Oct 16, 2018 7:44 AM
صحف

الحكومة "استوَت"ولم يبق سوى إعلان الطبخة

تزاحمت الإتصالات مساء أمس في شأن تأليف الحكومة، وكان محورها «بيت الوسط» الذي شهد لقاءات عدّة كان أبرزها لقاء الرئيس المكلّف سعد الحريري رئيس «التيّار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل. ورشح من مناخات هذه اللقاءات انّ الحريري، الذي يُتوقع ان يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، يدفع بقوة في اتجاه استيلاد حكومته في أي وقت خلال الأسبوع الجاري.

على وقع حراك لافت وارتفاع منسوب التفاؤل مجدداً بولادة حكومية وشيكة، تتجّه كل الانظار الى قصر بعبدا، ترقّباً لزيارة الحريري والمتوقّعة اليوم، ونتائج اجتماعه مع رئيس الجمهورية. وعشية هذه الزيارة تشاور الحريري في «بيت الوسط» مع رؤساء الحكومات السابقين: فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام في الأوضاع العامة وآخر المستجدات، ولاسيما ما يتعلق منها بملف التشكيل.

وافادت المعلومات ان رؤساء الحكومات السابقين اكّدوا حرصهم على صلاحيات رئاسة الحكومة في وقت يحاول البعض التطاول عليها.

وشددوا على ضرورة احترام الدستور والروح الميثاقية، وأكّدوا للحريري دعمهم في تأليف حكومة متوازنة تضم شخصيات توحي بالثقة ويعتبرها الرأي العام في مستوى المرحلة، وتمنّوا ان تحترم أي حكومة تؤلّف تحييد لبنان و«النأي بالنفس» وعدم توريط البلاد في هذه المرحلة الدقيقة جداً، بالحروب والنزاعات في المنطقة.

ولفتت مصادر «بيت الوسط» الى انّ لقاء الحريري ورؤساء الحكومات السابقين هو الثالث منذ تكليفه تشكيل الحكومة، وأنّه كان لا بدّ منه للوقوف على خاطرهم والتشاور في مستجدات الإتصالات الجارية وما آلت اليه مساعيه.

ولاحقاً، اكتفت المصادر بالقول "ان هذه المشاورات دلّت الى اتجاهات ايجابية بدأت تسلكها المساعي الجارية بغية تحقيق خرق بارز في اتجاه تأليف الحكومة".

وكشفت مصادر مطلعة على حركة التأليف لـ«"الجمهورية" "ان عملية التأليف دخلت مساراً جديداً ومختلفاً تماماً، إستناداً الى إيجابية وحيدة مفادها ان كل السقوف ظهرت، وكل الكلام قيل، والجميع جلس على الطاولة والكلام الجدّي قد بدأ". ورأت "ان الحكومة نضجت و"استوَت" ولم يبق سوى إعلان الطبخة النهائية، ولو احتاجت بضعة ايام".

بدورها، نُقل عن مصادر سياسية تراقب مسار التشكيل قولها "يبدو ان الرئيس المكلّف عندما تحدث عن مهلة العشرة ايام التي تُؤلف خلالها الحكومة، كان يستند الى معطيات عدة من ابرزها: امله في ان يتجاوب الرئيس عون، الضغط الدولي لتأليف الحكومة، تزايد الحديث عن مصير مؤتمر "سيدر"، إزدياد المخاوف من الوضع المالي والاقتصادي، التشديد على ضرورة تأليف حكومة تكون قادرة على مواجهة العقوبات الدولية على "حزب الله"، وليس آخرها ما اعلنه وزير العدل الأميركي جيف سيشنز امس من انه صنّف 5 جماعات، منها "حزب الله" و"إم.إس-13"، على انها جماعات للجريمة العابرة للحدود، وان تلك الجماعات ستواجه تحقيقات وإجراءات قضائية اكثر صرامة.

