Jan 4, 2025 9:33 AMClock
مقالات
  • Plus
  • Minus

بين اللبنانيين والسوريين

كتب (البروفيسور إيلي الزير)

كثيرة هي الانتقادات اللبنانية للسلطة الانتقالية في سوريا. تارة ننتقدهم مطالبين بنظام علماني، وتارة أخرى ننتقدهم لاستبعاد خصومهم عن التعيينات، وأيضاً وأيضاً ننتقدهم للتغييرات التي أجروها على المناهج التربوية، ولماذا يطلقون اللحى؟ ولماذا يصلون؟...

اللافت أنّ كل الانتقادات التي نوجهها نحن اللبنانيين إلى السلطة الجديدة في سوريا نقوم بارتكابها بحرفيتها. أين العلمانية في حكمنا، وفي برامجنا السياسية ألسنا بطائفيين؟ ألا يشتم السُنّة الشيعة، ويشتم الشيعة السُنّة، ويشتم المسيحيين الدروز، ويشتم الدروز المسيحيين؟

أليست مدارسنا مدارس طائفية؛ كل واحدة منها تتبع لمرجع ديني إسلامي ومسيحي؟ ألم نحرق شجر الميلاد في العديد من مدننا وقرانا اللبنانية؟ هل يسمح أهالي جونية أن يضع المسلمون فانوساً رمضانياً عند قدوم شهر الصيام؟ ألم ننتقد أهل طرابلس لأنهم وضعوا شعاراً دينياً في ساحة النور؟ ألم ننتقد أهل البترون عندما وضعوا صليبهم على التلال؟...

غريب أمرنا نحن اللبنانيين. نرتكب كل الموبقات، وننتقد من يرتكب الموبقات. نحن أشبه بذاك الفيلم المصري القديم الذي كان من بطولة فريد شوقي وحش الشاشة العربية، وعنيت به فيلم "الشيطان يعظ".

نحن اللبنانيون نتصرف كالشياطين، ونعظ كالملائكة. نعيش انفصاماً سياسياً وأخلاقياً واجتماعياً. ننتقد كل شيء، ونرتكب كل شيء. نحن الشعب العظيم أليس هذا هو اللقب الذي اطلقه علينا رئيسنا السابق العظيم.

الشعب السوري انتصر ثورته ونحن انهزمنا بثورتنا. الشعب السوري طرد الطاغية، ونحن نمجد طغاتنا. الشعب السوري احتفل بحريته، ونحن نترحم عليها.

هل تريدون أيها اللبنانيون أن تواصلوا معزوفة الانتقاد لسوريا وقيادتها الجديدة؟

إخترنا لك

Flat Ara
Beirut, Lebanon
oC
23 o