

رئيس جديد وآمال كثيرة
أسوأ المواصفات التي كانت قد إقترحت للرئيس اللبناني العتيد هي أن يكون "غير مستفز" لأي طرف، أو أن يكون رئيس "إجماع" ،أو أن يتم إختياره على قاعدة "توافق عام" غير الدستورية.
وأسوأ ما في المواصفات إياها هو أن الذين إقترحوها فاتهم، أنها مهينة للشعب اللبناني كون القبول الجماعي بعدم الإستفزاز والطاعة الجماعية، أي الإجماع، هما من مواصفات القطعان وليسا من خيارات البشر الذين يتمردون عليها حتى في الدول التي تحكمها أسوأ الشموليات الإستبدادية كمحور الشر البائد الذي حكم سوريا لأكثر من نصف قرن قبل إنهياره المدوي في الثامن من الشهر الماضي..
فما هي المواصفات التي يرى المجتمع الدولي، بشقيه العربي وغير العربي، ضرورة توافرها في رئيس لبنان العتيد؟؟
-1- الخارج بشقيه العربي والدولي يريد رئيسا مقتنعاَ بضرورة إخراج لبنان من تحت سيطرة المحور الفارسي المصنف في غالبيته إرهابياً.
-2- الخارج، بإستثناء إيران وأتباعها، يريد رئيساً مقتنعاً بأن لا تعافي للبنان ألا بضرب الفساد من جذوره في القطاعين العام والخاص.
-3 الخارج العربي، الخليجي تحديداً، يريد رئيساً مقتنعاً بأن لا عودة للثروة العربية إلى لبنان إذا بقي فيه أثر للسيطرة الإيرانية على خياراته.
-4- الخارج عموماً يريد رئيساً يعلم أن #لبنان لن يستفيد من ثروته الغازية والنفطية طالما بقي لإيران تواجد مسلح على أرضه ما يهدد ثروة البحر الأبيض المتوسط ويمكّن إيران من التأثير على سياسة النفط العالمية.
-5- الخارج بشقيه الدولي والعربي يريد رئيساً يرعى خطة نقل لبنان إلى حالة سلام وأمن وإزدهار تمكنه من إستعادة دوره كحلقة تواصل خدماتية في حقبة الإعمار والإزدهار الإقليمي التي ستلي تنظيف المنطقة من قوى التخريب والإرهاب.
ما سلف يقتصر على "المواصفات" التي يرى الخارج ضرورة توافرها في شخص الرئيس اللبناني العتيد المتحرر من قيود وضغوط ونفوذ محور الممانعة.
فما هي، برأي اللبنانيين، المهام الإستثنائية التي سيتوجب على رئيس سيادي الإشراف عليها ليحقق تعافي البلد من المعاناة التي مر بها لأكثر من نصف قرن؟؟؟
حقبة الحروب والدم والدمار والمآسي والفساد التي يأمل لبنان التعافي منها بدأت مع توقيع إتفاق القاهرة في العام 1969 ، وتجذّرت مع غزو جيش حافظ الأسد للبنان في العام 1976 وسيطرته التدريجية على غالبية لبنان وصولاً إلى نهر الأولي شمالي مدينة صيدا، ثم بدأت بالتوسع جنوباً مع دخول حزب إيران المسلح بإشراف أسدي في العام 1982 حتى وصولها إلى الخط الأزرق الفاصل عن فلسطين المحتلة إسرائيلياً في العام 2000 ثم تفاقمت في حرب مساندة غزة التي علّق أعمالها القتالية وقف لإطلاق النار ل 60 يوما دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي وما زال يترنح.
فما هي المهام الإستثنائية التي يتوجب على رئيس سيادي معالجتها وهل تتضمن ما يجري تداوله في الكواليس عن صيغة لتمديد ولاية المجلس النيابي الحالي لمدة سنتين تنتهي في شهر أيار العام 2028، علماً بأن المجلس النيابي الحالي الذي سيختار الرئيس اليوم إنتخب في أيار العام 2022 لولاية مدتها أربع سنوات تنتهي في العام 2026.
