

في وداع عام 2024
كتب (البروفيسور إيلي الزير)
نودّع عاماً ونستعد لاستقبال عام جديد. نودّع سنة مليئة بالأحداث والمفاجآت. نحتار ما إن كانت سعيدة أم حزينة. هناك قسم من شعبنا في لبنان بلا مأوى بفعل الاعتداءات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي القرى الحدودية في الجنوب. وهناك أمل بقيام الدولة اللبنانية ومؤسساتها بعدما اقتنع الممانعون أن لا ممانعة ولا مخاصمة تودّي إلى أي مكان عندما تكون على حساب الدولة ومؤسساتها. وهناك شعب شقيق قد تحرّر من الاستبداد والظلم والقتل. وهناك مخطوفون لم يعرف أهاليهم مصيرهم بعد.
عام 2024 عام لا يشبه أياً من الأعوام التي عشناها في لبنان والمنطقة العربية.
عام حمل إلينا آلاف آلاف الغصات وكمّاً كبيراً من الآلام، لكنه في آخر أيامه أتى إلينا بفجر الحرية والخلاص. قد لا يمكننا أن نعاتب العام 2024؛ فحدث إسقاط نظام الأسد يغلب كل الأحزان، ويشعرنا أنّ كل التضحيات التي قدّمت لم تذهب هباء إن كان في سوريا أو في لبنان.
يأتي العام 2025 بعد أيا، وكلنا أمل أن يكون عام الدولة، عام عودة المؤسسات إلى عملها. عام الانتظام تحت سقف الدستور والقانون. عام كل اللبنانيين سواسية في الحقوق والواجبات، لا فضل لأحد على أحد، ولا نميّز أحداً على أحد. فقط التميّز يكون للمجتهدين والأكفاء.
عام 2025 فرصة لنا كلبنانيين وكسوريين أن ننسى الماضي وننطلق إلى المستقبل حاملين كل الأمل والرجاء.