Nov 08, 2018 6:50 AM
صحف

جمود حكومي وبحث عن "وسيط جدّي"

نقلت "اللواء" عن مصادر مطلعة، قولها "ان على رغم الجمود الحاصل بالنسبة للتحركات واللقاءات او الاتصالات، ذلك لأن هناك افكاراً كثيرة قيد التداول لمعالجة مسألة "العقدة السنّية"، لكن هذه الأفكار تحتاج إلى "وسيط" جدّي وقادر على القيام بالدور المطلوب منه لتقريب وجهات النظر او وصل ما انقطع، لا سيما بين الرئاسة الأولى و"حزب الله" بالنسبة لهذه العقدة، خصوصاً بعدما اخذ الحزب على عاتقه مهمة ان يكون "كاسحة الألغام" لفتح الطريق امام تمثيل حلفائه من سنّة 8 آذار، ولو اقتضى الأمر تعطيل تأليف الحكومة إلى حين تحقيق الوعد الذي قطعه للحلفاء".

ووفقاً للمصادر نفسها، فإن البحث عن هذا "الوسيط الجدّي" ما يزال قائماً، مع العلم ان الرئيس نبيه بري باعتباره الشخصية الأقدر على لعب هذا الدور، لا يرغب بأن يقوم به، لاعتبارات عديدة تتصل بعلاقته بحزب الله، مع انه بإمكانه ان يتميّز عن حليفه، من دون احداث اي شروخ معه، مثلما حصل في انتخابات رئاسة الجمهورية، إضافة إلى ان بري مقتنع شخصياً بحق مطالبة النواب السنّة المستقلين بأن يتمثلوا في الحكومة بوزير واحد، وهو سبق ان فاتح الرئيس الحريري بهذا الموضوع، من باب لفت النظر، في آخر لقاء بينهما، إلا انه (اي بري) لا يريد ان يصطدم بالرئيس المكلف، لأنه يعرف مسبقاً حساسية هذا الموضوع، سواء على الصعيد المذهبي، او بالنسبة للرئيس الحريري والاحراج الذي قد يتسبب به امام شارعه وبيئته في حال تم تمثيل هؤلاء في الحكومة خاصة وانهم جميعاً معروفون بعلاقتهم "بحزب الله" والنظام السوري.

ويضاف إلى هذه القناعة، ان بري يعرف، او ربما نمي إليه، ان الرئيسين ميشال عون والحريري حاسمان في موضوع رفض تمثيل سنة 8 آذار، ولا سيما الرئيس عون منذ اطلالته الإعلامية الأخيرة، وهو يعتبر ان الموضوع اقفل نهائياً ولا عودة عنه، في حين ان الرئيس الحريري يعتبر من جهته، ان شرط "حزب الله" بربط تأليف الحكومة بتمثيل النواب السنة المستقلين، هو شكل من اشكال مد اليد على صلاحياته الدستورية، أو على مكانته السياسية، لذلك فهو يرفض ذلك ولن يمل من الانتظار في سبيل العودة إلى جادة الصواب والتزام الأصول بتحرير التشكيلة الحكومية، وهو عائد حكماً إلى بيروت للوقوف على المستجدات والتعامل معها.

عون ينتظر: ولم يسجّل امس اي جديد على جبهة التأليف الحكومي، فمواقف الاطراف المتنازعة على هذا الاستحقاق استمرّت هي هي، في غياب الرئيس المكلف سعد الحريري وعلى السنة اصحابها. 
وساد في قصر بعبدا امس جمود وصمت، فلا حراك ولا مواقف ولا اقتراحات جديدة. واكتفت اوساطه بالتأكيد ان "الرئيس ميشال عون ينتظر ما وعِد به من اقتراحات يمكن ان تطرح في اي لحظة، خصوصاً تلك التي سبق له ان اطّلع عليها واستشير بها". 
واكتفت الدوائر المعنية بالإشارة، الى "ان الإتصالات ما زالت مستمرة من دون تحقيق نتيجة فعلية او عملية. فلا اقتراحات يمكن تسجيلها في لائحة المخارج التي يمكن البناء والرهان عليها الى اليوم". 
وقالت "ان رئيس الجمهورية مُصرّ على علاقاته بالجميع، وحريص على الاحتفاظ بمواقع القوى لدى المرجعيات لإدارة المرحلة المقبلة بنجاح". 
وعمّا يتردد عن احتمال زيارة وفد او مسؤولين من "حزب الله" لعون، نَفت مصادر بعبدا وجود اي موعد لأي مسؤول او وفد من الحزب على جدول مواعيد اليوم. 
وعمّا هو منتظر من خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله بعد غد، إكتفت المصادر بالقول: "ننتظر جميعاً ايّ جديد، وان شاء الله يكون خيراً".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o