التداعيات السورية تثير المخاوف وتثقل كاهل لبنان امنيا

المركزية – تثير تداعيات الوضع السوري المخاوف من تحركات تعيد الى الواجهة مشهد السنوات الماضية، خصوصا في ظل التوازنات الحالية باعتبار ان ما يحصل في بلاد الشام لا بد وان ينعكس على الساحة اللبنانية في ثلاث نقاط اساسية من شأنها تعريض الداخل لخطر كبير وهي :

أولا : مسألة النزوح وفلتان الحدود وهو ملف بحثه الرئيسان اللبناني جوزف عون والسوري احمد الشرع في القاهرة على هامش القمة العربية، لان مصلحة البلدين حسم هذا الملف خصوصا في ظل موجة النزوح الجديدة التي بدأت بعيد الانقلاب الذي شهدته سوريا مع دخول عشرات الاف السوريين من مؤيدي النظام الى مناطق لبنانية بينهم عدد لا يستهان به من العسكريين السابقين وهم يشكلون قنبلة موقوتة، من جهة، ومن جهة ثانية فلتان الحدود لجهة استخدام المعابر غير الشرعية المستحدثة والمستخدمة في حركة الذهاب والإياب من والى سوريا .

ثانيا :الاشتباكات المندلعة بين الحين والأخر في القرى الحدودية كالقصير وحوش السيد علي وغيرهما تحت اكثر من عنوان ولاكثر من سبب تارة بين مهربين وأخرى عشائر وأخرى بحت ذريعة تدخل حزب الله لمعاونة اتباع النظام السابق ومعاداته للحكم الجديد بقيادة احمد الشرع .

ثالثا : امكان استفادة بعض الخلايا الإرهابية النائمة من الوضع القائم لتنفيذ اجندات معينة في ظل الاحتقان الذي تعيشه بعض المناطق سواء شمالا او بقاعا والدعوات لحملات النصرة والجهاد .

عضو تكتل لبنان القوي النائب ادكار طرابلسي يقول لـ "المركزية " : لطالما شكلت سوريا على مدى التاريخ والأيام  الجارة المزعجة للبنان الى ان وصلت الأمور فيها الى اليوم . بلاد مشتعلة تفتقد الى الدولة القادرة . وتاليا الى جيش وطني يضبط الأرض وما ترتكبه التنظيمات والمجموعات المسلحة المؤتلفة مصلحيا وظرفيا من غير الاتفاق على بنية او بناء الدولة، على ما تبدى في الاجرام الذي شهده الساحل السوري، حيث ارتكبت عمليات القتل والابادة على الهوية . مصير سوريا حتى الساعة غير واضح وهي  تتقلب بين التفتيت والتقسيم رغم محاولات الجمع بين المجموعات المسلحة . ما يعنينا في لبنان ان تشهد الحدود المشتركة والطويلة معها الاستقرار والهدوء . هذا يتطلب قيام دولة لبناء افضل العلاقات معها، بدل ان تكون القرى المتجاورة على قتال، كما هو الحال، بغض النظر عن كل الأسباب والخلفيات . الامر الذي يعرقل عودة النازحين من أبنائها الى قراهم ومنازلهم بعدما باتوا يشكلون عبئا ثقيلا على لبنان على المستويات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية .

ويختم املا بايلاء الدولة اللبنانية، بعدما بات لدينا دولة، الملف السوري جيرة ونزوحا الاهتمام اللازم خصوصا مع تنامي الحديث عن وجود إرهابيين وخلايا في الداخل والمناطق الحدودية التي تشهد قتالا .