حماس تحاول مواجهة ترامب – نتنياهو: هل تنجح؟

المركزية- ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش امس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" مواصلة إطلاق سراح الرهائن وفقا لما هو مخطط له. وقال في بيان، نقلته وكالة "رويترز" : يتعين أن نتجنب بأي ثمن عودة الأعمال القتالية في غزة، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى مأساة هائلة... وكانت الحركة أعلنت الاثنين تأجيل عمليات تبادل الرهائن الإسرائيليين بالمعتقلين الفلسطينيين "حتى إشعار آخر"، متهمة إسرائيل بـ"عدم الالتزام" ببنود الاتفاق. ورأت حماس "أن إسرائيل تواصل خرقها لوقف إطلاق النار"، إذ استمرت باستهداف غزة، وكان آخر الخروق القصف الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص في القطاع، قبل يوم واحد من إعلان حماس عن احتمال تعليق عمليات التبادل. إلى ذلك، اتهمت حماس الجانب الإسرائيلي بعرقلة عملية عودة السكان المهجرين إلى المناطق الواقعة شمال القطاع. أيضا، أشارت الحركة إلى أن تل أبيب تعيق "دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول ما تحتاج إليه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي". وأوضحت الحركة أنها "أحصت التجاوزات وزودت الوسطاء بها أولا بأول"، لافتة إلى أن إسرائيل "واصلت تجاوزاتها"، كما دعت للالتزام الدقيق بالاتفاق، وعدم إخضاعه للانتقائية، بتقديم الأقل أهمية وتأخير وإعاقة الأكثر إلحاحا وأهمية.. الا ان الحركة الفلسطينية أعلنت لاحقا أنها منحت الوسطاء مهلة لدفع إسرائيل "للالتزام" ببنود وقف إطلاق النار، وذلك في إطار رغبتها "بإبقاء الباب مفتوحا" للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت. وأضافت الحركة أن استئناف عمليات المبادلة رهن بالتزام "الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي".

بحسب مصادر دبلوماسية، فإن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عاد من واشنطن، معتبرا ان كل التفاهمات التي أبرمها في السابق، باتت قابلة للأخذ والرد بما يناسب أكثر مصلحة الكيان العبري، من اتفاق وقف النار على حدوده الشمالية مع لبنان، وصولا الى اتفاق تبادل الرهائن في غزة. انطلاقا من هنا، تخشى حماس، وفق ما تقول المصادر لـ"المركزية"، أن تدفع ثمن التفاهم بين نتنياهو والرئيس الاميركي دونالد ترامب، أغلى في المستقبل اذا لم ترفع السقف الآن. غير ان ترامب كان لحماس في المرصاد. فقد هدد الرئيس الأميركي الحركة الفلسطينية بـ"فتح أبواب الجحيم على مصراعيها" في حال عدم عودة جميع المحتجزين دفعة واحدة. ووصف ترامب الاثنين تهديد حماس بتأخير إطلاق سراح أسرى إسرائيليين بأنّه "مريع"، متوعدا الحركة الفلسطينية بـ"جحيم حقيقي" إذا لم "تتم إعادة جميع الأسرى بحلول ظهر السبت وليس بالتنقيط". وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إنّه يتعيّن على إسرائيل أن "تلغي" اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة إذا لم تفرج حماس عن جميع الأسرى بحلول ظهر السبت المقبل، رافضاً عودتهم "بالتنقيط". وأضاف "قد أتحدث مع بنيامين نتنياهو بشأن اعتبار السبت موعدا نهائيا".

فهل يمكن للحركة ان تواجه الغضب الاميركي وهل تتحمل فعلا تكلفة العودة الى القتال، وهو ما حاولت إظهاره من خلال العراضات العسكرية التي تقوم بها خلال عمليات تبادل الرهائن؟ الجواب سيظهر في الايام القليلة المقبلة، تختم المصادر.