اتصالات وجمعات "كسر جليـد" سياسـية في عطلة الفصـح
الموازنة الى الاقرار مساء وتفاؤل بعودة خليجية الى بيـروت
التحالف العربي: صواريخ الحوثيين تُهرب من الضاحية الجنوبية

المركزية- مع ان البلاد يفترض ان تدخل عمليا اعتبارا من مساء اليوم في مدار عطلة الجمعة العظيمة وعيد الفصح لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي وتمتد الاسبوع المقبل مع الطوائف الشرقية، لتطبع البلاد بجمود سياسي كما في كل عام، فإن الاستحقاقين المالي والانتخابي اللذين تستعد البلاد لمواجهتهما في 6 نيسان مع مؤتمر سادر الذي ينعقد في باريس والذي اوجب سرعة قياسية في إقرار موازنة العام 2018 في رابع حلقات الجلسة التشريعية التي تنعقد مساء، وفي 6 ايار مع فتح صناديق اقتراع مجلس الـ2018 ، سيحولان على الارجح دون الجمود، لا بل بروز مواقف سياسية يومية من دواعي العدة الانتخابية والتسويق لنشاط الحكومة المالي والاصلاحي.

جمعات كسر جليد: وقد تشكل المناسبتان كما يتوقع، فرصة لمزيد من الاتصالات والمواقف و"الجمعات" السياسية على هامش احياء رتبة سجدة المصلوب التي تقام في كنيسة جامعة الروح القدس- الكسليك  وقداس الفصح الذي يرأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، حيث يشارك فيهما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واركان الدولة وقادة سياسيون ووزراء ونواب. ورجحت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" ان يجتمع الرئيس عون مع قادة مسيحيين على هامش الغداء الذي يلي رتبة الجمعة العظيمة كما يلتقي سياسيون مع بعضهم البعض بما يسهم في كسر الجليد القائم في ما بينهم.

الراعي في روميه: وليس بعيدا، رأس البطريرك الماروني كعادته في كل عام قدّاس الغسل في سجن روميه المركزي  بعنوان " قام عن العشاء وغسل أرجل التّلاميذ"، وطالب في عظته للمناسبة بتسريع المحاكمات والإسراع في بتِّ الأحكام، وزيادة عَدَد القضاة. وإيقاف التدخُّل من قبل الأحزاب وأصحاب السلطة والنفوذ، من أجل إحقاق العدل والحقّ من دون ان يظلم أحد".  

التشريع: على خط آخر، استكملت لليوم الثاني على التوالي الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة واقرار مشروع موازنة 2018 ومتفرعاتها، ورد رئيس الحكومة سعد الحريري على كلام النواب أمس واليوم، فعزا تأخّر الموازنة الى "الوضع السياسي في البلد". وفيما أسف للكلام العشوائي عن الفساد مطالبا بإعطاء أسماء الفاسدين "لنحاسبهم حتى ولو كانوا من تيار المستقبل"، طمأن الى "اننا لسنا دولة مفلسة، لكن الآن لا يمكننا ان ندفع كل ما يطلب، وما قاله رئيس الجمهورية كان ردا على "ترف" البعض". وحمل على من ينتقدون إنجاز الموازنة سريعا والإعداد لمؤتمر سادر، سائلا "من سيستفيد منه؟ أنا أو البلد"؟ بدوره، أشار وزير المال علي حسن خليل الى "أننا امام ازمة في نمو الدين، لكننا بالتأكيد لسنا دولة مفلسة، انما موثوقة ماليا وتحترم التزاماتها ولم تتعرض يوما لانتكاسة في دفع التزاماتها للجهات المقرضة"، مقرا في المقابل "بحصول تجاوز في بعض اصول التعيينات والتوظيفات". وخلافا لجلسة الامس "الهادئة الى حد الرتابة"، سجلت بعض السجالات في جلسة اليوم حول اعتكاف القضاة من جهة ونتائج مباراة مجلس الخدمة المدنية من جهة أخرى، ما دفع برئيس المجلس الى الطلب من وسائل الاعلام وقف بثها مباشرة على الهواء، ورفعها قرابة الثالثة بعد الظهر لتستأنف في السادسة مساء.

عون يوضّح: في مجال آخر، وفي حين كان ما نقله البطريرك الراعي عن الرئيس عون تحذيره "من ان البلد مُفلس" في صلب مداخلات النواب في جلسة مناقشة الموازنة، اوضح رئيس الجمهورية "انه اطلق التحذير في حال اكملنا في النهج المتبع وذلك ليتحمل الجميع مسؤوليته"، واعاد مطالبته بضرورة تأمين الكهرباء، بقوله "علينا شراء الكهرباء من اي مصدر كان "وانا لن اعترض او اسأل الا عن الاسعار". ولفت "الى مواصلة السعي للوصول الى اتفاق في شأن ازمة المدارس القائمة بين الاطراف الاربعة المختلفة.

