المعارضة تسيطر على حلب...واشنطن وانقرة تتنصلان وروسيا تُغير
ايران: المسلحون يخضعون لوصاية اسرائيلية وقاليباف يتصل ببري
استهدافات مُسَيَرة جنوبا... قتلى وجرحى وتوغل دبابات ومنع تنقل
المركزية- الحدث حلبي بامتياز، بعدما تنحى لبنان من المشهد الاقليمي غداة اعلان الهدنة وسريانها رغم الخروقات. ذلك ان فصائل المعارضة السورية حققت خلال ثلاثة ايام من معركة "ردع العدوان"، تقدماً غير مسبوق في ريف حلب الغربي على حساب قوات النظام السوري ، وتمكنت من دخول مدينة حلب والسيطرة على قلعتها، معلنة سيطرتها على 75 بالمئة من أحياء المدينة وقلعتها الاثرية، وتتبيعها إداريا لما تعرف بحكومة الإنقاذ، ، فيما شنت طائرات حربية روسية وسورية غارات على أحياء حلب ، للمرة الأولى منذ عام 2016 تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لـ "الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام".
انهيار سريع للقوات السورية النظامية يطرح اسئلة كثيرة عن اسبابه، ولا يبرره إعلان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أن "المسلحين الذين سيطروا أخيرا على مناطق في سوريا يخضعون لقيادة إسرائيلية، وانهم قرروا الهجوم على سوريا بعد الإخفاقات الاستراتيجية لإسرائيل بلبنان وغزة"، ولا الوعود السورية النظامية بشن هجوم مضاد فور استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال.
إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تنصلت من بعملية "ردع العدوان" واكدت انها لا تشارك فيها. تركيا نفضت يدها وقال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، إن تركيا ليست متورطة في القتال في حلب، وأكد التزامها بسلامة أراضي سوريا، محذرا الولايات المتحدة، من مخاطر دعم "الجماعات الإرهابية" في المنطقة. اما العراق فتأهبت ونشرت 3 ألوية من الجيش العراقي ولواءين من الحشد الشعبي على مساحة واسعة من الحدود مع سوريا من شمال سنجار حتى القائم لحماية حدود وسماء البلاد.
اتصال بين بري وقاليباف: مستجدات سوريا وتطورات لبنان حتّما إتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف برئيس مجلس النواب نبيه بري تداولا خلاله بالاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.
خروقات: وفي حين انهت وزارة الأشغال العامة والنقل ترميم طريق معبر المصنع الحدودي وأصبح سالكا بشكل طبيعي، استمر خرق إتفاق وقف إطلاق النار في اليوم الرابع من بدء سريانه، اذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفا المعابر الحدودية شمالي الهرمل من الجهة السورية تحديداً معبر جوسية و الجوبانيه والحوز بريف حمص الجنوبي، ما أدى الى وقوع أضرار في مركز الأمن العام اللبناني.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد في بلدة مجدل زون في القطاع الغربي ما أدى، ، إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات.ولاحقا اغارت مسيرات إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين وبين تبنا والبيسارية جنوبا ما ادى الى مقتل شخص وجرح اخرين.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدة عيترون جنوب لبنان. وأفاد مواطنون عن سماع غارة عند ساعات الفجر على اطراف بلدة شقرا جهة حولا . كما أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة مدفعية على الخيام وسمع صوت رشاشات كثيفة. واستهدف بالرشاشات ليلا بلدة مارون الراس وعددا من احياء مدينة بنت جبيل، منعا للاهالي الذين يسعون لتفقد منازلهم وارزاقهم. وترافقت الاعتداءات مع استمرار اطلاق التهديدات العدوانية لمنع الاهالي من الدخول الى القرى والبلدات المتاخمة للخط الازرق. واعلن الجيش الإسرائيلي انه يمنع التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة 5 مساء وحتى الساعة 7 صباحًا يوم غد.كما حظر على سكان عدد من القرى الانتقال جنوبًا إلى خطها ومحيطها حتى إشعار آخر.
