مسيّرة حوثية في تل أبيب.. خطأ بشري أم اختراق أمني؟
يولا هاشم
المركزية - أعلنت إسرائيل أمس بأن طائرة مسيّرة "كبيرة جدا" يمكنها التحليق لمسافات طويلة، استخدمت في الهجوم على تل أبيب وأوضحت بأنها رُصدت لكن "خطأ بشرياً تسبب في عدم تشغيل أنظمة الاعتراض والدفاع".
وتبنى الحوثيون في اليمن العملية، في إطار التضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة. وقال المتحدث العسكري باسم "أنصار الله" العميد يحيى سريع أن الهجوم نُفّذ "بطائرةٍ مسيرة جديدة اسمها "يافا" قادرة على تجاوزِ المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيعُ الراداراتُ اكتشافَها. وفتح الجيش الاسرائيلي تحقيقاً في كيفية قطع المسيّرة نحو ألفي كلم على مدار 10 ساعات. فكيف وصل الهدف إلى تل أبيب؟
العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "بعض المسيّرات تقطع آلاف الكيلومترات وقد تكون مجهزة بأنظمة تشويش، تمكّنها من الدخول إلى منطقة ما، من دون ان يلتقطها الرادار، بسبب عطل تقني او بفعل عامل بشري لم ينتبه لها. هذه أمور تحصل. لكن هذا لا يعني ان كل مسيّرة يمكنها الدخول الى تل ابيب دون ان تُكشف"، مشيراً إلى ان "الحوثيين أرسلوا آلاف المسيّرات، واحدة وصلت إلى تل أبيب والقسم الباقي تم استهدافه قبل وصوله".
ويوضح نادر ان "القبة الحديدية عندما ترصد اي جسم، وقد يكون في بعض الأحيان طير كبير، تُفعَّل أنظمتها. وأحياناً تكون الإنذارات خاطئة، لأن الرادار يلتقط كل هدف في الجو، ولا يمكنه تحديد ما إذا كانت مسيرة ام غير ذلك. قد تكون طائرة مدنية او عسكرية او مسيّرة او طير كبير او غيره.. قبل تحديد الهويات، تتفاعل ضده الصواريخ او المسيرات او الطائرات المضادة"، مؤكداً ان اسرائيل ستدرس الوضع لترى كيف خرقت هذه المسيرة ووصلت الى تل أبيب من دون ان يكتشفها الرادار أو ان تتفاعل ضدها أنظمة القبة الحديدية".
وفي سياق متصل، حول مفاوضات وقف إطلاق النار والخطاب المنتظر الذي سيلقيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الاميركي في 24 تموز، يجيب نادر: "نتنياهو لن يغير سياسته، لأن أكثرية الاسرائيليين، أكثر من 67 في المئة منهم، يريدون استمرار الحرب للقضاء على حركة "حماس". ربما هم يعترضون على سياسة نتنياهو وطريقة التنفيذ وعما إذا كان من المفترض إجراء صفقة تبادل الأسرى قبل او بعد، لكنهم لا يعترضون على الحرب. هناك خلاف على التكتيك وليس على الاستراتيجية. الجميع في اسرائيل يوافق عليها، لأن هذه الحرب وجودية برأيي بين غزة وحماس واسرائيل. اسرائيل إذا خسرت في غزة فهذه بداية نهايتها، وحماس إذا خسرت في غزة يعني ان القضية الفلسطينية انتهت، ولم يعد هناك لا الضفة الغربية ولا غزة ولا اي شيء. في أعتقادي ان نتنياهو سيكمل حتى النهاية، "صولد وأكبر"، لأن كل دول العالم تقف الى جانبه وكل الدول العربية معه، إذا لم تكن ضده، و"حماس" معزولة عربياً وعالمياً واسلامياً. فقد اجتمع زعماء 43 دولة عربية واسلامية في تشرين الثاني في العاصمة السعودية الرياض، يمثلون مليارين ونصف من البشر، لم يتمكنوا من فتح معبر رفح او انهم لا يريدون فتحه. ومنهم من يدّعي حمل لواء القضية الفلسطينية كايران وباكستان الدولة النووية وتركيا وكل العالم، لم يقفوا مع حماس. إذاً حماس لأنها معزولة ستخسر. شعورنا شيء اما الواقع فشيء آخر".
ويستطرد نادر: "إلا إذا حصلت تسوية، في حال ضغط الاميركيون على تسوية تحفظ ماء الوجه، يسلمون بموجبها غزة للسلطة الفلسطينية. هناك سيناريوهات عدة، لكن نتنياهو لن يتوقف ولن يرتد وسيكمل في مشروعه حتى النهاية، خاصة وان الرأي العام معه في المبدأ. قسم يختلف معه بالتكتيك مثل وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت و وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزراء آخرين في حكومته ضد الطريقة لكن كلهم مع ان يكمل في غزة حتى النهاية، وسيكمل".
ويختم: "خطاب نتنياهو في الكونغرس لن يؤخر او يقدّم، لأن الرأي العام الاميركي لا يتأثر بخطابه، إنما اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة هو من يدير الرأي العام الاميركي مع او ضد".