

لا شيء أجمل من انتصار السوريين
لا شيء يفوق جمالاً، جمال فرحة الشعب السوري بحريته وإسقاطه نظام الاستبداد. لقد زيّنوا الساحات اليوم بأعلام بلادهم وبأهازيج الحرية والنصر، بعد معاناة طويلة، لم يشترك فيها جيل واحد، بل أجيال متلاحقة. الطفل الذي حمل الراية الخضراء انتصر لوالده ولجده ولجد والده، والمرأة التي صدحت بأعلى صوتها في الساحات في إدلب، وحمص، وحماه، ودرعا، ودمشق، والسويداء كانت تصدح من أجل كل امرأة ترملت وفقدت أبناءها واحتجزت حريتها، وانتهك شرفها في أقبية المعتقلات. الشباب الذين يرقصون في كل تلك الساحات، لم يرقصوا عن الشعب السوري وحده، بل رقصوا عن كل الشعوب في العالم، عن كل توّاق للحرية والعدالة.
لا شيء يوازي فرحة السوريين. لا قرارات دولية، ولا تعليمات استعمارية، ولا هواجس أوروبية. كل هؤلاء لم يفعلوا شيئاً للشعب السوري طوال كل تلك السنوات. كل هؤلاء كانوا يريدون كسب ودّ الظالم، يريدون حمايته والمحافظة عليه على حساب قلوب كل هؤلاء الأبرياء.
فرحة السوريين عرس لكل شعوب العالم. الاصرار على الحرية انتصار لا يمكن لأحد منعه، لا يمكن لمخلوق إلغاؤه. لقد علّمنا هذا الشعب أنّ كل أغاني فيروز صادقة ولم تخلف الميعاد. لقد صعدوا إلى الحرية كما قالت في أغانيها. لقد أكدوا أنّ قصائد محمود درويش لم تُكتب هباء، فيدهم التي سقطت التقطوها، والقناع الذي أخافهم أسقطوه. انتصارالشعب السوري واجب على كل العالم أن يخجل بنفسه، بتقاعسه، بسكوته، بتواطئه، وبتآمره على حرية الناس.
هناك في تلك المعتقلات في صيدنايا والمزّة وفرع فلسطين، كتب التاريخ بآلام المعتقلين وأرواح المفقودين. لقد انتصرت الجثة على الوحش، فكانت عظامها في جسده سكاكين، وكانت عيونها الدامعة أقوى من أسيد حُفرته، وأصدق من كل القوانين.
لقد علمنا الشعب السوري ألا نيأس، وأن لا نخجل بحريتنا، وأن نرفع الصوت مهما كثر عديد الحاقدين.
لقد علمنا الشعب السوري أنّ الحق لا بد أن ينتصر، ولا يصح إلا الصحيح.
البرفيسور إيلي الزير - موقع أيوب