سبعة عشر عاماً على “غزوة بيروت” على يد “حزب الله”.
يومها أسقط “السلاح الإلهي” العاصمة، أم الشرائع، وكان المقصود تأديب البيارتة وأن قرارها يصدر من حارة حريك وليس من قريطم أو بيت الوسط، كما كان المقصود وضع حجر على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
هكذا كان 7 أيار 2008. اليوم، وبعد سبعة عشر عاماً على ذلك التاريخ الأسود، انقلب 7 أيار إلى تاريخ أبيض: الوردة بدل الرصاصة، ومن الإمارات العربية المتحدة وليس من حارة حريك.
بشائر العودة الخليجية إلى لبنان، بدأت طلائعها أمس من خلال وصول بعض المواطنين الإماراتيين إلى مطار رفيق الحريري الدولي. أول الغيث طائرتان إماراتيتان تقلان على متنهما عدداً من الإماراتيين الذين يزرون لبنان للمرة الأولى، بعد قرار رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد رفع الحظر عن سفر مواطنيه إلى لبنان ابتداء من السابع من أيار، بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية جوزاف عون إلى أبوظبي.
وأشارت معلومات “نداء الوطن” الى أنه بعد قرار الإمارات رفع حظر سفر رعاياها إلى لبنان، فإن الاتجاه إلى أن تحذو دول مجلس التعاون الخليجي حذوها في هذا المجال في القريب العاجل.
وعدّلت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، نصائح السفر للمواطنين البريطانيين إلى لبنان، فلم تعد الوزارة تنصح بعدم السفر إلى لبنان، بل تستمر في النصح بعدم السفر إلى بعض مناطقه، أو السفر إليه عند الضرورة القصوى فقط.
وقال مصدر واسع الاطلاع أن لقاءات مكثفة تعقد مع مسؤولين سياسيين وأمنيين وأبرزها اللقاء الذي سيجمع رئيس الحكومة نواف سلام مع سفراء مجلس التعاون الخليجي لشرح الإجراءات التي اتخذتها الدولة اللبنانية في المطار ومحيطه وعلى طول الطريق المؤدية إليه بهدف طمأنة هذه الدول قبل اتخاذها قرارات رفع الحظر.
وأوضح المصدر أن لقاءات لاحقة ستعقد بين عدد من السفراء وقيادات أمنية رفيعة للبحث في الإجراءات المتخذة وأيضاً لإزالة أي عقبات قانونية وأمنية قد تكون عائقاً أمام رفع الحظر، مثل الدول المطبعة مع إسرائيل التي سينطبق عليها ما ينطبق على مصر والأردن باعتبار أن هذا الأمر شأن داخلي لهذه الدول.
الدولة تتحرك على الأرض…
أشارت معلومات “نداء الوطن”، الى أن رئيس الحكومة نواف سلام، يرافقه وفد وزاري وأمني رفيع، سيقوم اليوم بجولة تفقدية على المعابر الحدودية في منطقة البقاع، ولا سيما في المصنع والقاع، حيث سيطلع ميدانياً على الإجراءات المتّخذة، والتجهيزات المتوافرة، والاستعدادات القائمة على الأرض”.
وقال مصدر واسع الاطلاع أن “هذه الزيارة لا تندرج فقط في إطار العمل المؤسساتي، بل تحمل أبعاداً استراتيجية ورسائل مباشرة إلى الدول الشقيقة والصديقة مفادها أن لبنان بدأ فعلياً مرحلة جديدة من التشدد في ضبط المعابر، ولا سيما البرّية منها، وأنه لن يسمح بعد اليوم بأن تكون حدوده منفذاً للتهريب أو خرقاً للسيادة الوطنية”.
وأضاف المصدر أنه “وفي تطور أمني سياسي بالغ الدلالة، أبلغت حركة “حماس” الجهات الأمنية اللبنانية نيتها تسليم المطلوب الأخير في قضية إطلاق الصواريخ من الجنوب، وذلك وفاءً بالتعهد الذي قطعه ممثل الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي للمدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، والذي نصّ بوضوح على الامتناع التام عن أي نشاط عسكري أو أمني ينطلق من الأراضي اللبنانية، والتأكيد على أن تحرير فلسطين يجب أن يتم من داخلها، لا من أي دولة عربية أخرى، واحترام القوانين اللبنانية والسلطة الشرعية، والامتناع عن أي مظاهر مسلحة أو نشاطات خارج إطار القانون”.
وتشير معلومات “نداء الوطن” إلى أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن تكون بروتوكولية فقط، بل ستُتوَّج بالإعلان الرسمي عن خطة متكاملة لنزع السلاح الفلسطيني من داخل المخيمات، في خطوة طال انتظارها، بعدما بات هذا السلاح يشكّل تهديداً لأمن المخيمات وسكانها، ويعرض الجوار اللبناني ومعه الأمن القومي اللبناني للخطر، من دون أن يقدم أي خدمة حقيقية للقضية الفلسطينية”.
في موازاة ذلك، لفت المصدر الواسع الاطلاع إلى أن “بيروت تشهد نشاطاً دبلوماسياً لافتاً، تقوده سفارات دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يواصل سفراء هذه الدول لقاءاتهم الانفرادية مع قيادات لبنانية، لا سيما من المستويين الأمني والسياسي، بهدف تقويم الترتيبات التي يجري العمل عليها تمهيداً لإعلان رفع الحظر المفروض على سفر الرعايا الخليجيين إلى لبنان. وفي هذا السياق، يبرز دور اللواء حسن شقير كمحور أساسي في هذه الاتصالات، بتكليف مباشر من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، في مسعى جدي لتثبيت الاستقرار وإعادة لبنان إلى الخارطة السياحية الخليجية”.
المصدر: نداء الوطن