

وقف اطلاق النار اتفاق هش وشبه استسلام...هل يصمد؟!

المركزية - استدعت الخروقات الاسرائيلية المتواصلة للبنان تساؤلات عما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد، علما بأن هناك لجنة مراقبة دولية تشكلت بوجود لبناني وإسرائيلي وأميركي وفرنسي، بالإضافة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، وذلك لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق. فما مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل؟
العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "وقف إطلاق النار في الجنوب هشّ، وقد شهدنا أكثر من 600 خرق اسرائيلي. اسرائيل لا تتقيّد ولا تأبه لأي شيء وتعتبر نفسها منتصرة وفرضت الاتفاق كما تريده وبما يناسبها، بينما الجانب اللبناني وافق عليه كما وضعه الاميركيون والفرنسيون. وافقت الحكومة على الاتفاق ومعها حزب الله. الاخطر من ذلك هي ورقة الضمانات الاميركية - الاسرائيلية التي تسمح لاسرائيل بأن تتدخل ساعة تشاء وتعالج أي هدف تشعر أنه يشكل خطرا عليها من الاراضي اللبنانية. يعني انه اتفاق شبه استسلام، لذلك لا أحد يردع اسرائيل لأنها تعتبر نفسها المنتصرة. أما بالنسبة للخروقات التي تجاوزت الـ600 خرق، فإن حزب الله ردّ مرة واحدة على مزارع شبعا ولم يقم بأي خطوة أخرى لأنه اصلا كان موافقا على الاتفاق".
أما عن مستقبل وقف إطلاق النار، فيرى نادر ان "على الجانب اللبناني ان ينفذ الاتفاق الذي يقضي بسحب السلاح من جنوب الليطاني وتفكيك البنية التحتية لحزب الله ليس فقط جنوب الليطاني بل شماله ايضاً، وألا تكون هناك قوات مسلحة إلا الجيش اللبناني واليونيفيل. وهذا ما يجب على الدولة القيام به، وإلا فإن اسرائيل آخر همها وقف إطلاق النار، طالما أنها المنتصرة وفرضت شروطها كما ان رئيس اللجنة أميركي. إذاً، كل المعطيات الميدانية والسياسية تصبّ في صالحها، خاصة اليوم بعد سقوط النظام السوري وقطع طريق الإمداد الايرانية إلى لبنان. اسرائيل تشعر أنها في وضع مرتاح جداً، فقد دمرت كل أنظمة القتال السورية البحرية والجوية والبرية ولم يبق لديها أي أحد يشكل عليها خطراً من الشمال والشمال الشرقي. لا أبرر لكنني أوصف الواقع".
ويضيف: "أما السيناريو المحتمل في حال لم يستكمل الجيش مهمة تفكيك البنية التحتية لحزب الله، فباعتقادي ان اسرائيل هي من سيتابع هذه المهمة، ومهلة الستين يوماً أعطيت من أجل تنفيذ القرار 1701 جنوب الليطاني ولاحقاً القرار 1559 في كل لبنان. لا أرى ان الحكومة في هذا الوارد، لأن الحكومة هي من تعطي الامر للجيش، فهو لا يتصرف على هواه. إلا إذا عادت الحكومة واستفاقت وعلمت أنها في حال لم تنفذ هذا القرار سيتدمر البلد بأكمله ويُدمَّر ويُقتَل ما لم يتم تدميره وقتله بعد. وبذلك نكون قد قضينا على لبنان بأكمله للاسف".
ويعتبر نادر ان "انتخاب الرئيس ليس اولوية بل ما يهم الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا هو اتفاق وقف اطلاق النار وتأمين امن اسرائيل وبعدها تأتي المعطيات الاخرى، همها ألا يتعارض أمن لبنان مع امن اسرائيل والسلام في لبنان مع السلام في اسرائيل، كل المصلحة الغربية تنطلق من أمن اسرائيل، وهذا هو الواقع. ليس امام الدولة اللبنانية سوى تنفيذ القرار 1701 والاتفاق بأكمله لسحب أي عذر من يد اسرائيل التي اصلا لا تفتش عن عذر، لكننا نكون قد أزلنا كل الاعذار ونكون كسلطة شرعية وجيش شرعي نفذنا ما يُطلَب منا، عندها تصبح المشكلة مع الدولة وليس مع حزب الله "المصنفة منظمة إرهابية" من قبلهم. المفروض ان تحزم الدولة امرها وتعطي أمرا للجيش لتنفيذ القرار مئة في المئة كما ينص الاتفاق وإلا فنحن مقبلون على مشكلة كبيرة".