مواجهة الحوثي: بالعسكر ام التفاوض مع ايران؟
لورا يمين
المركزية- عندما دخل الحوثيون على خط إسناد غزة وبدأوا بتهديد الملاحة البحرية، سارع المجتمع الدولي الى التحرك. فأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في 6 كانون الأول 2023 بأنها تعمل على إنشاء "قوة بحرية" متعددة الجنسيات لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر. وأثناء جولة له في الشرق الأوسط أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يوم 18 كانون الأول في البحرين عن تشكيل تحالف دولي للغرض نفسه. وقد جاء الإعلان عقب اجتماع افتراضي لأوستن مع وزراء ومسؤولين لأكثر من 40 دولة، فضلا عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تم خلاله مناقشة تصاعد التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، والدعوة للانضمام للتحالف. وخلال ترويجهم للتحالف، الذي حمل اسم "حارس الازدهار"، صنف المسؤولون الأميركيون الحوثيين "قطاع طرق"، ووصفوا الوضع في البحر الأحمر بأنه قضية دولية تستوجب ردا عالميا، واعتبروا أن الضربات الحوثية تستهدف المجتمع الدولي والرفاهية الاقتصادية وازدهار دول العالم. وقد تشكل تحالف "حارس الازدهار" بهدف تأمين الملاحة في البحر الأحمر، وحماية السفن التجارية التي تعبره من الهجمات الحوثية على وجه الخصوص، والتي بدأت تستهدف السفن الإسرائيلية والقطع البحرية التجارية القادمة من ميناء إيلات الإسرائيلي أو المتجهة إليه، على إثر العدوان الإسرائيلي على غزة.
اكثر من فصيل ممانع تحرك بعد طوفان الاقصى لدعم غزة، من حزب الله الى الفصائل الموالية لايران في سوريا والعراق... الا ان الاميركيين قرروا فورا اتخاذ تدابير سريعة لمحاربة نشاط الحوثيين حصرا. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، هذا القرار لم يأت من عدم بل لان واشنطن ادركت ان الفصيل الاكثر ازعاجا وخطرا لتل ابيب وللغرب، هو الحوثي. فهو هدد الاقتصاد العالمي والمصالح التجارية للغرب، وهذا كان السبب المباشر لولادة "حارس الازدهار"، لكن السبب الثاني الذي لم يعلن عنه، هو معرفة واشنطن ان ما هو متوقع ان يقوم به حزب الله قد يقوم به بالفعل، الحوثي. وهذا ما جرى في اليومين الأخيرين مع توجيههم ضربات الى قلب تل ابيب وايلات...
اليوم باتت اجراءات الاميركيين مفهومة اكثر تتابع المصادر، لكن تبقى معرفة الى اي حد كانت مفيدة، ذلك ان بعد اشهر من تشكيل التحالف، عمليات الحوثي مستمرة وبقوة اكبر. فهل سيتم تكبير حجم التدابير المتخذة لمواجهته وصولا الى ربما القضاء عليه، وقد رأينا في الساعات الماضية ضربات اميركية إسرائيلية ضد الحوثيين في الحديدة؟ ام هل سيتم الاستغناء عن الخيار العسكري لصالح خيار التفاوض المباشر مع مُحرك الحوثيين اي ايران، للجمهم وإلا؟ الجواب في قابل الايام والاسابيع.