3:12 PM
خاص

بعد المصالحة الفلسطينية... الصين تحجز مقعداً على طاولة التسويات الكبرى في الشرق الاوسط!

يولا هاشم

المركزية - اتفقت عدة فصائل فلسطينية اليوم، على إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية بتوقيعها على إعلان بكين في العاصمة الصينية، مع تبني "حكومة مصالحة وطنية مؤقتة" لإدارة غزة بعد الحرب. شارك فيه ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا، من بينهم قادة من حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، بحضور وزير الخارجية الصيني وانغ يي.

كما تم الاتفاق على أن يتم تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية وبقرار من الرئيس بناء على القانون الأساسي الفلسطيني، على أن تبدأ بتوحيد المؤسسات الفلسطينية كافة في أراضي الدولة الفلسطينية، والمباشرة في إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات المركزية بأسرع وقت وفقا لقانون الانتخابات المعتمد.

فما هي انعكاسات هذه المصالحة على القضية الفلسطينية واوراق القوة التي تقدّمها للفلسطينيين. ماذا عن دور بكين في هذا المجال، خاصة وأنها رعت في وقت سابق اتفاقاً أيضاً بين ايران والسعودية؟  

مدير معهد المشرق للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "المصالحة تعطي قوة دفع وزخماً للقضية الفلسطينية، لكن علينا أولاً ان ننتظر كيفية انتهاء المعارك، لكن بالتأكيد اليوم ان يتمكن الفلسطينيون من التحدث بصوت واحد، وان يكون هناك محاور للفلسطينيين وان يخرجوا من هذا الانقسام الذي كان له أثر سيئ جداً على القضية الفلسطينية والسلام والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، هي خطوة مهمة. صحيح أنها جاءت متأخرة لكن بالتأكيد تُسجَّل كعنصر قوة وليس ضعفاً".

ويشير نادر إلى ان "اللافت في المسألة هو الحضور الصيني، كيف ان الصين دخلت الى الساحة الدولية والشرق الاوسطية من باب المصالحات. في البداية دخلت من باب المصالحة السعودية – الايرانية، وثانياً دخلت من باب المصالحة بين "حماس" و"فتح". في آذار 2023 دخلت من الباب العريض، وهذه كانت أول خطوة دبلوماسية صينية على المستوى السياسي، لأن الصين لطالما كان حضورها على مستوى العلاقات الاقتصادية، لكنها دخلت الى الشرق الاوسط من الباب العريض، من باب المصالحة، وليس أي مصالحة، بل المصالحة السعودية – الايرانية بأبعادها الدينية كمصالحة بين السُنّة والشيعة، اي ان لها رمزية معينة. واليوم تدخل الى أهمّ قضية من باب المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية".

ويسأل: "إلى أين ستتجه الامور؟ هذا أيضاً سؤال، لكن اللافت ان الصين أصبح لها حضور وازن على المستوى السياسي، وقد مضى زمن طويل لم نرَ فيه هذا النوع من الدبلوماسية. نرى حروباً وصراعات، لكننا لا نرى أطرافا دولية تدخل من هذا الباب. وبالتالي، هذا أيضاً لا بدّ من التوقف عنده".

ويختم نادر: "الصين تسجل نقاطاً مهمة، وايضاً في مواجهة الاميركيين، وهذه تعطي ورقة إضافية على طاولة المفاوضات بما يتعلّق بالشرق الاوسط. الصين لديها مقعد في مجلس الأمن لكن ليس في المنطقة. اليوم بعد ما حصل، الصين تحجز مقعداً على طاولة التسوية الكبرى في الشرق الاوسط".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o