وزاد فتح معبر نصيب بين الاردن وسوريا درجة الاقتناع عند البعض بقرب الانفراج الحكومي، بعدما اوحى هذا التطور بوجود حلحلة ما في المنطقة، إضافة الى عامل آخر يتمثّل في انشغال ايران بالملف النووي والعقوبات، وانشغال السعودية بقضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، إذ ان هذين العاملين ربما فتحا ثغرة تستفيد منها القوى الداخلية لتأليف الحكومة.

لكن هذا الأمل يحتاج الى ترجمة لأن الحملات التي شهدها الاسبوع الماضي حتى الأمس وتجاوزت السقوف العالية، خصوصاً بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، لم تلد من عدم، بل لها خلفياتها السياسية واسبابها الحكومية.

وبالتالي، يستبعد البعض ان يتمكن المعنيّون من الوصول الى حكومة متوازنة بعدما بات يتوضح اكثر فأكثر ان هناك محاولة لتحجيم كل من "القوات" والحزب "التقدمي الاشتراكي" من جهة، وفي المقابل إقصاء كتلة نواب السنّة من خارج "يّار المستقبل" من جهة اخرى".

لقاءات بيت الوسط: وفي السياق، نُقل عن مصادر "بيت الوسط" قولها في تصريح صحفي "ان لقاءات الأمس الإستثنائية هي بهدف توسّع إطار المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف، من اجل تسريع التحضيرات الجارية للتفاهم على تشكيل الحكومة".

واوضحت "ان اللقاء مع ارسلان هو الأول من نوعه منذ الإستشارت النيابية التي اجراها الرئيس المكلف بعد تكليفه نهاية ايار الماض"، اضافت "كان لا بد من لقائه، فهو من المعنيين بالمساعي الجارية لتذليل العقبات امام تشكيل الحكومة الجديدة، وبهدف توفير المخرج لما يسمّى العقدة الدرزية، وهو احد طرفيها".

وذكرت المصادر ان الحريري هو من طلب اللقاء بإرسلان للوقوف على رأيه في المشاريع المطروحة لحل العقدة الدرزية".

تزامناً، لفتت المصادر الى "ان اللقاء مع وزير الاعلام شكّل استمراراً لمسار الإتصالات بين الحريري وقيادة "القوات"، والذي لم ينقطع طوال الفترة الماضية، وتركز على مقترحات جديدة يمكن ان تسهّل التوصل الى تفاهم على حقائب "القوات اللبنانية".

"النهار": وتضاربت المعلومات عن الحقائب الاخيرة التي تدور حولها المفاوضات اذ اشارت معلومات قريبة من "التيار الوطني الحر" الى ان ‏المفاوضات التي اصبحت في لحظاتها الاخيرة تقف عند ثلاث وزارات هي العدل والتربية والاشغال. وأوضحت ان "القوات اللبنانية" ‏تطالب بالعدل بدلا من التربية وان الحزب التقدمي الاشتراكي يطالب بالتربية بدلا من الصحة التي حسمت لمصلحة "حزب الله"، أما ‏الاشغال فيطالب بها كل من "التيار الوطني الحر " و"تيار المردة‎".‎‎ ‎
لكن مصادر أخرى أبلغت "النهار" ان انجاز التشكيلة الحكومية التي باتت في لمساتها الاخيرة بحيث يجري حاليا اسقاط الاسماء على ‏الحقائب، قد يستغرق بعض الوقت الاضافي ولو ان العقد باتت في مجملها بحكم المنتهية. وفي معلومات هذه المصادر ان "القوات اللبنانية" ‏وافقت على ان تتمثل بأربعة وزراء وثلاث حقائب الى جانب نيابة رئاسة الحكومة. أما الحقائب فستكون التربية والشؤون الاجتماعية ‏والثقافة، علما ان معلومات ترددت عن مفاوضات تجريها "القوات" للحصول على حقيبة الصحة أو الاشغال بدلاً من التربية، الا ان "التيار ‏الوطني الحر" اعتبر ان هذا الامر لا يتعلق بالتيار ويجب ان يتم التفاوض مع "حزب الله" من أجل الصحة أو "المردة" من أجل الاشغال

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o