بعيداً عما سيحصل في الجلسة النيابية في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، وإن كانت كل الاخبار المتواترة تؤكّد أنّ الجلسة لن تُنتج رئيساً، رغم إصرار الرئيس نبيه برّي على الوصول إلى نتيجة إيجابية، فإنّ لا حل كما يبدو لأزمة النظام في لبنان إلا بالذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة؛ إن انتُخب رئيس أم لم ينتخب في الجلسة المنتظرة.
المجلس النيابي الحالي أثبت عقمه وعدم قدرته على ضبط الحياة السياسية ومراقبتها كما ينص الدستور. الحركة السياسية في المجلس الحالي لا يمكنها أن تنتج شيئاً مفيداً. لا بل تساعد في تعميق الجرح اللبناني وتأزيم الأوضاع أكثر فأكثر.
إعادة تكوين السلطة في لبنان لا يمكنها أن تحصل، إلا في صندوق الاقتراع الذي وحده القادر أن ينتج مجلساً نيابياً فاعلاً ومؤهلاً للعمل والإنتاج الوطني، قادراً على إنتاج معارضة وموالاة واضحة؛ موالاة تحكم ومعارضة تراقب وتحاسب. من دون ذلك، فإنّ لبنان ذاهب إلى المجهول الأسود، سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
العالم يُرسل إلينا إشارات واضحة أنه لا يقف خلف أي اسم من المرشحين لرئاسة الجمهورية. فيما نحن نستدرج العالم أن يختار لنا رئيساً. هي ذروة السقوط الوطني ولحظة التخلّي عن السيادة الوطنية. المجلس النيابي ينتظر كلمة سرّ من هنا، أو هناك يجب أن يرحل قبل أن يُرحّل.
الانتخابات النيابية المبكرة تحفظ ماء وجه الجميع. وهي الحلّ الذي يجب أن تسلكه هذه المنظومة المطالبة أن تعتبر مما حصل في سوريا، ومن مصير النظام السابق فيها.
البروفيسور ايلي الزير - موقع أيوب نيوز