتوفير وصول سريع وآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بهدف منع حدوث أزمة إنسانية على نطاق أوسع.

مما تقدم في الإعلان الصيني للسلام بات مرجحاً.

 أن أي اجتماع قد يُعقد في روسيا لن تكون الحرب في أوكرانيا محوره سيما وأن كلام الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماع حلف الناتو كان أكثر من واضح ومباشر إذ أكد على مواصلة القتال ودعم الجيش الأوكراني ضد الهجومات الروسية على مناطق أوكرانيا وكذلك الحال بالنسبة إلى فرنسا وبريطانيا.

وفي السياق، وبالتزامن مع الذكرى الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا يصر مسؤولو "الناتو" على تأكيد دوره الحامي لأعضائه مع ظهور بوادر أوروبية للإنفصال وبناء قوة عسكرية موازية له، حيث أوضح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن للناتو مهمتين في الحرب الأولى إنتصار أوكرانيا والثانية منع المواجهة المباشرة بين الحلف وموسكو وحث الأعضاء على إنفاق ما لا يقل عن 2 في المئة من ناتجهم المحلي على القوة العسكرية.

في ضوء ذلك، يمكن اعتبار القمة "المرجحة"في روسيا للبحث في حرب أوكرانيا غير واردة " حتى لو كان الهدف غير المعلن استحضار بوتين حلفاءه أي السوري والإيراني لأنه لا يعول عليهم وتحالفاته مع الصين لا تختلف عن سواها والدليل ما حصل في الأمم المتحدة خلال الإجتماع في نيويورك للتصويت على قرار يدين الغزو الروسي على أوكرانيا منذ نحو العام حيث كما دعت الجمعية إلى انسحاب القوات من أوكرانيا ووقف القتال، حيث أيدت 141 دولة القرار وامتنعت 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند وإيران وجنوب إفريقيا بينما اعترضت سبع دول من بينها روسيا" يختم حماده.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o