11:33 AM
خاص

رواية "الردع" تنهار: تموضع الحزب ينتظر جلاء مصير نصرالله

لارا يزبك

المركزية- منذ سنوات وحزب الله يتحدث عن فوائد سلاحه ويضيء على منافعه وابرزها انه يردع اسرائيل، ويمنعها من الحاق اي اذى بلبنان. عام 2018، قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إن "المقاومة في لبنان اليوم بما تملك من سلاح وعتاد وامكانات وقدرات وخبرات وتجارب، ومن إيمان وشجاعة، هي أقوى من أي زمان مضى"، مشيراً إلى أن "حزب الله اليوم أقوى من الجيش الإسرائيلي". وأشار في خطاب متلفز لمناسبة ذكرى انتهاء حرب تموز 2006، في 14 آب 2018، إلى أنه للمرة الأولى "هناك مخططات للدفاع لدى الكيان الصهيوني في حال دخول المقاومة إلى الجليل". أضاف "إسرائيل تعمل الآن حساب الكهرباء والنفط والغاز والمستعمرات لأنها تعرف أن في مقابلها عدو قوي وجدي". ومنذ العام 2006 "إسرائيل مردوعة مع لبنان بسبب معادلات المقاومة وهي تعيد بناء نفسها في ضوء الهزيمة وتداعياتها".

هذا المنطق ذاته يتكرر منذ 7 تشرين الماضي، والخطابُ نفسه هذا، اشتد وقوي بعد فتح حزب الله جبهة الجنوب في 8 تشرين لمساندة غزة، ولا تخلو كلمة لاهل الفريق الممانع ومسؤولي الحزب مِن التأكيد على ان اسرائيل مردوعة وانها لا تتجرأ على استهداف لبنان او الحزب.

لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، تبيّن، وبالدليل القاطع، في الايام القليلة الماضية، ان هذه الرواية كلّها لم تكن دقيقة.

فسلاح الحزب لم يتمكن من ردع اسرائيل التي هاجمت وبعنف غير مسبوق، الجنوب والبقاع ووصلت الى الكحالة وكسروان، قبل ان تدك امس باطنان المتفجرات قلب المربع الامني لحزب الله في حارة حريك وتسويه ارضا تاركة مصير امينه العام مجهولا، وتشرع في حملة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، كما دمرت تل ابيب قرى عن بكرة ابيها وهجّرت اهلها بالكامل، فيما لم تنجح ترسانةُ الحزب في الوقوف في وجه هذه الضربات، وكل الاسلحة التي يكدّسها منذ سنوات، أخفقت في مواجهة آلة القتل الاسرائيلية.

فعَن اي ردع كان الحزب يتحدّث حتى الامس القريب؟ وهل كان يبيع ناسه وبيئته أوهاما؟ وللتذكير، تتابع المصادر، فان اسرائيل تمكنت ايضا من ضرب بنية الحزب التحتية اذا جاز القول، من خلال تفجير اجهزة الاتصال التي يحملها عناصره. كما لديها معلومات دقيقة عن ابرز قيادييه وارفعهم، وقد ساعدتها هذه المعطيات على تصفيتهم الواحد تلو الاخر. اي ان الحزب لم يتمكن، وبالوقائع الملموسة، مِن حماية نفسه، فكيف سيحمي الناس ولبنان، كما يقول منذ 7 تشرين؟

انهارت اذا في ايام قليلة، كل سردية الحزب عن ردع اسرائيل، وانهارت معها الحجج التي قدّمها الحزب على مر عقود، للحفاظ على سلاحه، وكان يعلن ان الجيش اللبناني عاجز عن ردع العدو، وبالتالي عليه هو ان يتولى هذه المهمة!

فهل سيستمر الحزب في المنطق ذاته بعد حوادث الساعات الماضية؟! مع الاسف، الأمور غامضة وباتت اكثر غموضا اثر ما جرى امس في الضاحية، وربما يفترض جلاء مصير السيد حسن نصرالله اولا لتبدأ الصورة بالاتضاح تدريجيا...

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o