بغض النظر عن دوافع ومنافع التمديد المزعوم لولاية المجلس النيابي وعن أهداف سحب الوزير السابق سليمان فرنجية ترشحه للرئاسة وعن ما يتردد عن توجه لإنتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً، يصح التساؤل محلياً عن الأولويات المطلوبة من الرئيس العتيد:
-*- هل سيحبط الرئيس العتيد عمليات تهريب الأسلحة والذخائر ومشتقاتها إلى لبنان عملاً بالقرارات الأممية والرغبات المحلية، وهو إجراء يهدف إلى إقفال جميع المسارب البرية والبحرية والجوية في وجه محاولات إيران تسليح حزبها في لبنان بعدما فجّرت إسرائيل غالبية مستودعاته بلبنان ودمرت مصانعه في سوريا وأقفلت طرق إمداده البري؟
-*- هل سيمنع الرئيس العتيد جميع مسارب التمويل النقدي غير الشرعي لحزب السلاح الفارسي، وهذا لا يستثني الأموال المحوّلة إلى "جمعيات خيرية" مزعومة، والأموال النقدية المحمولة مع المسافرين جواً وبحراً وبراُ والأموال المحولة عبر أجهزة الصراف الآلي، والمبالغ المنقولة مع "تجار شنطة" من مصادر خارجية بغية تسليمها لوسطاء في لبنان.
-*-هل سيضرب الرئيس العتيد بيد من حديد "صناعة وعمليات تهريب وترويج المخدرات" ما يفرض التعاون مع السلطة الجديدة في سوريا لضبط الحدود، وتشديد الرقابة على المطار والمرافيء ورفع العقوبات على المهربين وهو ما تطالب به شرائح واسعة من المواطنين اللبنانيين إضافة إلى عدة دول عربية وأجنبية.
-*- هل سيتعاون الرئيس العتيد مع السلطة الإنتقالية في سوريا لإستعادة اللبنانيين المخفيين قسراً في معتقلات العهد البائد أو معرفة مصائرهم، وهل سيدعم إجراءات توقيف ومحاكمة ومعاقبة الخونة اللبنانيين الذين كانوا قد خطفوهم وسلموهم لمخابرات الأسدين؟؟؟؟
-*- هل سيفرض الرئيس العتيد التعاون مع السلطة الإنتقالية في سوريا لتوقيف اللبنانيين المتعاونين مع بقايا النظام البائد بما يتناقض مع إجراءات السلطة السورية؟؟
-*- هل سيحقق الرئيس العتيد طموحات وآمال أهالي شهداء تفجير مرفأ بيروت بتحريك القضاء لإنجاز تحقيق شفاف غير مسيّس ينصف الشهداء والمصابين والمتضررين من جريمة التفجير؟؟
-*- هل سيبلسم الرئيس العتيد آلام المودعين الذين فقدوا جنى أعمارهم وخوفهم من إقرار إجراء يحرمهم من غالبية ما بقي لهم في حساباتهم العالقة في المصارف؟؟؟
-*- هل سينصف الرئيس العتيد الموقوفين من دون محاكمة بتسريع محاكماتهم بدلا من إستخدامهم ذرائع للعفو عن فارين مطلوبين بجرائم قتل وخطف وتهريب وسرقة وتزوير ؟؟
-*- هل سيعمل الرئيس العتيد على حل ميليشيا حزب السلاح الفارسي وتجريدها من سلاحها عملاً بالقرارات الأممية وإتفاق الطائف؟؟؟
ما سلف من تساؤلات هو جزء يسير من ملفات الفساد اللبناني المستشري الذي لا تتسع له مجلدات
محمد سلام - "كلام سلام" - الوكالة الإتحادية للأنباء