سلامة: وليس بعيدا من الشأن المالي، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لـ"المركزية" أن مؤتمر "سادر" الذي سيُعقد في باريس في 6 نيسان المقبل "سيكون نقلة نوعية لنمو الناتج المحلي في لبنان إذا استُثمرت المشاريع المقدمة إليه في البنية التحتية ضمن قروض ميسّرة وبفوائد مقبولة". واعتبر أن تنفيذ هذه المشاريع مع الإصلاحات الموعودة، سيؤدي إلى تخفيف معدل الدين العام وليس زيادته، لأنها ستحرّك الدورة الاقتصادية في البلد".

عودة السيّاح الخليجيين: وفيما كان مجلس النواب غارقاً في مناقشة ارقام الموازنة، كان لبنان على موعد مع وصول اكبر طائرة نقل ركاب في العالم، وهي من طراز "إيربوس" 380A تعود للخطوط الجوية الإماراتية. وخلال مشاركته في الحفل، اعلن القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري من ارض مطار بيروت، "ان المملكة العربية السعودية تدرس رفع الحظر عن توافد السياح السعوديين إلى لبنان"، وقال "هناك دراسة لرفع التحذير السعودي من زيارة لبنان وان هذا الامر يعتمد على المؤشرات الامنية التي نتلقاها من الحكومة اللبنانية".

القضاة: في الاثناء، وبعد اعتكاف القضاة لايام عن حضور الجلسات احتجاجاً على عدم تنفيذ مطالبهم، أكد رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد "ان الاشراف القضائي على سير العملية الانتخابية حاصل لا محالة وهو واجب كل قاضي وخارج عن اي مساومة"، مناشداً الرؤساء الثلاثة، "إقرار مشاريع القوانين التي تخص مطالب القضاة". وخلال لقاء دعا اليه مجلس القضاء الاعلى في قاعة التمييز في قصر العدل في بيروت حضره اعضاء المجلس وقضاة، قال "ان هذا الاعتكاف الأمس واليوم ليس تباهيا بقوة او تهديد السلطة، بل فقط للفت النظر إلى ان ما يحصل من شأنه ان يُدمّر ما تبقى من السلطة القضائية، في حاضرها ومستقبلها"، مشدداً على "ضرورة إقرار القوانين التي تحفظ كرامة القاضي واستقلاله، وتعيد بعضا من الطمأنينة لمن ائتمنه الدستور على نفوس المواطنين واموالهم ليتمكن من إحقاق الحق بالصورة التي يتطلع إليها كل مواطن وكل مظلوم وكل طالب حق وكل مستثمر لبناني او اجنبي".

"التحالف" يتهم "الحزب": على صعيد آخر، وغداة تنديدِ مجلس الأمن الدولي أمس بموجة الهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون من اليمن على السعودية، وتعبيرِه بـ"الاجماع" (ومن دون اي فيتو روسي او صيني) عن "قلقه إزاء تهديد الحوثيين بمواصلة تلك الهجمات" وإزاء "تقارير عن انتهاك حظر للسلاح فُرض أمميا على زعماء الحوثيين"، اعتبر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أن "منهجية إيران تعتمد على نفي أعمالها العدائية في المنطقة". وأشار الى أن "صواريخ الحوثيين يبدأ تهريبها من الضاحية الجنوبية في لبنان"، لافتا الى أن "ميناء الحدَيدة النقطة الرئيسية لتهريب الصواريخ للحوثيين".

ماكرون الى روسيا: من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يزال يعتزم زيارة روسيا في أيار من هذا العام. ورغم الازمة الناشئة بين الاوروبيين والروس على خلفية تسميم العميل سكريبال، ذكر الوزير أن "الزيارة لا تزال مقررة"، وأضاف "نفضل الحفاظ على حوار صادق وواضح ومفهوم ويتسم بطابع المطالبة مع روسيا".

السيسي مجدداً: مصرياً، يتّجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للفوز بدورة رئاسية ثانية مع إظهار المؤشرات الأولية تفوقا كاسحا له على حساب منافسه موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد.

وتظهر النتائج الأولية لفرز الأصوات على مستوى المحافظات حصول السيسي على اكثر من تسعين في المائة من الأصوات، بينما زاد عدد الأصوات الباطلة عن عدد الأصوات الصحيحة التي حصل عليها موسى.