استهداف وسائل قتالية: وكتب المتحدث باسم الجيش افيخاي ادرعي أيضاً: "قامت مقاتلات تابعة لسلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية في وقت سابق اليوم بمهاجمة بنى تحتية عسكرية بالقرب من المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان والتي استخدمها حزب الله بشكل نشط لنقل وسائل قتالية من سوريا إلى لبنان". وأضاف: "جاءت هذه الغارة بعد رصد نقل وسائل قتالية لحزب الله من سوريا إلى لبنان حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار مما يشكل تهديدًا لدولة إسرائيل وانتهاكًا لتفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار. يستخدم حزب الله الإرهابي، بدعم من النظام السوري، بنى تحتية مدنية لتنفيذ عمليات إرهابية ولنقل وسائل قتالية معدة للاستخدام ضد مواطني دولة إسرائيل".وأكد أن "جيش الدفاع سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل ينتهك تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار".وأشار أدرعي في منشور آخر إلى ان "خلال أعمال تمشيط قامت بها قوات جيش الدفاع في منطقة جنوب لبنان على مدار الساعات الماضية كشفت القوات وسائل قتالية داخل مسجد استخدمه عناصر حزب الله حيث قامت القوات بمصادرتها".وأضاف: "كما عملت القوات لابعاد مشتبه فيهم من منطقة جنوب لبنان، إن جيش الدفاع منتشر في منطقة جنوب لبنان وسيفرض كل خرق لاتفاق وقف إطلاق النار".وأعلن أدرعي أنّ الجيش الإسرائيليّ أغار في وقت سابق اليوم، على سيارة كان يستقلها ما وصفه بمخرب شارك في مجزرة السابع من تشرين الأوّل.وكتب عبر "اكس": "لقد كان المخرب تحت متابعة استخبارية لفترة طويلة وتم استهدافه بناء على معلومات استخبارية موثوقة عن مكان وجوده في الوقت الحقيقيّ، وتُفحص المزاعم حول شغله أيضًا لدى منظمة WCK الدولية".وأضاف: "نؤكد أنّ الحديث عن سيارة مدنية لم يتم تنسيق مرورها في المحور المذكور بغية نقل مساعدات".
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى أن "الجيش الإسرائيلي شنَّ غارة على موقع عسكري تابع لحزب الله في صيدا، حيث استهدف الموقع الذي يحتوي على منصات لإطلاق الصواريخ".
تفاؤل رئاسي: سياسياً، قال عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور: ان هناك مسعى متجددا للوصول الى حل في مسألة رئاسة الجمهورية.وتمنى ان يقود الى إنتاج تفاهم حول رئاسة الجمهورية إضافة الى تفاهمات أخرى، لاننا كلبنانيين نحتاج الى التفاهم بشكل مشترك على المرحلة القادمة، وتحاشي التوتّرات والخطاب السياسي المرتفع والوصول الى تفاهم وطني يستخلص العبر من الذي حصل في الحرب الإسرائيلية العدوانية ويحاول ان يبني بين اللبنانيين بشكل مشترك.
جولة في حارة حريك: في الغضون، قام عدد من النواب بجولة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأوضح النائب ألان عون من حارة حريك، أن "المهمّ اليوم أن نستمرّ رغم كلّ المآسي، والوحدة الوطنيّة ليست شعاراً فقط إنّما مُمارسة".وقال: "نجدّد إرادتنا بالبقاء في هذه الأرض".
من جهته، رأى النائب فادي علامة أن "التحدي كبير أمام نواب المنطقة"، مشددا على أن "دورنا أساسي للعمل مع المؤسسات الدولية والحكومة لإنجاز خطّة سريعة لتأمين عودة النازحين إلى منازلهم". اما النائب علي عمّار فقال: "لبنان وطن الرسالة ويجب أن نُحافظ على وحدتنا الوطنيّة التي تجلّت في استضافة الشعب للنازحين كما رأينا في هذه المرحلة".